وافادت وكالة مهر للانباء ان علي اكبر ولايتي قال في حديث له حول مؤشرات اثبات الهوية الاسلامية للحركات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا : يجب الرجوع الى شعارات المحتجين , فان الشعارات التي كانت يرددها جمال عبدالناصر ابان عهده , وكذلك حلفاؤه في سوريا وليبيا والسودان والعراق ودول اخرى كانت جميعها شعارات قومية.
واضاف : انكم ترون انه في الدول العربية المذكورة آنذاك كانوا يمجدون بني امية وبني العباس على انهم من مفاخر العرب , ولكن في الوقت الحاضر فان احدا لايفتخر بببني امية وبني العباس , يقولون السلف الصالح يعني صدر الاسلام , فلاحظوا ان السلفية تختلف مع الوهابية ، فعلى سبيل المثال يوجد الاخوان السلفيون الذين يعتقدون انه يجب العودة الى سلوك الرسول (ص) في حياته , ويقولون ان الاساس هو الرسول (ص) والخلفاء الراشدين , يعني يجب عدم الاعتماد على الخلفاء الذين جاؤوا بعد امير المؤمنين (ع) مثل معاوية ويزيد وعبدالملك بن مروان وهارون الرشيد, والفرع المنحرف من السلفية هم اتباع الوهابية الذين ينفذون اعمالا طائشة مما ادى الى تشويه سمعة العالم الاسلامي.
واضاف مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية : ان نزعة القومية العربية انتهت في حرب حزيران 1967 حيث ان الدول العربية لقيت هزيمة على ثلاث جبهات الاردن وسوريا ومصر , فما هو السبب؟ يعني الاعتماد على القومية العربية بدلا من الاسلام , ومن ذلك الوقت رأينا ترسيخ المبادئ الاسلامية.
وتابع قائلا : ان الماضي الاسلامي لقادة النضال في الوقت الحاضر وتردد اسماؤهم في وسائل الاعلام امر معروف حيث يستندون الى الاسلام في احاديثهم , حتى ان اشخاصا مثل عمرو موسى والبرادعي ايضا اللذين رشحا انفسهما للرئاسة , اخذا يتكلمان عن الاسلام وتحرير فلسطين واتسمت تصريحاتهما بطابع معاد للصهونية , فاذا لم تكن طبيعة هذه الحركة اسلامية , فما هو السبب الذي دفعهم الى التظاهر بالاسلام للحصول على اصوات الناخبين.
وحول مواقف ودور قائد الثورة الاسلامية في توجيه هذه الصحوة الاسلامية قال ولايتي : في المراحل الاولى لنشوء الصحوة الاسلامية شارك سماحته في احدى صلوات الجمعة وكان هذا خلاف للعرف السائد , لانه يشارك عادة مرتين او ثلاث مرات سنويا مثلا في شهر رمضان المبارك او شهر محرم , فسماحته تحدث في صلاة الجمعة التي اقيمت في شهر يناير الماضي عن الصحوة الاسلامية ودعمها بحيث اعرب بعض زعماء الصحوة وباشكال مختلفة عن تقديرهم لدعم سماحته , وهذا موضوع هام للغاية.
واردف ولايتي : ان قائد الثورة الاسلامية اغتنم هذه الفرصة وفي الحقيقة حال دون اهدار الفرصة , واعتياديا عندما تقع ثورة او حركة في بلد ما , فان الافراد والجماعات والدول تحاول اجراء اصلاحات في مواقفها , وبنوع ما الاستفادة من ذلك لتحقيق مصالحها.
واشار الى ان الامريكيين والاوروبيين وبعض الدول العربية سعوا الى الايحاء بان الصحوة الراهنة ليست مستلهمة من الثورة الاسلامية في ايران , ولكنهم وبشكل تدريجي اقروا بانها مستمدة من الثورة الاسلامية , موضحا ان قائد الثورة الاسلامية وللمساعدة على هذا التحليل الصحيح نزل الى الساحة , وحسب اعتقادي فان احد اسباب حضور سماحته في صلاة الجمعة هو للحيلولة دون وقوع الرأي العام في داخل البلاد تحت تأثير الاستغلال السياسي للدول ووسائل الاعلام وايحاءاتها المضللة.
واوضح ولايتي ان قائد الثورة الاسلامية اراد ان يبين بشكل صحيح ومنطقي ان هذه الثورات في المنطقة هي ثورات اسلامية وان يحدد مسؤولية صناع القرار السياسي في داخل البلاد ويوجه سياسيا الرأي العام لتسلك المسار الصحيح والاستفادة من هذه الفرصة السانحة لتعزيز مصالح العالم الاسلامي والامة الاسلامية.
وتابع قائلا : ومن جهة اخرى فان دعم القائد بصفته زعيم بلد شيعي للحركات المتعلقة باهل السنة , قد احبط الى حد كبير النعرة الطائفية بين السنة والشيعة , وشجع الذين بدأوا هذه الحركات باعلانه بالوقوف الى جانبهم في مواجهة امريكا واسرائيل , فكما تم اثبات ذلك فان الدعم في لبنان وفلسطين غير محدود , وفي هذا الصدد فان ايران لا تأخذ اذنا من احد ولاتخشى اي جهة.
واشار ولايتي الى ان الصحوة الاسلامية قد بدأت من خلال الثورة الاسلامية في ايران ومن ثم تركت تأثيراتها على دول اخرى مثل فلسطين ولبنان وافغانستان , لذلك فان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الرائدة وحاملة الراية في التصدي للاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي.
واشار الى ان الامريكيين يحاولون ايجاد بديل لمبارك في حكم مصر قائلا : الا ان الشعب رفض ذلك وبالتالي فان الذين شكلوا حكومة مؤقة في مصر لديهم ماض طويل في النضال وتحمل السجون ابان حكم حسني مبارك.
ولفت ولايتي الى وصول معارضي مبارك الى الحكم ليس من مصلحة امريكا , فاعادة فتح معبر رفح يعتبر تحديا للسياسات الامريكية السابقة حيث تمكنت اسرائيل من محاصرة قطاع غزة من خلال مساعدة نظام مبارك الذي بنى سورا حديديا باموال امريكية واسرائيلية لمنع الفلسطينيين من الدخول الى الاراضي المصرية , كما ان الحكومة المصرية الجديدة اعلنت عن رغبتها باعادة العلاقات مع ايران وسمحت للسفن الحربية الايرانية بعبور قناة السويس وهذه مؤشرات غير جيدة بالنسبة للامريكان الذين راهنوا على حكومة مبارك طيلة الثلاثين عاما الماضية.
وحول الاحداث في ليبيا اشار ولايتي الى الدول الغربية اتخذت عدة مواقف ففي البداية تريثت وعندما رأت ان الثوار تنامت قدرتهم اصدروا قرارا من مجلس الامن يسمح لهم بقصف ليبيا , وفي نفس الوقت اجروا محادثات مع حكومة القذافي في ايطاليا واماكن اخرى كما اجروا محادثات مع الثوار و كلما رأوا ان الحاجة تقتضي فانهم يقومون بقصف قوات القذافي او قوات الثوار ومن ثم يدعون انهم اخطأوا في قصف مواقع الثوار.
وفيما يتعلق بدور السعودية في تطورات المنطقة وتدخل آل سعود في قمع الشعب البحريني , قال ولايتي : يبدو ان اجراءات السعودية كانت خطأ في الحسابات , في بداية الستينات وقع انقلاب في اليمن ضد الحكومة الزيدية بمساعدة عبدالناصر , وتولى الحكم عبدالله السلال , وكانت السعودية تدعم آنذاك الحكومة الزيدية في حين كان عبدالناصر يدعم السلال وفي النهاية كان السلال هو الفائز.
وتابع قائلا : في السنوات الاخيرة وقعت حرب بين اليمن الشمالي والجنوبي , ووقفت السعودية الى جانب اليمن الجنوبي في مواجهة علي عبدالله صالح حتى ان السعودية وبعض الدول العربية دفعت ثمن طائرات الميغ التي يحتاجها اليمن الجنوبي , لانها كانت تعارض توحيد اليمن بقيادة علي عبدالله صالح , كما ان صالح ارسل مبعوثا الى واشنطن للتفاهم مع الامريكيين وعمليا توحدت اليمن وفشلت السعودية , وفي قضية لبنان كانت السعودية تعارض تنامي المقاومة الاسلامية لحزب لله حتى لو كانت في مواجهة اسرائيل , لذا فان شيخا من ائمة الجمعة في السعودية حيث كانت الحرب مشتعلة بين حزب الله واسرائيل , افتى في خطبة صلاة الجمعة بحرمة الدعاء بالنصر لحزب الله.
واضاف ولايتي : ان السعودية لم تكتف بعدم دعم حزب لله ماليا وتسليحيا وانما امتنعت عن تقديم الدعم السياسي بحيث قال شيخ وهابي للناس لا تدعوا لحرب حزب الله والمقاومة الاسلامية ضد الصهاينة ومن يفعل ذلك فقد ارتكب ذنبا , وقد اخفقت السعودية في لبنان , كما فشلت في ابقاء سعد الحريري.
واردف يقول : ان سكان جنوب لبنان من الشيعة , والفلسطينيون في غزة من اهل السنة ! فهناك ايضا لم تدعم السعودية ودعمت بشكل غير مباشر اهداف اسرائيل وحسني مبارك , ولكن ايضا فشلت هناك.
واضاف مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية : ان السعودية لم تكن موافقة على وصول نوري المالكي الى الحكم في العراق , ولكن الشعب العراقي صوت لصالح المالكي , نصيحتي بصفتي خبير سياسي الى الاصدقاء السعوديين هو لماذا يجب تكرار التجربة الفاشلة عدة مرات؟ ربما يمكن اسكات الشعب البحريني بقوة العسكر السعودي ولكن الشعب البحريني لن ينسى مطلقا ان دولة جارة غزت بلده وارتكبت المجازر وعذبت الناس واقتادتهم الى السجون واسكتت الناس بقوة السلاح , فتجارب مصر وتونس والعديد من الدول الاخرى ماثلة امامنا , فهل استطاع حسني مبارك القضاء على المبادئ الاسلامية ؟ وفي الوقت الراهن ايضا فان القوات السعودية سترحل من البحرين عاجلا ام آجلا , لكن لن تبقى هناك ذكريات جميلة عن آل سعود لدى الشعب البحريني , ولن تشهد مستقبل علاقات الشعب مع الحكومة السعودية علاقات جيدة.
واختتم قائلا : نصيحتي بصفتي خبير سياسي الى الجانب السعودي , بالامكان اسكات البعض لمدة قليلة , ولكن لايمكن اسكات الجميع الى الابد , وهذه تجربة التاريخ في منطقتنا./انتهى/
رمز الخبر 1325809
تعليقك