ورأى السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في الضاحية الجنوبية ببيروت أن "الأمة العربية والإسلامية تطل على مرحلة هي من أشد المراحل صعوبة وخطورة في تاريخها، حيث تواجه العقبات آمال الحرية التي تتطلع إليها الشعوب العربية والإسلامية المثخنة بجراحات الأنظمة، وبعبث الخارج وسعيه لاستغلال هذا الواقع السياسي والأمني للدخول على خط هذه الشعوب، للإستفادة منه لحساب سياستها في المنطقة".
ولفت السيد فضل الله الى أنه "يراد لسوريا أن تكون في عين العاصفة، في ظل كل التطورات التي حصلت، لا سيما بعد دخول الجامعة العربية على خط هذا البلد".
وتابع قائلا "ندعو الجامعة العربية إلى أن تعي مسؤوليتها جيداً، وأن تعمل لحل الأزمة في سوريا بعمق، وبكل مسؤولية، لا تعقيدها وإدخالها في مهاوي المجهول ومهب الرياح العاتية التي لن تكون لحساب الواقع العربي، وذلك بالمساهمة في تهيئة أجواء الحوار بين كل شرائح هذا الشعب وفئاته، ووضع الآليات المناسبة لهذا الحوار".
ولفت السيد فضل الله الى أن كيان العدو الصهيوني هو "الأكثر سعادة إزاء هذا الانقسام في الواقع العربي والإسلامي، هذا العدو الذي لم تتحرك الجامعة العربية حتى في أخطر حالات عدوانه ومجازره ضد لبنان وغزة، لتلوح له بأوراق التهديد والوعيد وما إلى ذلك".
بدوره، رأى المفتي الجعفري الممتاز المفتي أحمد قبلان أن "الأحداث تتسارع، ومحاولات تطويق سوريا بهدف إسقاط نهجها المقاوم والممانع جارية على قدم وساق بقيادة جوقة من المتآمرين والمتأمركين العرب الذين، على الرغم من كل الصفعات القاسية والمدمرة التي ألحقوها بشعوبهم جراء سياسات الزحف والانبطاح، نجدهم الآن وبكل وقاحة يمعنون هتكاً في هذه الأمة، محاولين تجريدها من كل عناصر القوة التي لا تزال تجسدها سوريا، وتشكل في مواقفها القومية والعربية السد المنيع الذي حال وسيحول اليوم وغداً وفي المدى البعيد من تمكين أعداء هذه الأمة من النيل منها، وإخضاعها للمشروع الأميركي الصهيوني، مهما بلغت درجة التكالب والتآمر".
وأكد المفتي قبلان في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين (ع) في منطقة برج البراجنة ببيروت أن "سوريا ستبقى صامدة، وشعبها لن يكون مطواعاً لإرادة التخريب والتدمير التي تستهدفه، ولن يرضى أبداً بالتنازل عن كرامته وإنجازاته الوطنية والقومية، مهما كان حجم التهويل والتضييق والحصار، ولن يسمح بليبيا ثانية، وسيتصدى بكل قوة وتصميم لإخراج سوريا من محنتها، وقطع الطريق في وجه محاولات عزل سوريا وإجبارها على التسليم بما يخدم ويحقق أهداف الكيان الصهيوني، وسنكون إلى جانب سوريا وجانب كل نهج ومسار وخط يختار العزة بدلاً من الذلة، والكرامة بدلاً من الخسة، والمواجهة من أجل الحق بدلاً من الاستسلام والانصياع لإرادة ومرامي الباطل".
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في حسينية السيدة الزهراء (ع) في صيدا، إنتقد الشيخ عفيف النابلسي "المسار الذي انتهجته الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا"، معتبراً أن "هذا القرار المتعسف بحق سوريا لن تنتهي ارتجاجاته وموجاته وتداعياته بسهولة، وقد تعمّد من دعم القرار أنه بذلك يزيد الخناق على سوريا ويفتح المجال أمام وضع سياسي جديد لا يكون فيه للفكر المقاوم والعمل المقاوم أي حضور على الإطلاق، وجاء اجتماع الرباط ليؤكد نفس الاتجاه والمنحى الذي أخذه بعض العرب، ما يؤشر إلى خطورة المآل السياسي والاستراتيجي والأمني للمنطقة ككل".
وأضاف الشيخ النابلسي "هناك تشويه متعمّد للحقائق عن طبيعة الوضع داخل سوريا، وإصرار عربي وغربي على تفعيل مسارات الفتنة والحرب الأهلية وتثوير الشعب في إطار فوضى عامة وشاملة، إن ذلك كله يجري في إطار تسويق مشروع خطير للاستعمار يراد أن يطبق في المنطقة ويعيد حركة العداوات الطائفية والمذهبية والعرقية إلى الصدارة ومواجهة القوة الصاعدة للجمهورية الإسلامية الايرانية التي تعمل لاستعادة هوية الأمة ودورها في الواقع المتحرك والجديد للعالم الحديث".
ونبّه الشيخ النابلسي إلى "خطورة انجرار أي فئة من فئات الأمة مع المشروع الأميركي"، محذراً "المجموعات الاسلامية على وجه الخصوص من أن تكون مطية للتدخل الخارجي في الواقع الاسلامي والعربي، مؤكداً "خطورة هذا التوجه"./انتهى/
رمز الخبر 1462824
تعليقك