وتطرق السيد نصر الله في حديث بثته قناة المنار الفضائية الى ما تحدث عنه العدو الصهيوني من اسقاط طائرة استطلاع فوق فلسطين المحتلة منذ ايام، قائلا ان "حزب الله لم يقم بارسال طائرة من هذا النوع، واصبح السؤال ان لم يكن حزب الله ارسلها فمن اذاً؟". واشار الى انه "في الوقائع لم يقدم الاسرائيليون فيلماً او تسجيلا مصورا حول اسقاط طائرة وحتى الان لم يعرف هل عثروا على حطام الطائرة المدعاة او لم يعثروا".
واكد ان "حزب الله يملك شجاعة ان يتحمل المسؤولية في اي عمل يقوم به خاصة اذا كان يتعلق بالعدو الاسرائيلي، وما قيل عن هذه الطائرة ليس اهم واخطر من ان يتبنى حزب الله طائرة ايوب التي حلقت فوق فلسطين وصولا الى مقربة من ديمونا" .
واشار الى انه "ليس هناك ما يؤكد الحادثة حتى هذه اللحظة ولم يقدم دليل حتى الآن وهناك فرضية ان يكون كل الذي قيل مختلق".
وقال سماحته "لو فرضنا ان الحادثة مسلّمة وبالفعل هناك طائرة بلا طيار دخلت من الاراضي اللبنانية فمن ممكن ان يكون اطلقها؟ الاسرائلييون حتى الآن لم يستطيعوا ان يحددوا من اي انطلقت الطائرة ومسارها او بالحد الادنى لم يعلنوا ذلك.. حتى اللحظة لا يبدو ان هناك اتهامات رسمية اسرائيلية".
واكد السيد نصر الله ان "من يتوهم ان المقاومة في لحظة وهن وضعف وضبابية وعدم وضوح فهو مشتبه وانا احذر العدو ومن يقف وراءه من ارتكاب اي حماقة تجاه لبنان لان المقاومة يقظة ويدهاعلى الزناد وتملك العزم والتصميم بالدفاع عن لبنان وكل الانتصارات التي حققتها المقاومة والجيش الشعب، وسنواجه اي عدوان باعلى درجة مما يتصوره احد وسننتصر في اي مواجهة مقبلة ان شاء الله".
وتطرق امين عام حزب الله الى ما قيل وكتب في الايام الاخيرة ومنها الاكاذيب في الحديث عن "قوافل الشهداء واعداد الشهداء وبعض وسائل الاعلام فتحوا مزادا علنيا حول عدد الشهداء وصولا الى رقم 500 شهيد وامس قناة العربية "قتلت لنا" 30 شهيدا، وتحدثت وسائل اعلام عن مقابر جماعية واخفاء لاجساد الشهداء وتشييع بالتقسيط ، وانا اقول ان لبنان بلد صغير فمن يستطيع ان يخفي هذه الاعداد من الشهداء ؟ في مسيرتنا لم نخف شهداءنا ونشيعهم بالتقسيط واي شهيد في اي مكان يسقط نعلم اهله ويشيع في اليوم التالي" .
وجدد القول ان "من يستشهد منا نشيعه علنا ولا نخجل به وخصوصا من سقطوا في الايام الاخيرة نعتز بهم". واعتبر ان "كل هذا في اطار حرب نفسية وهناك كذب متعمد في هذا السياق والقاعدة اكذب اكذب حت يصدقهم بعض الناس".
واعتبر السيد نصر الله ان "الهدف مما يحدث في سورية لم يعد فقط اخراج سورية من محور المقاومة ومعادلة الصراع العربي الاسرائيلي ولم يعد اخذ السلطة باي ثمن ، بل يمكن القول ان هدف كل من يقف خلف الحرب في سورية هو تدمير سورية حتى لا تقوم دولة مركزية قوية، وحتى تصبح دولة عاجزة حتى عن ان تأخذ قرارا متعلق بنفطها او بحرها او حدودها، فالمطلوب ان لا تقوم للسوريين دولة مركزية في المستقبل وتدمير سورية حتى تشطب من المعادلة الاقليمية".
واشار الى انه "منذ انطلاق الازمة في سورية كان هناك اتجاه ذهب الى الخيار العسكري لاسقاط النظام وصولا الى ذبح الناس واستدعاء التدخل الدولي وفي هذا الاطار يدخل الحديث عن السلاح الكيميائي، ومن ضمن هذه الاتجاه يدخل علماء اصدروا فتاوى حادة حتى ممن يصنف انه من كبار العلماء. اما الاتجاه الثاني ونحن جزء منه كنا ندعو ولا نزال الى التسوية السياسية لما يجري في سورية ولحل الازمة هناك".
واضاف السيد نصر الله: "بسبب ما يجري في سورية، القضية الفلسطينية تواجه خطر تصفية حقيقي، وللوضع في سورية يؤثر على لبنان والعراق والمنطقة كلها" . واشار الى ان "لسورية في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيون لن يسمحوا لسورية ان تسقط في يد اميركا ويد اسرائيل والجماعات التكفيرية".
وكشف ان "النظام السوري ابلغ القيادة الروسية اسماء الوفد السوري الذي سيشارك بالحوار مع المعارضة ولكن الفريق الآخر يرفض ولا يريد".
ولفت الى ان "من يدعي انه يحزن للدماء التي تسيل في سورية ومن لا يريد ان تضيع القضية الفلسطينية ومن يحمل هم سورية يجب ان يعمل لايجاد تسوية سياسية وحل سياسي للوضع في سورية".
ولفت السيد نصر الله الى انه "خلال الفترة الماضية تصاعدت وتيرة الاعتداءات على قرى ريف القصير وهناك معلومات تشير الى ان بعض اللبنانيين متورطون بهذه الاعتداءات ما دفع بالجيش السوري الى مواجهة المعتدين وحماية هذه القرى".
وتساءل السيد نصر الله "ماذا فعلت الدولة اللبنانية لحماية اللبنانيين في داخل قرى ريف القصير وهل تستطيع الدولة اللبنانية ارسال الجيش لحماية هؤلاء في قراهم"، معتبرا ان "اقصى ما يمكن ان تفعله الدولة اللبنانية ارسال احتجاجها لجامعة الدول العربية فهل نحتج للجلاد؟".
واضاف "نحن نقول بوضوح لن نترك اللبنانيين في ريف القصير عرضة للاعتداءات بوجه الجماعات المسلحة وكل ما يلزم لبقائهم وصمودهم لن نتردد فيه".
واعتبر ان كل ما يمكن ان يفعله البعض في لبنان فَعله من الفتاوى والخطابات وارسال المال والمسلحين عبر لبنان وغيره من الدول فلا يدعي احد انه مدني ولا علاقة له بما يجري في سورية.
واشار السيد نصر الله الى انه "في منطقة السيدة زينب يوجد مقام السيدة زينب بنت علي عليها السلام والآن هناك بعض المجموعات المسلحة تبتعد مئات الامتار فقط عن المقام، هذا الامر يتضمن حساسية كبيرة خصوصا ان الجهات التكفيرية" اعلنت انها اذا وصلت ستدمر هذا المقام بالمقابل هناك من يدافع عن هذه البقعة وعن المقام الشريف ويستشهدون لذلك فهؤلاء هم من يمنعون الفتنة وليس هم من يفتح باب الفتنة.
واضاف "نقول انه لا يكفي للمعارضة ولما يسمى "الائتلاف السوري" ان تعارض وترفض تدمير المقام المبارك ونقول ان الدول التي تدعم هذه الجماعات تتحمل مسؤولية هذه الجريمة لو حصلت "، مؤكدا انه "سيكون لهذه الجريمة ان حصلت تداعيات كبيرة جدا".
وتطرق السيد نصر الله الى قضية المخطوفين اللبنانيين في اعزاز قرب حلب فأكد ان "استمرار هذه القضية الى اليوم مؤلم جدا ومشهد الاهالي ينتقلون في اعتصامهم من شارع الى شارع مؤلم جدا".
واشار الى ان "تفاوض الدولة مع قطر وتركيا والسعودية لم يؤد الى نتيجة، فهل تتصورون اننا نستطيع ان نبقى ونشاهد استمرار هذه المأساة دوان ان نحرك ساكنا؟ اخرجوا المخطوفين اللبنانيين في اعزاز من الصراع السياسي. هذا ملف يجب ان نجد له خاتما ونهاية، هؤلاء زوار لا جريمة ولا ذنب لهم. كذلك عندما نتحدث عن بقية المخطوفين اللبنانيين من آل المقداد وعائلات لبنانيين فقدت مخطوفين في سورية وهذا ايضا ينعكس على رجال الدين المخطوفين في سورية، على المطرانين الذين خطفا في الآونة الاخيرة".
واكد السيد نصر الله اننا "لا نريد مشكلة في لبنان ولا ان ينتقل الصراع الى لبنان ونحن نعرف مجموعات لبنانية اعتدت على اللبنانيين في ريف القصير نعرفهم بالاسماء لكن لا نحرك ساكنا في لبنان لاننا نريد تجنيب لبنان اي قتال حرصا لا خوفا وحبا لا طمعا، لكن ما يجري في سورية يعنينا جميعا".
واضاف "انتهى الوقت او كاد ينتهي الوقت الذي يكتفي فيه اللبنانيون بالتمنيات والتعبير عن العواطف، الشعب اللبناني المسلمون والمسيحيون على حد سواء، كل من له علاقات مع خارج لبنان مع دول مع حكومات يجب ان يُسمعوا جميعا صوتا واحد وهو انه يجب ان تقف الحرب في سوريا ومن المعيب اذا قام رجل دين كبير بالتعبير عن ها الموقف سواء كان مسلما او مسيحيا ان يتهم انه سفير للنظام السوري. كل من يريد ان يأخذ سوريا ومنطقتنا الى الدمار هو من يجب ان يُتهم في عقله ودينه وخلفيته وموقعه تجاه ما يجري في هذه المنطقة".
وختم السيد حسن نصر الله بالقول "لا تراهنوا لا تراهنوا لا تراهنوا على الميدان، الدفع بالميدان الى اتجاهات خطرة لن يقف عند حدود، ومن كان حريصا على الدماء والاموال والأعراض والمصالح الوطنية والقومية يجب ان يتحمل مسؤوليته في ايجاد الحل السياسي الكبير الذي ستنعم ببركته سورية ولبنان وكل المنطقة"./انتهى/
رمز الخبر 1821062
تعليقك