وصرحت والدة الشهيد عماد مغنية الحاجة آمنة سلامة في مقابلة خاصة مع وكالة مهر للانباء حول البيئة التي نشأ فيها ابناءها الشهداء جهاد وفؤاد والحاج عماد ان التربية التي نشأ عليها الشهداء الثلاثة هي تربية الدين الإسلامي حيث منذ صغرهم عمدتُ إلى إطلاعهم على ثقافة الدين الإسلامي،لكي يعرف كل واحد منهم كيف يعامل ربه، معتقدة ان "أساس التربية في العائلة هي تربية الإسلام،حيث أن الإسلام هو الدافع الأساسي لنجاح الفرد في الحياة، فمنه يستمد الثقة بنفسه وبه يتعلم كيف يكون إنساناً فاضلاً في المجتمع،ومحترماً من قبل الجميع.
وبخصوص كيفية تلقيها نبأ استشهاد الحاج رضوان وردة فعلها قالت الحاجة ام عماد مغنية ان امر الاستشهاد كان حتمياً ومتوقعاً، فالحاج عماد كان ملاحقاً، و مثل هذا الحدث لا يمكن استبعاده في ظروف مثل ظروف ابني ،فالشهيد كان مقاوماً يعمل بتكتيكٍ عالٍ، فقد أرهق العدو بفكره العسكري وبخططه الأمنية،ومثل هذا الإنسان المقاوم الذي يرابض على الثغور،ينتظر في كل لحظة أن يكون في عداد الشهداء مشيرة الى ان "الخبر لم يُفاجئنا بنوعه إنما فاجأنا بتوقيته".
واوضحت: استشهاد الحاج رضوان كان له الأثر الكبير في نفسي، حيث كان صعباً جدّاً، ففراق الأحبة ليس بالأمر السهل،ولكنني تحديت الموقف،وقررت أن أتحدى ما حدث،لأكون من الأقوياء.وملهمتي في هذا الموقف كانت أمّ المصائب الحوراء زينب (ع)،فمنها استلهمت صبري،وبها قويت عزيمتي.
واضافت ان "الإسلام أساس الحياة لاسيما الحياة الخاصة التي يختارها الإنسان مع الله سبحانه وتعالى من منطلق التربية الإسلامية والدينية التي ينشأ عليها المرء فتتأصل فيه خصال حميدة جمّة،وبهذا المعنى يصبح حب مساعدة الناس والإهتمام بأمور الجميع،أمراً أساسيّاً في حياته،وهذا ما يجعله من رجال الخير والفضيلة في الحياة.
وتابعت على هذا الأساس تكون العلاقة بين الإنسان وربه أوثق، أي أنه يُدرك ماذا يريد الله منه، بحيث يكون عارفاً بدينه ويؤدّي الواجب الجهادي ،واجب المقاومة وواجب الإنخراط في هذا العمل مبينة انه هكذا كان ابنائها الشهداء دوراً بارزاً في تأسيس العمل المقاوم،وهي كانت من أكثر المشجعين لهم ليكونوا على هذا النهج.
وفي معرض ردها على سؤال «لو عاد الحاج عماد اليوم، هل ترتضين له النهج الجهادي مجدّداً وهل تدفعينه للشهادة» قالت ام الشهداء الثلاثة : في يوم استشهاد ابني ،وقفت أمام الجموع المحتشدة في عزائه،وتوجّهت بكلمة إلى الأمين العام لحزب اللة سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله)،يومها قلت:"إنني اليوم أأسف لفقداني كل أبنائي، فلم يبق لي أحد لأقدّمه في سبيل هذا النهج، ولو كان لدي المزيد من الأبناء ما توانيت لحظة عن توجيههم ليكونوا في هذا السبيل ،ويكونوا في عداد الشهداء" وشددت على للحاج عماد قاعدة انطلق منها ولا مفرّ أن يعود إلّا إليها،لو عاد الحاج عماد اليوم لعاد إلى قاعدة المقاومة،مقاومة إسرائيل وإرهاقها وإرهابها.ولكن هذا إن عاد،فهو اليوم بجوار ربه وهو إن شاء الله مع جنود الإمام المنتظر (عج).
وحول كيفية وداع الحاج والدته قالت : الحاج عادةً ليس لديه وداع،ففي كل مرة يغادر نودعه وداعاً عاديّاً،على أنه عائد.وفي المرة الأخيرة كان وداعه عاديّاً أيضاً،ولكننا في لقائنا الأخير سهرنا سهرة طالت مع الأحبة وبقينا بجوار الشهيد إلى ما يُقارب الساعة الثانية من بعد منتصف الليل،وقد كانت قبل يومين من استشهاده ،كان يوم الأحد_والقائد استشهد يوم الثلاثاء_.
وتابعت تلك السهرة لم تكن عاديّة،كانت لقاء بعزٍّ في حضرة عزيز وغالٍ،فقد كان اللقاء الاخير مع الشهيد واضافت: انا كأمٍّ للشهيد أفتقده دائماً،وأتمنى أن يكون بجانبي وأن أكمل حياتي وهو برفقتي، فالأمّ تتمنى في كل لحظة أن ترى أولادها إلى جانبها. أفتقده في كل مفاصل الحياة،فأي إنسان يفتقد الأعزاء على قلبه،فكيف إذا كانت أمّ تفتقد لفلذات أكبادها.
وأمّا في ما يخصّ المقاومة ، صرحت ام الشهداء : اليوم وفي هذه المراحل لا يمكن لنا أن ننكر الحاجة الماسّة لوجود الحاج رضوان في صفوفها، فما تمرّ به حاليّاً يجعلها تفتقد الشهي ولكن رغم ذلك فالمقاومة اليوم أقوى مما كانت،وهي باقية ومستمرّة، كما قال سماحة السيد حسن نصر الله أن الحاج عماد خطط للمستقبل البعيد،والمجاهدون اليوم يسيرون عسكريّاً وفق تخطيط الحاج،فقد ترك لهم فكره العسكري والإيماني لينهلوا منه ولتبقى المقاومة.
واكدت على ان المقاومة باقية ومستمرّة على نهج وخط الحاج رضوان والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب،وكل الشهداء الذين قدّموا للوطن أغلى ما لديهم،وضحوا لييقى هذا الوطن حرّاً أبيّاً وليعيش أبناؤه بعزّة وكرامة مضيفة: لولا المقاومة ولولا هؤلاء الشهداء ما كنّا لنحيا بكرامتنا،فالمقاومة قوية بدماء شهدائها.
وحول رؤيتها تجاه استشهاد قائد المقاومة الاسلامية الحاج رضوان صرحت والدة الشهيد: انا أؤمن دائماً بأنّ المسيرة تحتاج إلى الدم،فنحن أبناء المدرسة الحسينيّة التي رفعت راية الحق بالدم فقوّتنا مصدرها شهادة الإمام الحسين(ع)، الذي غرس فينا تلك العقيدة الجهاديّة،وعطاؤنا الذي نقدّمه هو جزء يسير مما قدّم أبي الأحرار،وهو قدوتنا في هذه المسيرة.
ولفتت الى ان للحاج حق على أمّته،بأن لا ينسوه، لانه كان إنساناً فريداً في عمله ،أمضى 25 عاماً في الظّلّ ،وأعطى كل ما أعطى وحقه عليهم أن يبقى في ذاكرتهم وفي قلوبهم،وان يستمرّوا بالنهج الذي عمل واستشهد من أجله.
وفي ختام المقابلة خاطبت ابنائها لاشهداء قائلة: للحاج عماد أقول له اطمئن،فنحن قوم نحفظ الأمانة ، والمقاومة اليوم كما أردتها وكما رسمت وخططت قويّة صامدة،ونحن كلنا مستمرّون على هذا النهج وهذا الخطّ،وسنكمل المسيرة كما أوصى الشهيد رضوان.
للشهيد فؤاد أقول له حمداً لله ان كانت شهادتك شهادة عزّ وكرامة وأطمئنك،بني أن أولادك سيكونون كما كنت وسيبقون على العهد وعلى النهج المقاوم.
والشهيد جهاد الأبن أتمنّى له إنشاء الله أن يكون في جنان الخلد بجوار الشهداء الأبرار.
وللشهيد جهاد الحفيد أقول له : هنيئاً لك فأنت اليوم في جوار الأحبة الشهداء الأطهار ، عدت إلى حضن والدك الشهيد الحاج عماد وأنت مجاهد في سبيل الله كما أراد والدك الشهيد ./انتهي .
اجرى الحوار : فادي بودية
والدة الشهيد عماد مغنية : الحاج عماد كان ينتظر في كل لحظة أن يكون في عداد الشهداء
قالت والدة الشهيد عماد مغنية ان الحاج رضوان كان مقاوماً يعمل بتكتيكٍ عالٍ، وقد أرهق العدو بفكره العسكري وبخططه الأمنية ومثل هذا الإنسان المقاوم الذي يرابض على الثغور،ينتظر في كل لحظة أن يكون في عداد الشهداء.
رمز الخبر 1849237
تعليقك