٠٢‏/٠٦‏/٢٠١٥، ٤:١٨ م

الشعب اليمني يعيش تحت القصف والرئيس الفارّ يسرق لقمة عيشه

الشعب اليمني يعيش تحت القصف والرئيس الفارّ يسرق لقمة عيشه

حان الوقت ان تستقيظ الدول التي تحرص على مستقبل الشعب اليمني المظلوم قبل فوات الاوان وتدرس تشكيل هيئة اقليمية لاغاثة اليمنيين دون تدخل الغربيين الذين يستغلون الازمات الاقليمية لبسط هيمنتهم وتأمين مصالحهم على حساب دماء الشعوب ومن دون الرضوخ لتهديدات السعودية التي تسعى الى تسويق حربها العدوانية.

محمد مظهري*- خلال الايام الاخيرة تداولت اخبار في الاعلام العربي حول فضيحة بيع المساعدات الانسانية التي الجزء الأكبر منها قدمت إلى اليمن، في عدد من الدول الإفريقية والعربية ما يثير القلق حول مسار الاغاثات الدولية وظاهرة المتاجرة بمعاناة الشعب اليمني.

فلا يكفي لليمنيين الفقر المستشري في البلد بسبب فساد زعمائه والقصف اليومي المتكرر على نساءهم واطفالهم الذي قد أدى الى تدهور الاوضاع الانسانية في اليمن لنتفاجأ هذه الايام بخبر سرقة المساعدات الدولية التي من المفترض ان يتسلمها النازحون والمتضررون اليمنيون بسبب الفساد المتفشي بين مسؤولي حكومة عبد ربه منصور هادي.

للأسف تحول ميناء جيبوتي إلى سوق سوداء لبيع المساعدات الانسانية المفترضة لليمن حيث اعلنت بعض المصادر عن وصول حوالي عشر شحنات فقط إلى ميناء عدن وميناء الحديدة من أصل ۲۰۰ شحنة مساعدات كانت وصلت إلى ميناء جيبوتي من دول عدة.

وأيضا تتحدث المصادر عن تحول ما يسمى ب"مركز الاغاثة" ، الذي يديره كل من "عز الدين الاصبحي ، وبدر باسلمة ، ونادية السقاف ، ورياض خان ، وبحاح وهادي وعلي محسن الاحمر " في ميناء جيبوتي ، الى ما يشبه شركة الشحن والتخليص والبيع وتحرير وثائق الوصول والتوزيع في اليمن.

هذا في حين قررت الامم المتحدة ان تتم عملية توزيع المساعدات الدولية عبر جيبوتي وفي هذا السياق رست سفينة "الانقاذ" الايرانية لاغاثة الشعب اليمني في ميناء جيبوتي كما هبطت طائرة ايرانية كانت تحمل مساعدات انسانية في جيبوتي لتخضع لتفتيش الامم المتحدة.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل يجدر بنا الثقة بمسؤولي حكومة هادي فيما اثبت فسادهم المالي حيث قاموا بمتاجرة بمعاناة شعبهم وحاجته الى المساعدات الدولية وفسادهم السياسي الى درجة باعوا أنفسهم بالدولارات السعودية ووقفوا الى جانب العدوان ضد شعبهم واخوانهم في اليمن؟

فلنتساءل: هل تشكل عملية الاغاثة الانسانية في اليمن مرحلة فارقة في تاريخ العمل الانساني ، باعتبار أن حجم الاستجابة لا يساوي خمسة في المائة ، من حجم الاحتياجات ، في وقت تتحدث التقارير عن وصول عشرات الآلاف من الاطنان ومئات السفن الى ميناء جيبوتي وبشكل شبه يومي ، او من المعقول ان اليمنيين يأكلوا هذا كله وفي فترة وجيزة؟

نعتقد ان الوقت قد حان الآن بأن تستقيظ الدول التي تحرص على مصير اليمن ومستقبل شعبه المظلوم قبل فوات الاوان وتدرس تشكيل هيئة اقليمية لاغاثة اليمنيين دون تدخل الغربيين الذين يستغلون الازمات الاقليمية لبسط هيمنتهم وتأمين مصالحهم على حساب دماء الشعوب ومن دون الرضوخ لتهديدات السعودية التي تسعى الى تسويق حربها العدوانية.

اذا اجترأ ما يسمى بمحور "الاعتدال" في المنطقة والذي اليوم يتجسد في التحالف العربي على انتهاك سيادة اليمن وتدمير بنيته التحتية فلماذا لا يقوم محور المقاومة بتشكيل تحالف اقليمي لاغاثة المدنيين اليمنيين على الاقل ؟

*محلل سياسي وخبير في شؤون الشرق الاوسط

رمز الخبر 1855666

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha