فقد استطاع انطوان سوريوغين خلال مدة عمله المهني في ايران على مدة خمسة عقود من تناول مواضيع متنوعة , وكانت لديه اكثر من سبعة آلاف صورة سالبة Negative , اذ كان ألمامه باللغة الفارسية والثقافة الايرانية , فضلا عن معرفته بفنون الغرب ومهارته في فن التصوير الفتوغرافي , قد جعلته متميزا بين اقرانه من المصورين في تلك الفترة.
استوديو تصوير سوريوغين المشهور كان يقع في شارع علاء الدولة بطهران , واكثر زبائنه من الاعيان والشخصيات المعروفة وكذلك العائلة الملكية وافراد البلاط , ولكن جزءا ًمهمّاً من زبائنه كانوا الاجانب المقيمين والمسافرين الى ايران.
وتاريخ ميلاد انطوان سوريوغين ليس معروفا بالضبط , ويقال انه كان في نهاية العقد الثالث او بداية العقد الرابع من القرن التاسع عشر في السفارة الروسية بطهران.
وفقد والده فاسيلي المستشرق والدبلوماسي الارمني في طفولته في حادث سير , وبعد وفاة والده هاجر انطوان مع والدته الجورجية آجين خانوم وبقية اخوته من طهران الى تبليسي عاصمة جورجيا.
وفي تبليسي تعلم فن الرسم في مدرسة الفنون , لكن معرفته بالمصور الروسي المعروف ديمتري يرماكوف , شجعته على تعلم التصوير الفتوغرافي , وفي العقد السابع من القرن التاسع عشر اقنع انطوان شقيقيه التاجرين كوليا وامانوئيل على السفر الى ايران وافتتحوا استوديو للتصوير الفتوغرافي, حيث انشأوا في البداية استوديو في تبريز , ومن ثم أسسوا استوديو في طهران.
وعندما وصل انطوان سوريوغين الى ايران كانت معرفة الايرانيين بالتصوير الفتوغرافي قليلة.
وفي عام 1839 اهدى كلا من قيصر روسيا نيكولاي الاول وملكة بريطانيا فيكتوريا جهاز داغروتيب الى شاه ايران محمد قاجار. وكان اول من اوكل اليه استخدام هذا الجهاز كان الفرنسي جول ريشار الذي معلما للغة الفرنسية بطهران.
وبالرغم من ان اوائل المصورين في ايران كانوا من الاجانب الا انه الايرانيين تعلموا هذا الفن , وكان المشجع الرئيسي لهم ناصر الدين ميرزا ولي عهد الدولة القاجارية الذي كان مغرما بالتصوير الفتوغرافي وعندما تولى العرش أسس استوديو التصوير الملكي في قصر كلستان وهو اول استوديو للتصوير الفتوغرافي في ايران.
وكان سوريوغين موضع اهتمام ناصر الدين شاه , حيث كان يتردد في المناسبات المختلفة على البلاط الملكي , والتقط صورا عديدة للشاه وندمائه , وقد اطلق ناصر الدين شاه على سيورغين لقب "خان" تقديرا لخدماته وقلده وسام "الاسد والشمس", وانطوان خان وبسبب حبّه للشعب والثقافة الايرانية غير لقبه الى "برورده ايران" أي "تربية ايران".
وفي أواخر القرن التاسع عشر واثناء احداث الثورة الدستورية , وبما أنه كان مقربا من انصار الثورة الدستورية , لجأ سوريوغين الى السفارة البريطانية , ولكن انفجار قنبلة قرب استوديو تصويره أدى الى تلف 5000 صورة سالبة Negative.
وكان معظم ارشيفه الباقي من الصور السالبة يعود الى عهد رضا شاه بهلوي , وفي الوقت الحاضر توجد قرابة سبعمائة صورة سالبة مع مئات من الصور الاصلية في متحف سميتسونين بواشنطن , وهي جزء من مجموعة كبيرة جمعها مايرون بمنت سميت المعمار وعالم الآثار الامريكي بعنوان (الارشيف الاسلامي), كما ان عددا من صور سيورغين يحتفظ بها في قصر كلستان.
كما تعلم سوريوغين الرسم الايراني التقليدي , حيث كان يعتقد فرديريك بورر ان مصدر الهام رسوم سوريوغين هما الهولندي رامبراند ورضا عباسي , وان صوره ملهمة من الاسلوبين الشرقي والغربي.
وكان اهم مشروع لسورغين التقاط صور وثائقية للمناطق والقوميات المختلفة في ايران, حيث سافر الى المناطق النائية وغير الآمنة في ايران آنذاك , كما التقط صورا للابينة التاريخية من عهد الدولة الاخمينية والساسانية بتوصية من عالم الآثار والمستشرق الالماني فردريش سار.
وحصل سوريوغين على ميدالية فخرية في المعرض العالمي الذي اقيم في بروكسل عام 1897 وباريس عام 1900 , وتوفي في طهران عام 1933 , ودفن في مقبرة الارامنة بطهران./انتهى/
تعليقك