وافادت وكالة مهر للانباء ان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله هاشمي رفسنجاني استقبل اليوم الاثنين مستشار المانيا السابق غيرهارد شرودر الذي يزور ايران على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى , وبحث معه العلاقات الثنائية وأهم القضايا الدولية والاقليمية ومكافحة الارهاب , والعلاقات بين ايران والسعودية.
واعتبر رفسنجاني قضية تدفق اللاجئين الى اوروبا وخاصة المانيا وكذلك مواقف مستشار المانيا انجيلا ميركل بانها كانت مؤثرة في الرأي العام العالمي , وقال : ان اللاجئين في الحقيقة هم اناس مظلومين , فقدوا اعمالهم ومنازلهم وعوائلهم ومعيشتهم بسبب دعم حماة الارهابيين لهم ماليا وعسكريا وتسليحيا , لذلك فان اغاثتهم يعتبر عملا انسانيا واخلاقيا.
ووصف اوضاع سوريا بانها معقدة , مشيرا الى ان الارهابيين الذين قدموا الى سوريا استغلوا المطالب الاجتماعية للشعب السوري , وارتكبوا جرائم ضد المواطنين الابرياء.
واعتبر رفسنجاني ان الارهابيين المتواجدين في سوريا لديهم نزعات عدوانية ولن يجنحوا الى السلم مهما كانت شكل الحكومة في سوريا , معربا عن قلقه حيال الازمة السورية.
واشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام , ان جماعة داعش الارهابية تجند اعضائها من بين الشباب المتذمرين من حكومات دول العالم الثالث من خلال الدعايات السيئة والمنحرفة وتستخدم الاسلحة والمواد الكيمياوية التي في العراق مما يشكل خطرا لعالم أجمع.
وحول التوترات الجديدة في العلاقات بين ايران والسعودية , قال هاشمي رفسنجاني : ان قضية ايران والسعودية قضية تثير الاستغراب, وان عدم النضج والتطرف زاد من حدتها , في حين ان اكبر الاضرار تلحق بالعالم الاسلامي في هذه القضية.
وانتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام , السياسات العدوانية لحكام السعودية الجدد بعد الملك عبدالله , وقال : ان الحكام الجدد لديهم اموال طائلة , ولانهم لا يضعون للمساءلة , فانهم قاموا باجراءات على صعيدي السياسات الداخلية والخارجية مما عرض أمن المنطقة للخطر.
واعتبر اعدام آية الله نمر باقر النمر , مثال واضح على عدم امتلاك الحكمة , وقال ان الشيخ النمر لم يكن يدعو للارهاب ولا للاحزاب والتنظيمات , وفقط كان يلقي خطبا ويوجه الانتقاد , وحكم عليه بالاعدام منذ سنوات , وفي ذلك الوقت بعثت برسالة الى الملك عبدالله , وتكلمت معه هاتفيا بان اعدام مثل هذه الشخصية الي تتمتع بتأييد شعبي وله انصار في مختلف انحاء العالم , لايصب بمصلحة أحد , وطبعا فان الملك عبدالله اوقف حكم الاعدام.
واكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ان شيعة العالم والشعب الايراني وشيعة السعودية غاضبون من حكم اعدام الشيخ النمر , وقال : ان حكام السعودية اذا كانوا يظهرون ذرة من النضج السياسي , لما عانوا من هذا الوضع المرعب.
واعتبر هاشمي رفسنجاني العراقيل المتعددة طيلة المفاوضات النووية بين ايران ودول مجموعة 5+1 , واحدة من السياسات الخاطئة الاخرى لحكام السعودية , خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي , وقال : بالرغم من ادعاء السعوديين مناهضتهم لاسرائيل , فانهم كانوا في تناغم تام مع الصهاينة في هذه القضية , وطبعا استنادا الى حساباتهم الخاطئة , لان الدول المجاورة والدول الاسلامية كانت على الدوام ومازالت في اولوية سياسة ايران الخارجية.
واشار الى وجود مدينتي مكة المكرمة والمدنية المنورة في السعودية مؤكدا على اهمية الحج باعتباره احد فروع الدين الاسلامي , وقال : ان السياسة الثابتة للجمهورية الاسلامية الايرانية ترتكز على خفض حدة التوتر مع دول الجوار لاسيما السعودية , اذ ان قضايا الحج والنفط تقرب البلدين من بعضهما على الاصعدة الدينية والاقتصادية.
واوضح رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ان تدهور العلاقات بين ايران والسعودية , سيسرع من انتشار الارهابيين من الناحيتين الكمية والنوعية , واضاف : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية سعت لحد الآن من خلال رحابة الصدر وعلى اساس الاعراف الدبلوماسية الى خفض حدة التوتر مع دول المنطقة لاسيما السعودية , وتعتبر هذا الامر يصب بمصلحة العالم الاسلامي واستقرار المنطقة.
واعتبر التواجد المؤثر ومساعدات ايران الانسانية للشعوب والحكومات الشعبية في العراق وسوريا وافغانستان , مؤشرا على سياسة الجمهورية الاسلامية في تطوير التعاون مع دول الجوار , وقال : ان ايران تقوم بدور محوري ورئيسي من اجل أمن المنطقة , ولا تريد المساس بأمن المنطقة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها , بسبب الخلافات العرقية والمذهبية والسياسية.
وانتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام سياسات الناتو وامريكا في احتلال افغانستان , مما ادى الى انعدام الامن وزيادة انتاج المخدرات حسب اعترافهم بعد مرور عدة سنوات على تواجدهم في هذا البلد.
واشار هاشمي رفسنجاني الى دور باكستان في دعم طالبان في افغانستان , وقال : في الوقت الحاضر فان ايران وباكستان بامكانهما العمل على تحسين الاوضاع في افغانستان لان باكستان تدعم طالبان وايران تدعم الحكومة.
واشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الى تواجد داعش في العراق وعدم نجاح التحالف الغربي في القضاء على هذا التنظيم الارهابي , وقال : ليس بامكان الغارات الجوية القضاء على الارهابيين , بل ان اقتلاعهم يتطلب نضال الشعب في الداخل والدعم الخارجي له.
واكد هاشمي رفسنجاني على اهمية التعاون بين ايران والمانيا وامتلاكهما للطاقات والامكانيات , وقال : ان ايران بامكانها ان تكون بوابة لدخول المانيا اقتصاديا وعلميا الى منطقة يبلغ تعداد سكانها نحو 400 مليون شخص , لذا فمن الضروري تعزيز وتوسيع العلاقات والتعاون بين البلدين./انتهى/
تعليقك