وتطرق الباحث الإيراني في حوار مع "الشروق" الى مستقبل الدور الإقليمي لإيران وعلاقاتها مع الغرب والعرب لافتا الى أن إيران فاوضت الغرب الذي يختلف معه في ملفات استراتيجية مهمة للغاية واستطاعت أن تبعد المنطقة عن أتون فتنة جديدة وعن حرب كانت ربما ستحرق الأخضر واليابس.
واضاف ان هذا الاتفاق أعطى درسا في فن التفاوض وفي النفس الطويل لدى الإيرانيين، وحرصهم على وحدتهم الداخلية التي استطاعوا بفضلها حل أهم ملف ليس في إيران فحسب، بل أيضا في الساحتين الإقليمية والدولية معتبراً أن هذا الاتفاق كان نصرا للشعب الإيراني من الناحيتين السياسية والاستراتيجية.
و اشار الى مكاسب ايران من خلال الاتفاق النووي مؤكدا ان المفاوض الإيراني استطاع المحافظة على برنامجه النووي والدخول إلى النادي النووي من أوسع أبوابه بعد أن حاولت الولايات المتحدة استنساخ النموذج الليبي وتفكيك البرنامج النووي الإيراني.
ورأى ان ايران استطاعت أن تلغي كافة قرارات مجلس الأمن وأن تخرج من الفصل السابع عبر مفاوضات لأول مرة في تاريخ هذا المجلس وقد جرّبوا بذلك حالة الحرب وحاولوا تغيير النظام الإيراني ولكنهم فشلوا.
ونوه الى ان طهران استطاعت أن تقوم بإزالة كافة القرارات الاقتصادية المفروضة عليها دون أن تتخلى عن البرنامج النووي مرجحا عودتها إلى الأسواق العالمية وفتح أسواقها المميزة جدا أمام كبريات الشركات الغربية، واضاف: نلاحظ اليوم أن هناك طابورا طويلا من الشركات التي تريد الحصول على حصة في هذه الأسواق التي قال عنها وزير الاقتصاد البريطاني إنها أكبر أرض خصبة للاستثمار منذ الاتحاد السوفياتي.
وارتأى الخبير الاستراتيجي الايراني ان الاتفاق النووي يزيد في تقوية إيران لا إضعافها لافتا الى ثمن الحصول على الاتفاق النووي وقال: الثمن هو تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي لسنوات معدودة والانتقال من استخدام الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي بعد فترة ثماني سنوات وفقا لما ينص عليه الاتفاق النووي إلى استخدام الجيل الثامن الذي يعمل بقدرة ثمانية أضعاف الجيل الأول.
وتابع ان إيران قبلت تقليص عملية تخصيب اليوروانيوم لعدة سنوات للحصول على التخصيب الصناعي وليس على مستوى البحوث معتقدا ان هذه خطوة تكتيكية مهمة جدا، فعندما يتراجع المصارع فذلك لا يعني أنه انهزم بل يعني أنه يستعد لتوجيه ضربات أخرى لمنافسه./انتهى/
تعليقك