وجاء في المقال: ان المشهد الليبي يلقي اليوم بكل ظلاله المؤلمة بواقع جديد على الواقع الدولي المضطرب، فيضاف على هذا المشهد الدولي المضطرب واقع المشهد الليبي بكل تجلياته المؤلمه والمأسوية،وخصوصاً في ظل الحديت المتزايد عن احتمالات التدخل الغربي العسكري في ليبيا ، التي تشهد اراضيها استمرار فصول الصراع العسكري على الارض تاركاً خلفه عشرات الآلاف من القتلى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة الليبية.
واضاف الكاتب ان اليوم وتزامناً مع الحديث عن التدخل العسكري الغربي بليبيا ، نسمع عن مؤتمرات دولية "لا تغني ولا تسمن من جوع الليبين التواقين للاستقرار"، موضحاً ان هذه المؤتمرات تعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن الليبي، تسعى الى وضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة الليبية، فيما تتسابق بعض القوى الليبية اليوم لإفشالها، وهذه القوى هي التي تراهن اليوم على الحسم الميداني على الأرض.
واشار الهبيشان الى انه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع عام 2016، قد نعتها مسار الحلول العسكرية على الارض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية، مضيفا: "فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديداً على تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها، ومن غربها الى شرقها، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا الليبية، وفي شكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية، وخصوصاً بعد تمدد القوى الرديكالية "داعش " في شكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرقي ليبيا".
واستطرد الى مايجري بليبيا عسكرياً قائلا: ببعض مدن الجنوب والشرق الليبي النفطية، فقد فرض الواقع العسكري نفسه وبقوة ، وعلى كل التجليات المأساوية التي عاشتها الدولة الليبية مؤخراً ، فقد شهدت البلاد خلال ألاشهر الأربعة الماضية ،صراعاً دموياً كبيراً محلياً مدعوم بأجندات خارجية، وقد كانت اطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال لا الحصر ،ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة وما يسمى ب"أنصار الشريعة"وك"كتائب فجر ليبيا" و"مجالس الثورة "و"ميليشيات المدن الليبية"و"داعش "و،الخ.
وتابع ان تعدد هذه المليشيات المسلحة على الاراضي الليبية افرز حالة صراع دائم فيما بينها ووفر الارضية المناسبة للتدخل الغربي حيث أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع اقليمي -دولي ، مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلاً ، معتبراً في ظل غياب اي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض، ومع ظهور جماعات راديكالية متواجدة بشرق وجنوب شرق ليبيا ،أعلنت ولائها ومبايعتها لتنظيم داعش الارهابي ، سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة اصلاً، ومشيراً الى ان هذا الوضع قد يستمر لأشهر قادمة قبل الحديث عن جراحه دولية ، خاصه بالواقع الليبي، وانشاء حلف دولي لمحاربة القوى المتطرفه في ليبيا، وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح مؤخرآ ، والهدف هو اقتسام الكعكة الليبية بين القوى الكبرى .
واكد في ختام المقال انه يمكن القول ان المشهد الليبي يزداد تعقيداً مع مرور الأيام ،وخصوصاً مع الحديث الغربي المتكرر عن احتمالات التدخل العسكري المباشر ،وهذا ما يؤكد أن الدولة الليبية بكل أركانها مقبلة على مراحل مستقبلية صعبة من تاريخها الوجودي ، والواضح أن الدولة الليبية ستبقى تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض الليبية، متسائلاً "من يتحمل مسؤولية كل ما يجري بليبيا اليوم" ؟
كتب الاعلامي الاردني هشام الهبيشان مقالا تطرق فيه الى مستقبل ليبيا في ظل الحديث عن احتمال التدخل الغربي العسكري فيها معتبراً ان الدولة الليبية ستبقى تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض الليبية.
رمز الخبر 1860658
تعليقك