وشرح صالحي في مقابلة مع موقع "العربي الجديد" الاخباري ، بعض تفاصيل المحادثات وآليات تنفيذ الواجبات المترتبة على الجميع بموجب الاتفاق النووي في فيينا بين ايران والمجموعة السداسية، وقال : الاتفاق هو عبارة عن خطة عمل نهائية، أجمع عليها الطرفان لإنهاء أزمة النووي المفتعلة، وتطبيق الخطة مستمر بشكل جيد، ما زلت أتواصل مع وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز للتحقق من آليات التطبيق. إن طهران ملتزمة بما عليها، لكن هناك نوعاً من التأخير يتحمّل مسؤوليته الطرف المقابل. لا توجد عراقيل محددة، لكني أقصد هنا تأخرهم بتطبيق بعض النقاط بشكلها الكامل، منها ما يتعلق برفع الحظر عن إيران بموجب الاتفاق. حتى الآن، هناك بعض المصارف الأوروبية الكبيرة التي لم تنهِ عقوباتها بشكل كامل، كونها تعهّدت في السابق بعدم التعامل تجارياً مع إيران. وما زلنا ننتظر أن تتواصل وزارة الخارجية الإيرانية مع الاتحاد الأوروبي لحل هذه الأزمة، فهيئة الطاقة الذرية غير مسؤولة عن هذا الشق، لكن تقييمي أن سير الأمور جيّد نسبياً.
وحول عمليات التفتيش للمنشآت النووية الايرانية اوضح صالحي : ان التفتيش له إطار محدد مكوّن من عدة نقاط، منها شروط معاهدات التفتيش الدولية، وتفاصيل البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية، فضلاً عن شروط أخرى كتبت في نصّ الاتفاق. ولن تقبل إيران أي تفتيش خارج عن هذه النقاط، التفتيش يجري عادة للمواقع النووية، ولكن في حال وجود مواقع أخرى غير نووية، يتوجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تقدم أسباباً حقيقية وموثقة بأدلة، وإن كانت مقنعة لن تكون هناك مشكلة بفتح الباب أمام المفتشين.
واكد رئيس منظمة الطاقة الذرية ان ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفقت على خارطة عمل مشتركة، وتم حلّ المشكلة المتعلقة بموقع بارتشين بشكل نهائي.
وبشان تطبيق البروتوكول الاضافي وموافقة مجلس الشورى الايراني عليه ، قال صالحي :لدينا وقت حتى ثماني سنوات مقبلة، سنطبّق البروتوكول الإضافي طوعاً، ولسنا مضطرين لأخذه إلى البرلمان لتمريره على النواب.
واضاف : نشاطاتنا النووية ستستمر في كل جوانبها، من قبيل تخصيب اليورانيوم، وإنتاج الماء الثقيل، واكتشاف واستخراج اليورانيوم الخام، واستمرار التحقيقات النووية، وبناء مفاعلات نووية جديدة، وإنتاج الوقود. يعني كل هذا أن الإدارة النووية الإيرانية ستبقى متصلة ومستمرة، هناك بعض القيود التي قبلتها إيران بالفعل، لكنها لا تعني إيقاف العمل وإبطاءه. على سبيل المثال كان لدى إيران تسعة آلاف جهاز طرد مركزي تدور في المنشآت، وتُخصّب سنوياً ما يعادل 2300 كيلوغرام من اليورانيوم، وبموجب الاتفاق أصبح عددها ستة آلاف جهاز قادرة على تخصيب ما يعادل 1500 كيلوغرام. لكن حاجتنا الحقيقية من اليورانيوم المخصب في مفاعل بوشهر تساوي 30 ألف كيلوغرام سنوياً، أي أننا على مسافة بعيدة جداً من الكمية التي نحتاج لها بكل الأحوال، فهذه الأجهزة تُعدّ من الجيل القديم، وكان علينا أن نستبدلها بجيل جديد لرفع مستوى الإنتاج...في المقابل ترى بعض الأطراف الخارجية الأمر من زاويتها أيضاً، وتُسوّق لفكرة أن الاتفاق النووي يعني أن الغرب قد نجح بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، كما استطاع تأخير عملية صناعتها لقنبلة نووية.
وتابع قائلا : يجب أن أؤكد أن إيران لا تريد صنع سلاح نووي بالأساس، وكل ما أرادته هو امتلاك برنامج نووي سلمي.
واكد صالحي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تريد امتلاك سلاح نووي، إلا أنها بالمقابل تمتلك الحقّ في تطوير صواريخها العادية وتحسين قدراتها الدفاعية، هذا ما طُرح صراحة على الطاولة مع الآخرين، وهدف هذه العقوبات الجديدة هو التأثير على الرأي العام في الغرب ليس إلا.
واردف يقول : لقد بدأنا بالفعل ببيع اليورانيوم المخصّب على الأراضي الإيرانية لدول أخرى، رغم أن الكمية الأولية التي تم تصديرها لروسيا قليلة وتبلغ عشرة أطنان تقريباً، لكن هذا يعني فخراً ونجاحاً لإيران التي تُعدّ من الدول النامية، فعدد الدول التي تُقدّم ما يُسمّى اصطلاحاً بـ"الخدمات النووية" قليل بالفعل، ومجرد دخولنا لهذا النادي جيد مبدئياً، وسنزيد من هذه الفعاليات مستقبلاً. كما تجدر الإشارة إلى أن إيران بلد جاف، والمفاعلات النووية الضخمة تحتاج لكميات كبيرة من المياه، فإما يجب بناؤها بالقرب من المياه الخليجية جنوباً، أو بالقرب من بحر قزوين شمالاً، إلا أننا نحتاج لمفاعلات نووية بغرض توليد الكهرباء في وسط البلاد، حيث تتمركز المدن الرئيسية، ونقل الكهرباء عبر مسافات طويلة يحتاج لتكاليف كبرى كذلك. لذلك بدأت طهران حالياً بإجراء الدراسات الأولية لبناء عدة مفاعلات صغيرة، ستبلغ طاقتها في البداية 25 ميغاواط، وسترتفع تدريجيا لتصل إلى 100 ميغاواط، فضلاً عن هذا سنستكمل بناء وحدتين نوويتين جديدتين بالقرب من مفاعل بوشهر، وتمّ الاتفاق مع موسكو في شأنها.
وحول هواجس دول الخليج الفارسي من النشاطات النووية الايرانية السلمية ، قال صالحي : في الإمارات يبنون أربعة مفاعلات نووية عملاقة، وفي جنوب إيران يوجد مفاعل واحد وحسب، وأنا اتساءل كيف يشكل مفاعلنا كل هذا الخطر، بينما يقرّ الجميع بأمان المفاعلات الإماراتية؟ السؤال الأهم، كيف يمكن لإيران أن تبني مفاعلاً لا يراعي المعايير والضوابط التي تقرّها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تشرف أصلاً على عملية بناء وتأسيس هذه المفاعلات، لكن للأسف تصريحات الدول الجارة في مجلس التعاون في الخليج الفارسي والمتعلقة بالنووي الإيراني تشبه كل تصريحاتهم الأخرى حول إيران، وجميعها تصريحات غير موثقة، وغير مفهومة.
وحول العلاقات بين ايران والسعودية ، قال صالحي : أن الخلاف مع السعودية ليس إيديولوجياً، إعطاء المشكلة سمة أنها خلاف بين السنة والشيعة أمر غير صحيح، كل ما يحدث يرمي لأغراض سياسية. المسألة تتعلق بأن الجيران من الدول العربية في الخليج الفارسي قلقون من تطور إيران نووياً وعسكرياً وعلمياً. لدى هؤلاء خوف غير مبرّر من وجود نوايا أخرى لايران ، نحن لا نبحث عن نفوذ جغرافي ولا عن ثروات جديدة، ونودّ بالفعل تحقيق الاستقرار في المنطقة، والمطلوب في المرحلة الراهنة هو التفكير بحكمة. على سبيل المثال علاقات إيران مع تركيا، هذه العلاقات تبقى من النوع الاستراتيجي رغم وجود خلاف بين الطرفين حول عدد من القضايا، وعلى رأسها الملف السوري. لكن العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية في أحسن حالاتها، وهو ما يصب لمصلحة كلينا، وتعقيد الأوضاع بين الدول الجارة لن يصب لمصلحة المنطقة برمتها، نحن نريد تحسين علاقاتنا مع الدول العربية في الخليج الفارسي ، لكن تصريحات مسؤوليهم وتوجيه أصابع الاتهام لإيران وتحميلها مسؤولية كل ما يحدث في المنطقة أمر مضحك.
وحول اتهام ايران بالتدخل في سوريا واليمن ، اوضح صالحي :أنا اتساءل لماذا لم يحمّلونا أيضاً مسؤولية الثورة في تونس أو في مصر وحتى في ليبيا، ماذا عن التدخل التركي أو القطري في ليبيا أو في مناطق أخرى مثلاً، هذا النوع من التدخل تخلق له مبررات مختلفة. لكن وقوف إيران مع الشعب السوري ضد "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من التنظيمات المسلّحة يتحول لاتهامات، في المقابل تعد الحرب السعودية على اليمن التي شردت ملايين المدنيين وقتلت أطفالاً وأبرياء مبررة.
وحول احتمال حصول تدخل سعودي تركي في سورية بذريعة مكافحة الإرهاب، اجاب صالحي : السعودية غارقة في مستنقع عميق، وأي خطوات من هذا القبيل تعني غرقهم وتورطهم أكثر، يجب عليهم تعلم الدرس الصحيح من قصص التاريخ.
وبشأن التنسيق بين ايران وروسيا حيال الازمة السورية ، قال صالحي : حسب معلوماتي فإن العلاقات السياسية الثنائية جيدة، فضلاً عن أن التنسيق بين إيران وروسيا حول سورية مدروس وعميق، ولا أتصور تعرضه لهزات قد تؤثر عليه مستقبلاً.
وبشأن مساعدة ايران للشعب اليمني في التصدي للعدوان السعودي قال صالحي :الحوثيون لا يحتاجون لمساعدات إيران، أنا أرى أن الشعب اليمني برمته قادر على تحقيق انتصاره الذي يريده، ولا يمكن لأي طرف أن ينتصر على إرادة الشعب، والسعودية ستخرج من اليمن في النهاية، وسيكون النصر حليفاً لليمنيين، كما سيكون حليفاً للسوريين.
وحول العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والوليات المتحدة ، قال صالحي: العلاقات بين طهران وواشنطن تفتقر للثقة، لا يمكن تصور عودة طبيعية وسريعة للعلاقات الثنائية، يجب تغيير سياسات أميركا إزاء إيران، فضلا عن ضرورة التزامها بوعودها، وكل هذا يحتاج لوقت، في إيران نقول "ازرع شجرة الصداقة التي تجلب لك الطمأنينة، واقتلع غرسة العداء التي تجلب لك المشاكل"، هذه هي سياستنا باختصار.
وحول احتمالات حصول حرب إسرائيلية إيرانية ، قال صالحي :لطالما كانت تهديدات إسرائيل بالنسبة لإيران فارغة وواهية، نحن لا نعتبرها دولة أساساً، وبالتالي هي لا تشكل أي تهديد لإيران./انتهى/
في مقابلة صحفية
رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية : نواصل نشاطاتنا النووية بالكامل
اكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي ، ان الجمهورية الاسلامية ستواصل نشاطاتها النووية بالكامل.
رمز الخبر 1861163
تعليقك