قد يفيد التذكير بأبرز الأحداث التي حصلت مؤخراً في شرح حقيقة ما يجري:
1- الجيش السوري يستعيد السيطرة على مدينة تدمر ويتابع عملياته نحو حقل جزل النفطي غربي المدينة، وبواصل تقدمه السريع على حساب داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي، وبات على بعد كيلومترات قليلة عن مدينة الخفسة الإستراتيجية.
3- الجيش السوري يسيطر على تلة علوش على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور، بالتزامن مع انباء عن وصول حشودات كبيرة للجيش السوري وحلفاؤه إلى مدينة دير الزور.
4- قوات سوريا الديمقراطية وضمن المرحلة الثالثة من حملة غضب الفرات، قطعت قطع الطريق بين دير الزور والرقة، والوجهة القادمة نحو تلتي مناخر شرقي وغربي، أي أن مدينة الرقة عملياً ستكون تحت الحصار خلال الأيام القادمة.
5- القوات الجوية العراقية استهدفت مواقع داعش في مدينة البوكمال داخل الأراضي السورية بناء على معلومات استخباراتية، ودمشق تؤكد أن الضربات الجوية ضد داعش في البوكمال تمت بالتنسيق معها.
6- الجيش العراقي يسيطر على جسر الحرية المؤدي إلى مركز مدينة الموصل، فيما قوات الحشد الشعبي سيطرت على الجانب الغربي لجبال إشكفت في شمال تلعفر.
8- حالة التخبط التي يعيشها الساسة الأتراك بعد تصريحات وصفت بغير المسبوقة التي وجهها الساسة الأتراك إلى إيران، والتي سرعان ما تم التراجع عنها إثر اللقاء الذي جمع الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش أعمال القمة 13 لمنظمة التعاون الاقتصادي التي عقدت في العاصمة الباكستانية إسلام آباد الأول من اذار / مارس الحالي.
صب الرئيس التركي جام غضبه بتصريحات خارجة عن اللياقة الدبلوماسية باتجاه ألمانيا حين قال (ظننت أن الفاشية قد انتهت في ألمانيا، لكن يبدو أنها ما زالت مستمرة حتى اليوم ، يقولون إن أردوغان لن يأت إلى ألمانيا لكنني أؤكد أنني لو شئت سأذهب، في حال لم يتم السماح لي بدخول ألمانيا سوف أقيم الدنيا ولن أقعدها).
ربما قد يكون الهجوم التركي على إيران مبرر في ظل تمكن محور المقاومة من تسجيل عدة نقاط على حساب المشروع التركي المتخبط، ولكن تصعيد أنقرة ضد ألمانيا لا يمكن تفسيره إلا أنه يأتي كرسائل تركية معترضة على تحركات الاستخبارات الاتحادية الألمانية، والتي تجيد العمل بعيداً عن ضجيج الاعلام ولعل آخر نجاحاتها دورها في اتفاق وادي بردى غربي دمشق في يناير الماضي، والأيام القادمة ستكشف بالتفصيل عن الدور الذي قامت بها الاستخبارات الألمانية في شرقي سورية وغربي العراق والذي انعكس سلباً على المشروع التركي.
كل هذه المعطيات تؤكد أن تحجيم الدور التركي في شمال سورية، وكانت خطوة لقطع الطريق على أي دور لتركيا وحلفائها من الدول العربية للمشاركة في عملية تحرير الرقة ودير الزور،، بهدف خلق كيان يفصل بين دمشق و حلفائها في الشرق.
و في محاولة لقراءة السيناريو المتوقع للحرب على داعش خلال الأيام القادمة:
- قوات سوريا الديمقراطية ستحكم الحصار على مدينة الرقة وستسعى لاستنزاف وتشتيت القوة العسكرية لداعش داخل الرقة عبر عمليات تقدم على شتى المحاور.
- الجيش السوري سيستفيد من سيطرته على تدمر و بالتالي قطع الطريق على داعش للتواصل مع قواتها الموجودة في ريفي حمص و دمشق.
- تمكن قوات سوريا الديمقراطية من قطع الطريق بين الرقة ودير الزور، تشير إلى امكانية البدء بعمليات اقتحام لمواقع داعش داخل دير الزور، مع الاستفادة من الزخم الذي تعيشه حملة الجيش السوري في ريف حلب الشمالي الشرقي للوصول إلى ما بعد مدينة الخفسة.
- على الجانب الآخر من الحدود السورية العراقية سيكون دور الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة مواصلة العمليات في محاولة لعزل المناطق التي تحت سيطرة داعش بعضها عن البعض لنصل إلى المرحلة ماقبل الأخيرة، و التي تتمثل في وضع داعش بين فكي كماشة سورية - عراقية./انتهی/
الاعلام الحربي المركزي
تعليقك