في سياق التصعيد الذي شهدناه اخيرا بين إيران والأردن سيما بعد زيارة الملك الأردني الى واشنظن أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير شبكة الوحدة الإخبارية "عامر التل" أفاد فيه أن السياسة الأردنية منحازة بشكل واضح الى التحالف الأمريكي الغربي واعتبر أن هذا الإنحياز لا يصب في مصلحة الأردن والرهانات على هذا التحالف ، هي رهانات خاسرة دون أي مستقبل سيما أن القيادة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية ، تتجه نحو وضع القضايا المتعلقة بالداخل الأمريكي في اولويات أهتماماتها وجداول اعمالها ورغم ذلك نرى أن بعض الدول العربية تساهم بشكل مباشر بدعم الولايات المتحدة ماليا وسياسيا.
واضاف أن السعودية التي هي احد أهم الدول الداعمة للولايات المتحدة والتي تعتبر نفسها الزعيم الأول للعالم الإسلامي ، غيرت من تحالفاتها واستبدلت باكستان (التي كانت تعتبرها دولة قوية كونها تمتلك السلاح النووي) بالكيان الصهيوني ظنا بأنه سيكون داعما قويا لها ، معتبرا أن تصريحات ملك الأردن هي ايضا تنتمي لذات المنهج التي تتخذه السعودية.
ولفت عامر التل الى تزامن تصريحات ملك الأردن الإخيرة ضد إيران ، مع زيارته لواشنطن قائلا أن هذا التزامن يدل على أن تلك التصريحات جاءت بخلفية أمريكية ، خاصة مع الأخذ بعين الإعتبار ما يسمى بالناتو العربي الذي تم الإتفاق عليه خلال تلك الزيارة ، مضيفا أن الهدف من تشكيل هذا الحلف هو أولا : استبدال الكيان الصهيوني الذي هو العدو الحقيقي للعرب ، بعدو وهمي آخر والذي هو إيران وثانياً : لتبرير تحالفهم مع اسرائيل. وهذا ماجعلهم يروجون على أن ايران تشكل الخطر الأكبر على الدول العربية.
واشار المحلل السياسي الى القمة العربية الأخيرة التي عقدت في البحر الميت وقراراتها التي كانت مخففة الى حد ما تجاه إيران منوها الى عدم جدوى قرارت هذه القمة وعدم فعاليتها على صعيد الواقع سيما أن قرارت أمراء العرب في الواقع تُناقش وتُتخذ في واشنطن.
واعتبر عامر التل أن الخارجية الإيرانية كانت متساهلة أمام الإتهامات الباطلة التي وجهها ملك الأردن على إيران ، معتبرا إن اصدار الأتهامات ضد الدول ، دون اي ادلة وبراهين ، هو عمل غير مقبول ، لا بالعرف الدولي ولاحتى على صعيد القضاء ومحاكم الجنايات الداخلية.
واضاف أن استدعاء السفير الأيراني وتصعيد الأوضاع بين البلدين ، مؤشرا على أن الأمور تسير نحو تشكيل ناتو عربي ضد ايران وحلفائها ، مؤكدا على أن كل ذلك يصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تفتت العالم العربي والإسلامي والسيطرة عليه وبيع مزيد من الأسلحة للدول العربية لتستلم المليارات التي هي بحاجة اليها.
وفي سياق موضوع مطالبة الرئيس الإيراني روحاني وايضا وزير خارجية محمد جواد ظريف بإجراء تحقيق حول استخدام الكيميائي في خان شيخون قال عامر التل ، في الواقع لايوجد هناك مجتمع دولي بمعنى الكلمة وأن ما يسمى بالمجتمع الدولي لايمارس دوره الحقيقي بمنع الدول الداعمة للإرهاب من استمرار قيامها بتمويله وتغذيته.
واضاف أن الأمم المتحدة قامت في عدة مرات بإتهام بعض الدول دون أدلة حقيقية وهذا الأمر ليس مقبولا تماما ، موضحاً أن الدول العظمى هي صاحبة القرارت في الأمم المتحدة ولذلك يتم فبركة الأكاذيب من أجل تبرير سياسات هذه الدول ومن أجل تبرير هيمنتها على باقي دول العالم.
واعتبر عامر التل أن ماحصل من قصف على مطار الشعيرات الإستراتيجي بذريعة الكذبة التي اختلقوها وهي استخدام نظام الأسد للكيميائي ، تم التخطيط والإتفاق عليه منذ زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للبيت الأبيض حيث تم دفع مائتي مليار دولار للولايات المتحدة الأمريكية ، فضلا عن زيارات اخرى قام بها رؤساء عرب الى واشنطن.
وشدد المحلل السياسي على أن الخاسر الأكبر من العدوان الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية على مطار شعيرات ، هي ذات الدول الإقليمية التي شجعت الولايات المتحدة الإمريكية على شن ذلك العدوان ويالتحديد تركيا وإسرائيل معتبراً أن هذا العدوان اعقبه تماسك اكثر بين تيار حلفاء سوريا وإزدياد دعمهم لسوريا ، بحيث اعلنت روسيا أنها ستقوم بتطوير منظومة الدفاع الجوي للجيش السوري وتزويده بصواريخ S300 و S400.
وفي سياق مزاعم ترامب وافعاله المتناقضة قال عامر التل أن الكل يعلم وليس من باب الإتهام أن داعش هي أداة أمريكية بتمويل عربي والولايات المتحدة وحلفائها من الغرب والدول الإقليمية هم من يقومون بدعم داعش وتغذيته وتزويده بالمعلومات الإستخباراتية والأسلحة والمقاتلين ولا يمكن لداعش أن يمول نفسه بنفسه ، سيما أن الأسلحة التي في حوزته من افضل انواع الأسلحة وأكثرها تطورا ومن حيث الدعم الإستخباراتي السؤال الأبرز الذي يطرح هو عن كيفية قيام هذا التنظيم بالتنقل من منطقة الى منطقة دون أن تشاهده الطائرات الأمريكية؟
وفي الختام أكد المحلل السياسي عامر التل أن ترامب هو استمرار لذات النهج الذي اتبعته إدارة البيت الأبيض في عهد اوباما ووعوده قبيل الإنتخابات وبعد تسلمه الرئاسة كانت ولازالت تصب في نفس الأكاذيب التي طالما اعتمدتها الإدارة الأمركية للتشويش على الحقائق وذر الرماد في العيون./انتهى/.
اجرت الحوار: مريم معمارزاده
تعليقك