وأضاف السفير أبو سعيد في حوار خاص لوكالة مهر للأنباء أنّه وبحسب المؤشرات الموجودة، فإن الانتصار حليف القِوى الوطنية مرّة أخرى، وهذه قراءة للواقع الميداني، معرباً عن أمله بإبعاد الخطر المحدق بلبنان وسوريا.
ووجه كلامه في هذه المناسبة للذين يجاهرون بالسوء ضدّ الحركات المقاوِمة خصوصاً بعد الانتصارات المتتالية ضدّ أعداء الأمّتَين العربية والإسلامية معتبرا انهم سيندمون، وسيلحظون أن الهدف الحقيقي لها هو استقامة المجتمعين وتوجيه البوصلة باتجاهها الصحيح وهي القضية المركزية "فلسطين"، لذلك لا يمكن للعاقل أن ينخدع بالشعارات المرفوعة من بعض الدول المستعربة وهي تسبح بعمالتها لعدو الأمّة "إسرائيل".
وأكمل أنّه يوجّه كلامه أيضاً للذين استبدلوا العدو بإيران، أيضاً سيلاحظون أنّ الشعوب العربية والإسلامية باتت باتجاه مغاير لسياساتها، وخير دليل على ذلك فشل كل المشاريع التي تُحاك لهم، من قبل مجموعة من المسؤولين عاهدوا الشيطان على مؤازرته.
وأشار سفير الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان الدكتور هيثم ابو سعيد فيما يتعلّق بالمخيمات للإخوة السوريين في لبنان، والذي حاول ويحاول البعض استغلال مآسيهم الإنسانية فلن يفلحوا في ذلك، لا فتاً إلى وجوب تنظيم عودة النازحين إلى ديارهم لإفشال مخطّط البعض في السعي إلى تفريغ سوريا من ناسها.
وأردف بخصوص مخيمات النازحين في عرسال، أنّ ما قام به الجيش اللبناني جاء في وقته الصحيح، حيث كانت هناك مجموعات تكفيرية حاولت أسر المخيم ووضعه تحت خانة الإرهاب وخلق معادلة جديدة يتم فيها استغلال شعارات حقوقية وتصوير الجيش بأنه قام باعتداء على نازحين عزّل وخرق ميثاق الدولي لشرعة حقوق الإنسان.
مبيّناً أنّه كان لا بدّ من زيارة سريعة لرئيس الأركان في الجيش اللبناني والوقوف على كل التفاصيل الدقيقة والمستندات والوقائع الذي عمل بها قبل وأثناء وبعد المداهمات والذي أُصيب فيها ١٧ عسكريا بجروح وسطية، ليتبين حقيقة مشروع البعض داخل المخيم، القاضي بتفجير متنقل على كل الأراضي اللبنانية، شاكراً عبر وكالة مهر الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي الذين يقومون بضرب معقل الإرهاب حتى قبل حدوثه في عمليات أمنية مدروسة بدقّة.
وحول التنسيق بين الحكومَتين السورية واللبنانية قال: إنّ هناك اختلاف بين أعضاء الحكومة اللبنانية في هذا الملف، ولا يمكن حلّ هذه المشكلة الشائكة والقنبلة الموقوتة من دون التنسيق مع الحكومة السورية لما له من ارتباط لوجستي وعملي، موضّحاً أنّ العقبات التي تضعها بعض القوى السياسية في لبنان غير مبرّرة وغير قانونية.
وتابع أبو سعيد أنّ هناك اتفاقيات تحكم السلطَتين في بيروت ودمشق ومعاهدات تحدد العمل المشترك ولم يتم إلغاؤها، وإنسانيّاً يجب أن تتخطى الحكومة اللبنانية بعض صغائر الأمور أمام هوْل هذا الملف الخطير الذي قد يطيح بصيغة العيش المشترك، وقد يكون من المفيد استدراك بعض القوى السياسية في لبنان التنبّه لما تريده إسرائيل من هذا الملف وبعض الدول العربية التي باتت تدور في فلكه سرّاً وعلناً، ألا وهو الإبقاء على هذه الوضعية الشاذة والغير إنسانية للنازح السوري في لبنان وتركيا والأردن والعراق من أجل تحقيق مكاسب سياسية في هذا الملف.
وحول وفاة الأربعة المعتقلين من مخيم عرسال قال: إنّهم قد أجروا تحقيقات ميدانية بعيدة عن كل الفرقاء المعنيين في هذا الملف ليتبيّن أنّ هناك منهم من كان لديه وضع صحي سيء قبل المداهمة العسكرية للمخيم ولم يخضعوا للتحقيق بعد، وجاءت وفاتهم نتيجة الجو الحار الخانق الذي ضرب لبنان وسوريا، حيث حرارة الجسم قضت عليهم قبل وصولهم للتحقيق، ومعظم المعتقلين لا يحملون هويات ودخلوا إلى لبنان بشكل غير شرعي.
مؤكّداً أنّه لا يوجد أي عمل انتقامي كما شيّعت بعد وسائل الإعلام عن نيّة مسبقة من قبل الجيش بتصفيتهم، لافتاً أنّهم سمعوا الكثير من الشائعات التي تفضي إلى نتاج ملموس بأن كل هذا التأويل جاء من مصادر معروفة الاتجاهات السياسية وهي كانت معارضة لأي عمل عسكري للجيش اللبناني في عرسال وجرودها ضدّ المجموعات التكفيرية تحت ذريعة مذهبية.
وحول اتفاق تخفيض التصعيد في سوريا رأى السفير أبو سعيد أنّه لا بدّ من إيجاد مخارج سياسية وأمنية للواقع الحالي بعد تأزيم وضع المجموعات التكفيرية من قبل البعض وتحت تأثير ضغط سياسي غربي للوصول إلى تفاهمات سياسية تُخرج تلك المجموعات من مأزقها الميداني، منوّهاً إلى أنّه ما لم يتم تطبيق الحلول السياسية فستلجأ تلك المجموعات بعد تحصين وضعها مجدداً من المراوغة والعودة إلى التكتيكات القديمة والتي تقضي بشراء الوقت من أجل التقاط أنفاسها من جديد.
وبيّن أنّ الحلول المطروحة سياسياً لن تعجب المجموعات ومموليهم في بعض الدول، لذلك فإن عودة التصعيد وارد فيما لو قرّر لاعبون إقليميون التراجع عن تعهداتهم.
وعلّق أمين عام المفوضية الأوروبية أبوسعيد على تحرير الموصل بحمد الله أنّ منّ على الشعب العراقي هذا الانتصار، وعلى الوهم الذي زرعته أمريكا وحلفاؤها في المنطقة وصوّرت هذه المجموعة أنها جيش لا يُقهر، وبفضل سواعد الجيش العراقي وحشده الشعبي تمكّنوا من استعادة الأراضي التي دخلتها داعش محققة بذلك نصرا ليس على هذا التنظيم وإنما على مشغّليه.
مضيفاً ألا يتوهمّ أحد أنّ مثل "داعش" أو غيرها يمكن أن تقوم بسبب: أولاً عدم رضوخ الحالة الوطنية لمثل هكذا كيان، ثانياً تخوّف دول من أنشأها من الاستمرار والثبات وهنا يجب أن يكون واضحاً للكل أن وجود هكذا تنظيم كان بهدف سياسي آني معيّن ولم يتم إنشاؤه ليدوم، ثالثاً كان من المتوقّع أن داعش وتركيبته المتعددة لا يستطيع أن ينجح وستقع الفرقة بينهما عاجلا أم آجلا لأسباب عديدة.
وختم أبو سعيد أنّ هذا لا يعني أن المشروع الداعشي انتهى وإنما قد يتم استبداله بآخر وهنا الخطورة، في عملية استنزاف للقوى الوطنية، لذلك يجب متابعة الموضوع بجدية ودون استخفاف أو الاكتفاء بنشوة الانتصار، التنبّه واليقظة المستمرة سمة المرحلة القادمة./انتهى/
اجرت الحوار: سمر رضوان
تعليقك