وجاء في المقال الافتتاحي : اللافت أن مُظاهرات إيران الأخيرة أثارت مَوجَةً من الفَرح في أوساطِ بَعض العَرب، وبالتّحديد في بَعضِ دُول الخليج "الفارسي"، ووسائط التواصل الاجتماعي فيها، ومن الغَريب أن المُواطِن في هذهِ الدّول، أو مُعظَمِها على الأصح، يُحاكَم بعُقوبة السّجن 15 عامًا إذا كَتب قَصيدة أو تغريدة انتقد فيها نِظام بِلاده بلُطفٍ شديد، وطالبَ بالحَد الأدنى من الإصلاحات، ناهيك عن نُزولِهم إلى الشارع للاحتجاج، وهُناك نُشطاء، وحُقوقيون، ورِجال دين يَقبعون خَلف القُضبان بسبب التزامِهم الحِياد في الأزمةِ الخليجيّة الحاليّة.
السّلطات الإيرانيّة لم تُطلق النّار على المُتظاهرين المُناوئين لسياساتِها، .....،، ولو حَدثت هذهِ المُظاهرات في عواصِم خليجيّة لسَقط العَشرات بين قتلى وجَرحى بِرَصاص رِجال الأمن.
ربّما يُفيد التّذكير في هذهِ العُجالة بأنّ نِسبة البَطالة في إيران عَشرة في المِئة، أي أقل من نَظيرَتها في المملكة العربيّة السعوديّة أكثر الدّول تَصديرًا للنّفط في العالم، وتُشير الإحصاءات الرسميّة أن أكثر من مِليون شَخص تَقدّموا رَسميًّا للحُصول على إعاناتِ بِطالة من الدّولة.
الديمقراطيّة في إيران ليست نَموذجيّةً، ولكنّها تَسمح للمُحتجّين بالنّزول إلى الشّوارع والاحتجاج ضِد النّظام ورئيسِه ومُرشِده الأعلى، دون أن يَتعرّض الآلاف مِنهم للقَتل بِرصاص رِجال الأمن، حتى احتجاجات عام 2009 التي كانت الأضخم في تاريخِ البِلاد، لم يُقتَل فيها إلا 32 شَخصًا نِصفهم من رِجال الأمن.
لا نَستبعد أن تكون هُناك جِهات خارجيّة تَعمل على زَعزعة أمن إيران واستقرارِها، وبالأمس أكّد البَيت الأبيض اتّفاقًا سِريًّا إسرائيليًّا أمريكيًّا في هذا الخُصوص، ووَضعَ خُطط لمَنعِها من تَطوير بَرامِجها النوويّة وصواريخِها الباليستيّة، والتصدّي لـ”حزب الله” في لُبنان، ونَحن على يَقين أن اتفاقاتٍ مُماثلة جَرى وَضعها لزَعزعة استقرار وأمن أي دَولةٍ عَربيّةٍ تُعارض الاحتلال الإسرائيليّ والدّعم الأمريكيّ له طِوال السّنوات السّبعين الماضية من عُمر هذا الاحتلال، وليس من قَبيل الصّدفة أن تكون العِراق وسورية وليبيا والجزائر واليَمن، هي مِن أبرز ضحايا هذهِ المُخطّطات والاتفاقات./انتهى/
تعليقك