وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه قال حميد رضا حاجي بابائي الذي يزور طشقند عاصمة أوزبكستان على رأس وفد برلماني، للمشاركة في المؤتمر الرابع لشبكة برلمانات حركة عدم الانحياز: "الآن يواجه العالم سلسلة من التعقيدات والتحديات غير المسبوقة، وعدم فعالية القوانين والأنظمة الدولية، واستمرار الصراعات، والافتقار إلى اتخاذ القرارات الدولية الصحيحة وفي الوقت المناسب في مواجهة هذه التحديات الكبرى والتهديدات والمخاطر الجديدة في هذا العصر. ومن ناحية أخرى، فإننا، أعضاء هذه الحركة، كجزء من الأسرة الدولية، نتمتع بإمكانيات سياسية ومادية ومعنوية كبيرة، وظروفنا الحالية ليست هي نفسها التي تشكلت في ظلها حركة عدم الانحياز".
وأضاف: "في ظل هذه الظروف فإننا نعمل باستمرار على خلق فرص وتهديدات جديدة، وفي هذا العالم المترابط والمتشابك نواجه تحديات ومخاطر جديدة ومخاطر مستقبلية محتملة، ويجب علينا اتخاذ التدابير اللازمة. ومن المؤكد أن مسؤوليتنا المشتركة هي إيجاد إجابات جديدة لأسئلة جديدة، لأن هذه الأسئلة تشكل اختبارات عظيمة لنا، والاختيارات التي نتخذها كحركة عدم الانحياز، الآن وفي السنوات القادمة، سوف تحدد ما إذا كان المستقبل سوف يتشكل من خلال الخوف والصراع والتهديدات وانعدام الأمن، أو من خلال الحرية والسلام العادل والأمن والتنمية المستدامة والازدهار.
وأكد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "الامر المؤكد الذي لا جدال فيه، ان السلام والمصالحة، والاستقرار والأمن، والتعايش السلمي، والتنمية المستدامة والرخاء المنشود هي المبادئ الأساسية التي تشكل حركة عدم الانحياز، ولكن لا يمكن لأي دولة أن تواجه هذه التحديات بمفردها، ولكل الشعوب نصيب ودور في التغلب عليها".
التحرر من السياسات أحادية الجانب رهن بالتعاون الجديد لتشكيل النظام الدولي
وقال حاجي بابائي: إن مبادئ باندونغ كانت مبادئ تطلعية، والآن أصبحت هذه المبادئ قابلة للفهم اكثر من اي وقت مضى، لأنه من أجل التخلص من السياسات أحادية الجانب والسياسات الاستعمارية والمتغطرسة الجديدة والاحتلال في العالم، فإننا بحاجة إلى مشروع سياسي جماعي بأجندة جديدة وإطار تعاون جديد لتشكيل نظام دولي جديد. وهذا التزام استراتيجي والخيار الوحيد أمامنا، ويمكن أن يكون في إطار الدبلوماسية البرلمانية في سياق شبكة برلمانية غير منحازة.
وأكد أن هذا ليس خيارا بل هو الخيار الوحيد أمامنا، وأضاف: "بناء على هذا النهج، يمكن لحركة عدم الانحياز وشبكتها البرلمانية، من خلال الجمع بين قدراتها وإمكاناتها الواسعة، أن تلعب دورا تاريخيا ودائما في إنقاذ العالم من انعدام الأمن والحرب والهيمنة والاحتلال".
وأكد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "أنتم تشهدون جميعًا تشكيل العديد من المنظمات الإقليمية والدولية والعالمية، والعديد من الدول الأعضاء في هذه الحركة أعضاء في هذه المنظمات. ولا ينبغي لهذه العضوية أن تُثنينا عن الأهداف الرئيسية والمبادئ الأساسية لباندونغ. بناء على ذلك، يتعين على حركة عدم الانحياز أن تتوصل إلى فهم أساسي مشترك لمبادئ باندونغ، وينبغي أن تشكل هذه المبادئ الهدف الاستراتيجي للدول الأعضاء في السياسة العالمية، إلى جانب السياسات الداخلية في الدول الأعضاء، من أجل لعب دور أكبر في صنع القرار الدولي وتشكيل نظام جديد، وإلا فإن هذه الحركة سوف تندمج في أطر أخرى، وسوف تنخفض كفاءة وفعالية عمل الحركة، وبالتالي الشبكة البرلمانية.
واكد حاجي بابائي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بفهمها الشامل لمبادئ باندونغ المشتركة وخطابها في السياسة الخارجية، حولت هذه المبادئ إلى رغبة البشرية جمعاء، وأضاف: "كما أظهرت على الساحة الإقليمية والعالمية التزامها بالمفاهيم الأساسية لمبادئ باندونغ، سواء من الناحية النظرية أو العملية. إن تجربة أكثر من أربعة عقود من مقاومة الشعب الإيراني ضد الضغوط القصوى والإجراءات أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة والعقوبات غير القانونية هي مثال آخر على إيمان شعب ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبدأ المقاومة والمعارضة وعدم قبول هيمنة القوى العظمى وتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي ورفض الاستعمار والاستكبار.وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل دعمها القوي لمبادئ باندونغ وروحها الحاكمة، مذكراً: "اننا نعتقد بأن الدفاع عن مبادئ باندونغ يعني الدفاع عن الإنسانية، والدفاع عن السلام، والدفاع عن احترام المعتقدات المختلفة، وضمان استجابة منسقة وكافية للتحديات الحالية العديدة، وتحقيق السلام الدائم من خلال السيادة العالمية والتعددية. نحن نؤمن أن دعم هذه المبادئ هو نضال مقدس. وتشكل هذه القراءة الدعم الأكثر أهمية لمبادئ باندونغ.
وحشية الكيان الصهيوني في قتل الأطفال مستمرة رغم التحذيرات العالمية
وقال نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي إن إعلان مؤتمر باندونغ أيد بشكل كامل مبدأ "تقرير مصير الشعوب والأمم" كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وأضاف: "لقد اعتبر هذا الأمر شرطاً أساسياً للتمتع الكامل بجميع حقوق الإنسان الأساسية، ولكننا نلاحظ بدهشة أن الشعب الفلسطيني حرم من حق "تقرير المصير" لعدة عقود، وهو اليوم يتعرض لواحدة من أكثر الفظائع وحشية في التاريخ. وتستمر فظائع الكيان الصهيوني في قتل الأطفال، على الرغم من التحذيرات العالمية. إن العنف ضد اهل غزة بكل أشكاله ومظاهره يشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن الإقليمي والعالمي، ويهدد المبادئ الأساسية لمؤتمر باندونغ، وهو الهدف الرئيسي لهذا الاجتماع.
وصرح حاجي بابائي قائلاً: "في ظل هذه الظروف، ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واستناداً إلى الحقائق التاريخية والقانونية والإنسانية، أن الحل النهائي للأزمة الفلسطينية المزمنة يتطلب نهجاً جذرياً وشاملاً يرتكز على الاهتمام الكامل بالحقوق المشروعة للفلسطينيين، وإجراء استفتاء شامل بمشاركة جميع أبناء الشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وليس طريق الدولتين الغامض. إن حل الدولتين يعني تجاهل القضية التي نشان بسببها المشكلة".
فلترفع الشبكة البرلمانية لدول عدم الانحياز صوتها لدعم عالم عادل دعماً لفلسطين
وأوضح أنه إذا أرادت الشبكة البرلمانية لعدم الانحياز تحقيق هدفها النهائي وهو إقامة عالم عادل ومنصف وحوكمة ديمقراطية عالمية مبنية على مبادئ باندونغ، فعليها أن ترفع صوتها دعماً لعالم عادل وأن تولي اهتماماً جدياً لقضية فلسطين ومواجهة الإجراءات القسرية أحادية الجانب وغير القانونية، وأضاف: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها عضواً فعالاً في حركة عدم الانحياز، ملتزمة بالمساعدة في هذا المسعى المهم بالتعاون مع الأعضاء الآخرين".وذكر نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "بهذه الطريقة ستظهر الهوية الحقيقية لشبكة برلمانات دول عدم الانحياز وسيتوسع نفوذها البرلماني بين شعوب العالم المحبة للحرية والدول الأعضاء. ونحن، باعتبارنا صوت شعوبنا وشبكة برلمانات حركة عدم الانحياز، وباعتبارنا ممثلين لبرلماناتنا، يتعين علينا أن نكون منصة برلمانية دولية نشطة لحركة عدم الانحياز. وفي هذه الحالة، سيتم إدراج مبادئ وقيم حركة عدم الانحياز ومبادئ باندونغ التقدمية تلقائيا على جدول أعمال الشبكة البرلمانية وإضفاء الطابع المؤسسي عليها.
وأكد حاجي بابائي أن الشبكة البرلمانية غير المنحازة يجب أن تلعب دوراً مباشراً وفورياً وشجاعاً في معالجة الأزمات الحالية والتحديات العالمية الناشئة استجابة للتحديات الحالية والاستفادة من فرص التحول العالمي الحالي، وأضاف: "كما يجب عليها أن تكون أكثر نشاطا وجرأة من الماضي، كلاعب رئيسي في الساحة الدولية وصنع القرار العالمي، وأن تواصل قيادة الطريق في صنع القرار متعدد الأطراف ومقاومة الأحادية والسياسات الاستعمارية، ومن خلال خلق موجة جديدة من التضامن والعدالة لخلق مستقبل أكثر إشراقا لعالم عادل، وتعميق وتوسيع تعاونها وتفاعلاتها على أساس جاد يتماشى مع التطورات".
تعليقك