وكالة مهر للأنباء- محمد فاطمي زاده: زار وفد من "مجلس سوريا الديمقراطية"، الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، يوم الخميس الماضي، دمشق لإجراء محادثات مع الحكومة السورية. وتأتي هذه الزيارة في وقت تطفو فيه على السطح مؤشرات عدة تدل، حسب متابعين، على تقارب ملحوظ بين "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها العسكري وتدعمها واشنطن في العمليات ضد "داعش" من جهة ، والحكومة السورية من جهة أخرى.
وبالتزامن مع هذه التقارير، التي تحدث بعضها عن استعداد الأكراد لتسليم مناطق سيطرتهم للحكومة السورية، أعرب "مجلس سوريا الديمقراطية" يوم 19 يوليو عن جاهزيته لزيارة دمشق من أجل عقد محادثات مع السلطات السورية، وفتح مكاتبه في كثير من المدن السورية، بينها العاصمة دمشق.
كما كشف المجلس أن وفودا من دمشق زارت الشمال السوري سابقا، مشيرا إلى أن هذه الزيارات "كانت إيجابية" ، وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤولون بمجلس سوريا الديمقراطية المدعوم من الأكراد إلى دمشق.
وفي هذا السياق لفت النائب البرلماني "محمد ماهر محمد موقع"، عضو "حزب البعث العربي الاشتراكي" السوري إلى أهمية الاتفاق بين قوات سوريا الديموقراطية والحكومة السورية في حربهما ضد الارهاب ، وقال : " ان اهمية هذا الاتفاق في محاربة الارهاب تكمن في توحيد الجهود ضد التنظيمات الارهابية التي تشكل خطرا على كل مكونات الشعب السوري على اختلاف انتماءاتها الدينية او المذهبية او الاجتماعية ولكون هذه التنظيمات تكفر الجميع وتستبيح دماءهم واعراضهم".
وحول الرد الاميركي على هذا الاتفاق الثنائي ، صرح ماهر بأنه "لاشك بأن العلاقة بين قسد وقوات الاحتلال الامريكي ستكون محط اهتمام من قبل الحكومة السورية حيث ستكون مثارًا للشك والخشية من التلاعب الامريكي الذي يستثمر الارهاب كأداة للتدخل بشوؤن المنطقة ولايمكن القبول بأي دور امريكي بهذا المجال لاننا نعرف الدور الامريكي الداعم للتنظيمات الارهابية ولأهدافه التقسمية بالمنطقة".
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه المسألة واضحة لدينا وعلى قسد ان تؤمن بأن الامريكي لايحمل لها خيرا وهنا تأتي حقيقة الدور الذي يؤديه الطرف الكردي من مجموعات قسد وذلك بالتخلي عن الاوهام التقسيمية التي يدعمها الامريكي وهي ليست في مصلحتهم التي يمكن اختصارها بالوقوف مع وطنهم ووحدته وسلامته.
كما نوه البرلماني السوري إلى ان الامريكي ليس راضيا عن هذه الخطوة من قبل قسد الا ان التطورات الاخيرة وانتصارات الجيش العربي السوري ولاسيما بالجنوب وعجز القوى الداعمة للمجموعات الارهابية عن تقديم اي عون لها امام تصميم الدولة السورية على استعادة سيطرتها على كامل الاراضي السورية وفشل الكيان الصهيوني بحماية ادواته الارهابية كل ذلك كان العامل الرئيسي في دفع قسد للبحث في اعادة التنسيق مع دمشق خلافا لارادة الامريكي الذي لايقبل ولا يوافق على هذه الخطوة.
وتطرق ماهر إلى الجهة المسيطرة على المناطق المحررة التي بيد قوات سوريا الديموقراطية وقال : لم نصل الى اتفاق نهائي بل تم تشكيل لجان للبحث بالتفصيلات ولكن العنوان هو عودة الدولة بمؤسساتها الخدمية والأمنية والإدارية الى جميع المناطق وحصر السلاح بيد الدولة مع التوسع بمفهوم اللامركزية للسلطات المحلية.
ومضى بالقول ، بان الدولة السورية مصممة على استعادة كامل الاراضي السورية وعدم السماح بوجود قوات اجنبية على اراضيها من اي دولة واي قوات موجودة بدون موافقة الحكومة السورية هي قوات احتلال يجب محاربتها أكانت هذه القوات تركية ام امريكية او فرنسية اوبريطانية
وردًا على سؤال حول مقصود "قسد" من سوريا ديموقراطية وتفسيرهم ، وإذا ما كانو يتطلعون إلى نظام المحاصصة ، اعتبر عضو "حزب البعث العربي الاشتراكي" السوري ، بأن " الديمقراطية التي يطلبونها هي الادارة الذاتية ونحن في سورية لدينا نظام الادارة المحلية والذي يقوم على نظام ديمقراطي ينتخب فيه المجالس المحلية والتي تقوم بممارسة مهامها وفق هذا النظام الذي يتيح لها المشاركة الديمقراطية في الحياة العامة ويوسع دورها في المناطق التي تنتمي اليها".
وقال ، "ان الدولة السورية لا تمانع في توسيع دور هذه المجالس بمزيد من لامركزية الدولة ...ولكننا لانقبل بالمحاصصة لاننا نعتبر ان جميع السورين هم مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات ولدينا وحدة وطنية تقوم على مفهوم المواطنة بعيدا عن الدين والمذهب والطائفة او العشيرة"./انتهى/
تعليقك