وكالة مهر- عبد العزيز بدر القطان: إنّ من يدفع العرب ودول الخليج (الفارسي) نحو حرب في المنطقة هو الأميركي لحماية المصالح الصهيو-أميركية. ومع الأسف العرب لا يقرأون التاريخ ولا يستفيدون منه, فبالأمس القريب, صدام حسين الذي كان حامي البوابة الشرقية دفعته دول الخليج (الفارسي) بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية إلى حرب ضد إيران, فكانت النتيجة أنه لم ينتصر أحد بل تم استنزاف وتدمير إقتصاد ونهب ثروات كِلا البلدين.
أما بالنسبة للحرب فهي مُستبعدة, إلا إذا كان هناك طرف عربي يُقدم على إشعال فتيل الحرب وإن حصلت لا قدّر الله ستكون نوعية جداً. فالأميركي لا يدخل حرباً ولا يحرك بواخره وأساطيله وطائرته إلا بعد أن يكون العرب قد دفع تكلفة تلك الحرب, ذلك أن الولايات المتحدة تدرك تماماً حجم تلك الواقعة إن وقعت, لذلك هي تسعى عبر أدواتها العربية-العميلة لجر المنطقة إلى حرب. فكلّ تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة ما هي إلا استغفال العرب والخليجيين للخطر الإيراني, وهذا ما شاهدناه في الأيام الماضية كيف عبرت الباخرة الصِّينية الخليج (الفارسي) أمام مرأى وصمت ترامب ونتنياهو. فاليوم لم يبق في العالم العربي إلا دول الخليج (الفارسي) النفطية, ولكن مع الأسف الخليجيين الذين هم في غفلةٍ يعمهون لم يستفيدوا من الحرب العراقية الإيرانية, ولا من غزو الكويت, أو من تدمير العراق عام 2003, ولم يعقلوا من ما يسمّى بالربيع العربي.
لذلك فإن هذه العنجهية الصحراوية البدوية هي التي ستدمّر العرب, وكأن الخليجيين لا زالوا يتصورون أنفسهم في زمن داحس والغبراء وزير سالم والقادسية التي تريد اليوم أناساً مخلصين لله عزّ وجلّ لا أشباه رجال دمروا الإسلام وجاؤوا بآخر يتوافق مع أهواء ترامب وكوشنير ونتنياهو.
إن ما يحدث اليوم في العالم العربي هو لعنة تاريخية. فكلّ من يهلّل ويطبّل ويرفع شعارات الحرب سيستنزف دول الخليج (الفارسي) وسيُدمرها دون استثناء.
فهؤلاء العرب الذين عجزوا عن رد طائرات المقاومة الحوثية دون طيار, ولم يتمكّنوا من الدفاع عن أنفسهم كيف بهم لقوّة الجمهورية الإسلامية التي عجزت بذاتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عن خوض حرب معها!
إنّ على الشخص فينا أن لا يطبل للحرب ولا يغتر بها, بل أن يكون عاقلاً ويدعو إلى السلام والحوار.
ونحن بدورنا نتمنى أن يعمّ السلام في المنطقة مجتمعة وأوّلها اليمن; ونسأل الله لأهلنا الصامدين في اليمن أن ينصرهم ويثبت أقدامهم ويرحم شهداءهم وأن يزيل هذه الغمة الصعبة التي دامت أكثر من 4 سنوات.
وبإسمي وبإسم جميع الأحرار نبرأ إلى الله من كلّ ما صنعه التحالف في اليمن, نبرأ إلى الله من كل جريمة ومجزرة, ونبرأ إليه من دماء الأطفال والشهداء والأرامل واليتامى.
وأخيراً, الحرب ليست لعبة أو نزهة, والعاقل هو من يتَّعظ من التاريخ, ولكن على ما يبدو لا يوجد عاقل في الخليج إلا من رحم ربُّك.
تعليقك