وجاء في المقال الذي تم نشره بجريدة النشر ان عام 2003 كان حدثا مفصليا بالنسبة للولايات المتحدة وقدرتها على الاستمرار والهيمنة لأن كل ما كان يُعرف عن الولايات المتحدة تم اختباره بشكل دقيق، وقد فشلت الولايات المتحدة في العموم، فمن ناحية القوة الخشنة فشلت الولايات المتحدة مشيرا الى ان مقاومة شرسة وشديدة في العراق كلفت الولايات المتحدة أكثر من 50 ألف ما بين قتيل وجريح، وكانت التكلفة بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من 3 تريليونات دولار حسب الكثير من الإحصائيات الرسمية.
بالنسبة للهيمنة أو لقوة الولايات المتحدة الناعمة التي كانت ترتكز على المبادئ والأخلاقيات وحقوق الإنسان اعتبر الكاتب انها دُمرت تمامًا، ودمرت معها سمعة الولايات المتحدة وقوتها الناعمة من خلال الحرب غير المشروعة ومن خلال السجون التي تم إنشاؤها مثل أبو غريب وباجرام وجوانتانامو، بالإضافة إلى السجون السرية وعمليات الإعدام والاغتيالات التي تم تنفيذها والتي تعد خارج القانون.
ولفت الى المواجهة ما بين أمريكا وإيران، معتبرا ان الرئيس الامريكي كان مصراً على نقض الاتفاقية النووية مع إيران، ومع بداية قدومه للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية كان ترامب يعتقد أن أمريكا لديها القدرة على القيام بأي دور وعلى تحقيق ما تريد، وأنها قادرة على فرض إرادتها على الجميع،، وكذلك قادرة على إرغام وإخضاع أي جانب آخر لرغباتها.
واوضح أن الطرف الإيراني لم ينصاع، فاستمرت المحاولات واستمرت محاولة إجبار إيران من خلال الضغوط الاقتصادية والحظر الاقتصادي، وامتد هذا حتى الحادثة الأخيرة وهي إسقاط الطائرة، وكان هذا دليل آخر ومؤشر آخر أن قدرات وإمكانيات الولايات المتحدة أصبحت محدودة وأن دولة مثل إيران على الرغم من أنها قد لا تعتبر متطورة مثل الصين أو روسيا أو الهند أو البرازيل، استطاعت أن توقف الزحف الأمريكي وتبعث الشك في صانع القرار الأمريكي.
واضاف ان هذا يثبت تراجع مكانة الولايات المتحدة في العالم في المنطقة، ويدفع الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير بشكل أساسي لكيفية التعامل مع بقية العالم، ويدفع بعض دول المنطقة لإعادة تقييم رؤيتهم التي في جوهرها قدرة أمريكا المطلقة وقدرة ترامب على دخول حرب مع إيران.
واشار الكاتب الى تراجع من قِبل إحدى دول الحصار وهي الإمارات حيث أعادت استراتيجيتها بشكل مناقض لما كانت تعتمده قبل إسقاط الطائرة المسيرة، مع عدم قدرة أمريكا على الرد./انتهى/
تعليقك