وافادت "وكالة مهر للأنباء"أن، "الكيان الصهيوني" اقدم على تجربة صاروخية بالتعاون مع أمريكا، حيث أنهم ادعوا ان هذه المناورات المشتركة مؤقتة، وادعا نتانياهوا أن تجربة منظومته الصاروخية "بيكان 3" المضادة للصواريخ البالستية كانت موفقة.
وادعا نتانياهو قائلاً: اليوم يمكننا القول أننا نستطيع الوقوف في وجه الصواريخ الباليستية الإيرانية أوغيرها، وهذا الإنجاز يعود بالنفع على أمننا، وليعلم أعداؤنا أننا نستطيع التغلب عليهم في كلتا الحالتين الهجومية والدفاعية.
وتابع: في غضون الاسابيع القليلة الماضية توفقنا بتجربة منظومة "بيكان3"، وكانت هذه التجربة في "آلاسكا"، بالتعاون مع أمريكا حليفتنا العزيزة.
يمكننا الاستنباط من تصريح نتانياهو أمرين مهمين، الأول سعادة وفرح نتانياهو بهذا الإنجاز(على حسب زعمه) وثانياً، لا يخفى ان هذه التجربة تمت بالتعاون مع أمريكا، ويظهر هذا الامر عدم امتلاك "الكيان الصهيوني"ا لإمكانات الكافية والتكنولوجيا اللازمة للقيام بتلك التجربة منفرداً، ولايحق أن يتغنى بهذا الإنجاز، لأن تجربة المنظومة الصاروخية بالتعاون مع أمريكا لا يعتبر إنجازاً عسكرياً ولايمكن مقارنة "إنجازه" بإنجازات إيران. ببساطة فإيران تصنع وتجرب وتنجز كل ما تريد على أراضيها، اما الكيان الصهيوني لم يستطع إنجاز تلك التجربة منفرداً واستنجد لإنجازها بامريكا.
ثالثاً، "نتانياهو" بشكل غير مباشر أشار إلى خوف الكيان الصهيوني من القدرة الصاروخية لإيران وفصائل المقاومة كحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس، وما إن صرّح عن تجربة منظومة "بيكان3" إلا واشار بكلامه إلى إيران، وحتى ان نتانياهو زعم ان التطوير في المجال الصاروخي وغيرها من المجالات يصب في مسألة الوقوف في وجه إيران، وهذا دليل واضح وصريح على خوف"تل أبيب" من قدرة إيران وخاصة قدرتها الصاروخية.
ومن الضروري أن نُلقي الضوء على هذا السؤال، لماذا أعلن الكيان الصهيوني في هذا الوقت بالتحديد وفي ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة عن تلك التجربة ؟
فيالشهر المنصرم اقدمت "حركة حماس" على تجربة صاروخية"، وايضاً سخّرت طاقاتها من أجل تطوير القدرة الصاروخية لديها، وأيضاً لجأت إلى الإستعانة بقدرتها الصاروخية من أجل إيجاد معادلة جديدة في حروبها مع "الكيان الصهيوني".
ونلاحظ أيضاً خوف كيان الاحتلال من هذا التطور الملحوظ. ومصداقاً عليه عمليات الإغتيال التي يعتريها الغدر بحق علماء الصواريخ التابعين لحركة "حماس" في مناطق مختلفة في أرجاء العالم، وهذا التصرف بمثابة إعترافهم بالإنكسار امام القدرة الفلسطينية.
وصرّحت وسائل إعلام "الكيان الصهيوني" أن حركة حماس اقدمت على تجارب صاروخية كثيرة في البحر، وأنها في الفترة الأخيرة اطلقت أكثر من 10 صواريخ باتجاه البحر، وواضح للعيان أن "الكيان الصهيوني" يراقب عن كثب التطور الملحوظ للقوة الصاروخية لدى المقاومة الفلسطينية.
وعليه فإن الكيان الصهيوني وخاصة بعد التطورات الأخيرة في الخليج الفارسي-كإسقاط الطائرة الامريكية وإيقاف ناقلة النفط البريطانية- يحاول أن يُظهر برودة اعصابه وعدم إكتراثه بما حصل، وأيضاً يحاول يائساً أن يخرج نفسه من المعادلة فيما إذا حدثت مواجهة جدية في المنطقة.
هذا وادعا "نتانياهو"في خطابه أن كيانه اليوم قادر على مواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية، وكأنه يتعامى او يتجاهل صواريخ المقاومة في حزب الله وغزة والمقاومة اليمنية، فإذا ما وقعت مواجهة جدية في المنطقة فإن المقاومة من كل حدب وصوب سوف تمطر سماء "الكيان الصهيوني" بصواريخها، وفي ذاك الوقت هل سيستطيعون أن يصدو الكم الهائل من الصواريخ؟
وعليه فإن عدم جدوى منظومة القبة الحديدية لديه وخاصة في الحروب الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية، وأيضاً التطور المستمر لصواريخ المقاومة، وأيضاً زيادة تطوروإنجازات القدرة الصاروخية الإيرانية والقدرة الصاروخية لمحور المقاومة ككل، جميعها أسباب أجبرت "نتانياهو" بالإقدام على مثل هذه التجارب والتصريحات التي تنفش وتلمّع من قدرة "الكيان"الصاروخية.
والجدير بالذكر أن "الكيان الصهيوني"أعلن عن نصب منظومة القبة الحديدية عام 2017 أي بعد حرب تموز عام 2016، ولكن -بسبب تطور القدرة الصاروخية لدى المقاومة وكثافة الصواريخ التي انهمرت على الكيان في الأشهر القليلة الماضية- كُسِرت أسطورة تلك القبة وبان للعامة عدم كفائتها في ردع صواريخ المقاومة وهذا أكده بعض المحللين "الصهيونيين" أي انه "شهد شاهد من اهله"، حيث حذرالمحللين الصهاينة من هذا التطور الملحوظ لدى المقاومة وأيضاً حذروا من فشل تلك القبة بصد صواريخ غزة.
وأيضاً علينا أن نذكر سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها مجلس الامن الدولي وكثيراً من الدول، فما إن اقدمت إيران او اي طرف من محور المقاومة على تجربة صاروخية إلا وعلت الأصوات بالإنتقادات والتنديد والشجب ولكن عندما يقدم "الكيان الصهيوني" على تجربة صاروخية ويصرح عنها بكل وضوح، يطمر مجلس الأمن والدول الأخرى رؤوسهم في التراب ويعمون عيونهم ويسكتون أصواتهم وأقلامهم عن التنديد والإنتقاد والشجب.
وفي النهاية يجب القول أنه على الرغم من الدعايات الإعلامية التي يتغنى بهى "ألكيان" بانه يمكنه الحيلولة في وجه صواريخ إيران البالستية،إلا أن أحداً لم يصدقه وان كثيراً اليوم يجمعون على ان المعادلة الصاروخية مائلة إلى كفة ايران ومحور المقاومة. /انتهى/
تعليقك