وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: لاتزال تداعيات العملية الارهابية الامريكية في استهداف الجنرال الشهيد قاسم سليماني مستمرة وهی تهتز اركان الوجود الأمريكي في المنطقة.
يمكن القول أن أهم ما وقع بعد استشهاد الجنرال سليماني هو طرح مسأله اخراج القوات الامريكية من المنطقة عامة ومن العراق خاصة في ظل قيام البرلمان العراقي بالمصادقة علی قرار اخراج الأمريكيين.
لكن هناك خطة طرحت من جانب أمريكا حول استبدال قوات ناتو بدلا من القوات الأمريكية في إطار مساعي واشنطن لإبقاء قواتها في العراق بشتی الطرق.
س. برأیك ما هي آليات قانونية لاخراج القوات الأمريكية من العراق؟
بعد قرار مجلس النواب العراقي بالزام الحكومة في الطلب من قوات التحالف بسحب جميع جنودها ذات المهمات العسكرية على اثر الاستهداف الامريكي الغادر الذي استشهد فيه القائد العراقي البارز في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس والجنرال فريق سليماني ضيف العراق بادرت الحكومة لتشكيل فريق سياسي ودبلوماسي وفني للعمل على وضع آليات عملية لتنفيذ القرار النيابي والجلوس مع قوات التحالف للاتفاق على صيغ مناسبة للطرفين،لكن بسبب التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة تلكأ نوعا ما هذا الملف على امل ان يستمر في الاسابيع القادمة مابعد منح الثقة للحكومة الانتقالية الجديدة.
هذا الامر حساس جدا بالنسبة للعراقيين ولصناع القرار في البلاد ايضا فالعراق اكد في اكثر من مورد بأنه لايريد ان يكون جزءا من سياسة المحاور والصراع الدائر في المنطقة بسبب الظروف والبيئة الخاصة والتحديات التي يعيشها ويواجهها العراق والعراقيين.
هناك الكثير من المتعلقات السياسية والاقتصادية والفنية والامنية بهذا الملف والموضوع بحاجة الى تفاهمات عميقة مع كل الاطراف المعنية للوصول الى اتفاق يضمن سيادة العراق وقوته وسلامته وايضا استمرار صداقته وشراكته مع المجتمع الدولي.
نحن لسنا دعاة حرب بل ننشد السلام ونريده ونسعى اليه لكن بما يعزز وحدتنا وسيادتنا وتعايشنا السلمي،واعتقد اننا بالطرق القانونية والدبلوماسية سنحقق هذا الانسحاب باقل الخسائر وبما ينسجم مع السياسة العراقية في تعزيز اواصر الثقة والتواصل مع المحيط الاقليمي والقوى الدولية.
س. كیف تقیم موقف الفصائل السياسية عامة والحكومة خاصة في شأن طرد القوات الأمریكیة من العراق؟
لن يستقر العراق اذا لم ينسجم الجميع مع منطق الدولة الواحدة ، للاسف الشديد مظاهر الدولة الموازية وانتشار السلاح وفقدان وحدة القرار موجود على ارض الواقع ويقوض جهود بناء دولة حقيقية وفي حال لم نعمل جميعا على بناء دولتنا فأننا سنواجه مظاهر الفشل والتراجع وتكسير اواصر الوحدة الوطنية التي دفع العراقيون فيها دماء غالية وتضحيات جسيمة في مواجهة الارهاب والطائفية والتدخلات والمؤامرات الخارجية.
حصر السلام بيد الدولة وتقوية القوات المسلحة والحشد الشعبي تحت اطار الدولة والدستور هو الخيار الوحيد لدعاة الدولة الواحدة ومن يؤمن بها.
س. هناك خطة لاستبدال قوات ناتو بدلا من القوات الأمريكية في العراق هل برأيك هذه الخطة تأتي في إطار مطالب الشعب العراقي لطرد الأمريكيين؟
نعم بالتأكيد ان امريكا تحاول بشتى الطرق ان يكون لها تواجد كبير ومؤثر بالعراق وبنفس الوقت تحاول البحث عن غطاءات يمكنها من الاستضلال به بعد الفشل الكبير لسياستها في العراق وتدخلاتها المرفوضة ورفض اغلبية الشعب العراقي لتواجدها على ارضه،نحن ملتفتون لذلك وسنعمل على عدم السماح لاستغفالنا مطلقا وبنفس الوقت سنعمل على حفظ مصالح العراق وعدم تعريضه لاي ضرر او عقوبات قد تؤثر على اقتصاده وتعاملاته الدولية.
س.كيف تقيم العلاقات الثنائية بين إیران والعراق باعتبارهما دولتان هامتان في المنطقه؟
هناك حلف شعبي وسياسي واسلامي بين العراق وايران ولايمكن الفصل بينهما مطلقا،وواهم من يستطيع اللعب على نقطة الافتراق بينهما يوما ما .. نعم نحن بحاجة الى تعزيز اطر التعاون بين الدوليتين على اسس احترام حسن الجيرة وعدم التدخل في شؤون كل منهما والمساعدة على استقرار المنطقة من خلال التعاون المشترك وتفهم ظروف كل من ايران ومصالحها والعراق ومصالحه وعلاقاته واحتياجاته،هناك فرص كبيرة للتعاون المشترك بين البلدين لازالت غير مستثمرة بالشكل الصحيح والمجدي للطرفين وبنفس الوقت هناك مساحة كبيرة لان يلعب العراق دورا محوريا واستراتيجيا يخدم فيها نفسه وايران والمنطقة باستثمار علاقاته وشراكته مع المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار الامني والسياسي للمنطقة ولكن هذا يحتاج الى ان يكون العراق في حاضنة مستقرة وبيئة منظمة وتعامل محترف وهنا يكمن اهمية دعم ايران للعراق بشتى الوسائل لضمان تحقيق هذا المطلب،عراق قوي ومستقل ومنفتح اقتصاديا وسياسيا وعلاقتيا مع العالم هو الخيار الافضل لايران ودول المنطقة لتحقيق الاستقرار النسبي وتضيق خناق الصراع خصوصا بين ايران وامريكا من جهة وبين ايران ودول المنطقه من جهة اخرى وهذا مانسعى اليه.
س. هل تنجح بعض الاطراف الخارجية وخصوصا أمریكا في ايجاد الخلافات بین الجارتين؟
بالتأكيد حاولت امريكا وغيرها من الدول المجاورة تعكير صفو العلاقة بين العراق وايران واستخدمت فيها الكثير من الوسائل غير الاخلاقية وادوات الضغط المرعب لدق اسفين العلاقة بين العراق وايران لكنهم فشلوا فشلا ذريعا بسبب تشابك المصالح الاجتماعية والسياسية والاسلامية بين الشعبين الكريمين وبينهما كدولتين جارتين صديقتين،ولانتوقع ان هذه المحاولات ستقف بل ستستمر لكن نسعى الى ايجاد مساحة مناسبة من الحوار البناء بين هذه الدول وايران.
تعليقك