وجاء في بيان اصدرته ممثلية ايران في منظمة الامم المتحدة الخميس بالتوقيت المحلي لنيويورك، ان الانتشار السريع وغير التمييزي لفيروس "كوفيد-19" في الكثير من الدول اثبت ليس فقط بان قريتنا العالمية اصغر ومتعلقة بعضها ببعض اكثر مما كنا نتصور بل ان تعرضنا للاذى امام بعض التحديات اكبر بكثير من المتصور.
واضاف، ان هذا الامر مؤشر الى ان جميع شعوب العالم هم ركاب سفينة واحدة وفي حالات مثل التفشي العالمي لفيروس كورونا لا يمكن لاي شعب ان يتنحى ويقف جانبا ويكون في الوقت ذاته محصنا امامه. في الامس كان بالامكان ان يعد هذا التصور وهما الا انه اليوم حقيقة واقعية لا تنكر.
وتابعت الممثلية، ان مصير شعوب العالم، في الظروف الراهنة، غنية وفقيرة، متقدمة ونامية، متعلق بعضه بعضا اكثر من اي وقت مضى، لانه في حال عدم وجود تعاون دولي قوي فلا يمكن لاي شعب مواجهة تحديات لا تعرف الحدود الرسمية. في هذه اللحظات الحساسة والاستثنائية حان الوقت للتعاون والتضامن وليس تصعيد الاجراءات اللاانسانية ضد الشعوب الاخرى لاهداف سياسية خاطئة.
واضاف البيان: ان الانموذج البارز لهذا الامر هو انتشار فيروس "كوفيد-19" في ايران مع اسوأ التاثيرات. رغم ان امكانياتنا الطبية وكوادرنا الطبية والتمريضية هي من ضمن الافضل في العالم كما ان الطبيعة المهنية لجهودنا الوطنية لمواجهة هذا التحدي تحظى بتاييد منظمة الصحة العالمية بقوة، الا اننا وفي مسار جهودنا لتشخيص ومعالجة المرضى ومنع تفشي الفيروس بصورة مؤثرة نواجه عقبات تعود في غالبيتها للارهاب الاقتصادي والطبي واجراءات الحظر الاميركية.
واكدت الممثلية بان اجراءات الحظر اللاانسانية وغير القانونية الاميركية تقف عقبة امام قدراتنا في الحيلولة دون المزيد من تفشي الفيروس ومن ضمنه للدول الاخرى، فضلا عن انها تضر صحة وحياة الشعب الايراني والشعوب الاخرى، وبعبارة اخرى فان اميركا التي تسعى للسيطرة على الفيروس داخل حدودها فانها تساعد على تفشي الفيروس في الخارج من خلال اضعاف القدرات المهنية لبعض الدول الساعية للحيلولة دون تفشيه.
واضاف البيان، للاسف ان هذا الوضع جاء نتيجة لاجراءات الحظر الاميركية اللاقانونية ضد ايران وبعض الدول الاخرى، ولاشك ان التاثيرات الراهنة لهذه الاجراءات اللامشروعة – التي تتجاوز مجرد العقوبة الجماعية لشعب ما – تعد جريمة ضد الانسانية.
واكد البيان بان الجمهورية الاسلامية الايرانية بذلت لغاية الان كل مساعيها وستواصل ذلك للحد من تفشي هذا الفيروس، معتبرا اجراءات الحظر الاميركية التي تجعل من غير الممكن استيراد الادوية والمعدات الطبية اللازمة لمكافحة هذا المرض بانها تضعف بصورة جادة الجهود الوطنية في هذه المواجهة.
ولفت البيان الى ان الالية المسماة بالخاصة التي تسمح لايران باستيراد الادوية لا تتواءم مع حاجات البلاد في الظروف الراهنة وهي ليست قابلة للاستمرار لانها في ضوء العقبات ذات الصلة بالحظر تعيق ايران الى حد كبير في استخدام مصادرها المالية.
وختم البيان، انه في الظروف الراهنة وفي ضوء طبيعة هذا المرض المسري، ينبغي على المجتمع العالمي ان يطالب اميركا بالغاء جميع اجراءات حظرها اللاقانونية التي فرضتها على ايران سريعا كي تتمكن ايران من احتواء هذا الفيروس بصورة افضل. الان حان وقت العمل.
تعليقك