١٨‏/٠٥‏/٢٠٢٠، ٤:٣٨ م

الضغط الخارجي أو الإتفاق الداخلي... كيف رضي الخصمان لتقاسم السلطة في افغانستان؟

الضغط الخارجي أو الإتفاق الداخلي... كيف رضي الخصمان لتقاسم السلطة في افغانستان؟

يبدو أن الإتفاق الداخلي في أفغانستان استطاع أن يمنع إلى حد كبير تصعيد الأزمة السياسية وتفاقمها، وحدّد معالم الحكومة الجديدة في كابول.

وكالة مهر للأنباء - رضا عموئي: تم وضع القطار السياسي للحكومة الأفغانية على المسار الصحيح بعد أشهر من المعاناة. ووقع "أشرف غني" و"عبدالله عبدلله" اتفاقا سياسيا بعد أكثر من ستة اشهر لبدء حكومة إئتلافية في كابول.   
وقال بيان صادر عن القصر الرئاسي إن الإتفاق السياسي يعتبر "عبدالله عبدالله" يعدّ الرجل الثاني في البلاد من حيث قضايا المصالحة الوطنية. 
إن الإعلان عن هذه المكانة لعبد الله عبد الله ليس بالأمر الغريب بالطبع لأنه في دستور جمهورية أفغانستان الاسلامية يتم اعتبار المركز الثاني لنائب الرئيس. ويبدو أن الاتفاق بين عبد الله عبد الله وأشرف غني استطاع أن ينهى شهورًا من الخلافات والأزمات بشأن تشكيل الحكومة في أفغانستان.


من الاختلاف إلى الأزمات
لم يقتصر التنافس بين عبد الله عبد الله وأشرف غني على الانتخابات الرئاسية الأفغانية ففي الفترة السابقة أدت الخلافات بين الطرفين بشأن نتائج الانتخابات في النهاية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ومع ذلك، كانت الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي أجريت في سبتمبر من العام الماضي مشبوهة في بداية الانتخابات، لدرجة أن نتائج هذه الفترة الانتخابية اعلنت بعد أربعة أشهر من اجراء الانتخابات في (18 فبراير) وذلك بسبب الشكاوى الانتخاباتيةحيث أعلنت اللجنة الإنتخابية المستقلة فوز محمد أشرف غني الا ان عبدالله لم يقبل نتائج هذه الانتخابات.

في نهاية المطاف بعد أشهر من وساطة القادة السياسيين الأفغان ولا سيما "حامد كرزاي" و"عبد رب الرسول سياف" ، و"محمد يونس قانوني" إتفق الخصمان على توقيع إتفاق سياسي.
وفي الوقت الحاضر يبدو أن التوقيع على هذا الاتفاق كان قادرا على منع تصعيد الأزمة السياسية في أفغانستان.


كيف تقاسم السلطة في الحكومة الأفغانية الجديدة؟
قالت مصادر إخبارية أفغانية أنه بناء على الاتفاق الحالي أن عبدالله عبدالله سيدير جميع مبادرات السلام الوطنية.
كما أن 50 بالمائة من أعضاء الحكومة الأفغانية سيكونون من الفريق السياسي المنتمي لعبد الله عبد الله.
عبد الرشيد دوستم أحد أبرز المؤيدين لعبد الله عبد الله الذي يمثل القبائل الأوزبكية في أفغانستان سيتم ترقيته إلى منصب رفيع في الجيش الأفغاني تحت عنوان المارشال.
وبحسب الاتفاق سيتم تشكيل مجلس القيادة العليا بمشاركة القادة السياسيين الأفغان والشخصيات المؤثرة لتقدم النصائح والاستشارات لأشرف غني رئيس الجمهورية. كما يتناول جزء من الاتفاقية الإصلاحات هيكل الحكومة والانتخابات. وبموجب الاتفاقية سيتم إنشاء هيئة رقابية مكونة من خمسة أعضاء لتشمل شخصيات سياسية وطنية لمنع انتهاك الاتفاقية.


مكانة عبد الله عبد الله في الحكومة الأفغانية الجديدة
يبدو أن عبد الله عبد الله كان له المزيد من السلطة التنفيذية في الحكومة الأفغانية السابقة. وهذا يتماشى مع الوضع الحالي الذي تولى فيه عبد الله عبد الله زمام المبادرة في اتفاقيات السلام، ولكن حصة 50 في المائة من الوزارات وخزائن الدولة من قبل فريق عبد الله عبد الله كبيرة جدا.


في الواقع ان عبد الله عبد الله أخذ زمام مبادرة أهم أزمة و تحد للحكومة الأفغانية، وهي مفاوضات السلام مع طالبان ولهذا موقفه من محادثات السلام والمفاوضات بين الحكومة وطالبان أمر حاسم لمستقبل افغانستان.

الضغط الخارجي أو الجهد الداخلي
في سياق تحقيق اتفاق سلام أفغاني تتبلور مسألة مهمة للغاية وهي جهود السياسيين والشخصيات المؤثرة في أفغانستان للتوصل إلى اتفاق بين الخصمين السياسيين. وبعبارة أخرى ، فإن الاتفاق الداخلي للحكومة الأفغانية هو نتيجة الوساطة والمفاوضات اتعددة الأطراف من قبل السياسيين الأفغان مع المرشحين الرئاسيين وهذا يتعارض مع بعض المزاعم التي روجتها وسائل الإعلام الغربية والتي زعمت أن الاتفاق الداخلي في أفغانستان جاء نتيجة للضغوط الخارجية وخاصة من الولايات المتحدة.                                                    
في الواقع وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي هدد حكومة كابول بقطع بعض المساعدات وتقليل البعض الأخر، قال أشرف غني ردا علىه أن تقليل المساعدات لن يكون لها أثر على حياة الناس والتنمية والاقتصاد. كان رد أشرف غني تعليقاً على تهديدات المسؤولين الأمريكيين للتدخل في الشؤون الداخلية الأفغانية.
ووفقا لهذا، يمكن اعتبار أن الاتفاق الداخلي لأفغانستان أكثر تأثرا بالإصرار المحلي والداخلي بالمقارنة مع الضغط الخارجي. ومن ناحية أخرى فإن الاتفاق الداخلي الأخير في أفغانستان سيعزز موقف حكومة كابول من المفاوضات مع طالبان ويوفر رؤية أوضح لمحادثات السلام.
 

رمز الخبر 1904220

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha