وکالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: يولي الکيان الصهيوني اهتماما بالغا بالتطورات الجارية في جنوب اليمن وتحديدا مساعي المجلس الإنتقالي في الجنوب لإعلان منطقة الإدارة الذاتية في إطار الإنفصال عن الجنوب، کما أشارت صحيفة اسرائيلية مؤخرا إلی أن المجلس الإنتقالي في جنوب اليمن يعتبرا صديقا جديدا وسريا لتل أبيب. وفي هذا الشأن أجرينا مقابلة مع مدير عامّ الشّؤون القانونيّة بوزارة التّربية والتّعليم محام والناشط الحقوقيّ اليمنيّ "عبدالوهاب الخيل".
س: لماذا تسعی اسرائيل لتعزيز علاقاتها مع المجلس الانتقالي في جنوب اليمن؟
إسرائيل تبحث لها عن موطئ قدم في اليمن ولن تتمكن من ذلك إلا من خلال أدوات من صناعتها ،ومنها ما يسمى بالمجلس الانتقالي في جنوب اليمن التابع للإمارات لدفع خطر مشروع الوعي المتنامي لدى اليمنيين وتمسكهم بالقضية الفلسطينية وإظهار العداء الصريح للكيان الصهيوني. وقد بدأ القلق الإسرائيلي بالفعل منذ انطلاق المشروع القرآني والصرخة الأولى وشعار العداء لأمريكا وإسرائيل التي اطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي من جبال مران ، والتي دشنت مشروع عملي لمواجهة إسرائيل والغطرسة الأمريكية في المنطقة ، حينها استشعر الكيان الصهيوني الخطر من هذه الصحوة التي يعلم صدقها وجديتها ، لذلك حركوا أدواتهم في المنطقة و الداخل اليمني بتوجيه أمريكي للقضاء على هذا المشروع، وبعد 6 حروب ظالمة لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم ، بل ازدادت حدة السخط ضد أمريكا وإسرائيل واتسعت رقعة المشروع القرآني والوعي اليمني ، ولم تكن إسرائيل آنذاك قد ظهرت للواجهة ولم تكن علاقتها مع الأنظمة العربية خاصة السعودية والإمارات قد كشفت . وبعد ثورة 21 من سبتمبر التي أسقطت الوصاية الأمريكية وقطعت إيادي الكيان الصهيوني و الأمريكي التي كانت تتحكم بالقرار اليمني في السابق ، ظهر نتنياهو رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني ليعبر عن قلقة ومخاوفة من الثورة في اليمن في خطاب أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي معتبراً أنها تُهدد إسرائيل ، هذا قبل انطلاق العدوان على اليمن . وكان ذلك الخطاب بمثابة إشارة إلى أدواتها بالمنطقة للعدوان على اليمن الذي انطلق من أمريكا . ويظهر اهتمام إسرائيل بصناعة أدوات لها في اليمن تعلن التطبيع معها بما حدث في مؤتمر وارسو حيث تم وضع مقعد الخائن خالد اليماني – رئيس الوزراء حينها في حكومة الخونة إلى جوار مقعد نتنياهو ، ونشر هذا الأخير صورته مع الخائن اليماني بتغريده على حسابه في تويتر مشيداً بهذه الخطوة . وقد استغلت إسرائيل الشعارات التي يرفعها ما يسمى بالمجلس الانتقالي ومنها انفصال الجنوب عن اليمن والحكم الذاتي للجنوب والتي لها حاضنة شعبية هناك مع أنها شعارات زائفة لا واقع لها ، فدعمتها بواسطة الإمارات ضد حكومة الخونة التي ليس لها أي قبول جنوب اليمن ، وسارعت للكشف عن العلاقة بها بمقال نشرته صحيفة إسرائيلية يكشف عن ما وصفه بـ"الأصدقاء السريين" الجدد في اليمن.
س: هل يصب تقسيم اليمن في مصلحة الکيان الإسرائيلي وبرأيک ما هي اهمية مضيق باب المندب والبحر الأحمر بالنسبة لتل أبیب فی ظل التهديدات الصاروخية التی توجهها حرکة انصارالله ضد الکيان؟
بالتأكيد أن تقسيم اليمن وشق عصى اليمنيين يصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي ، لأنها لم تتمكن من خلال العدوان على اليمن من القضاء على مشروع الوعي والثورة اليمنية التي التف حولها أبناء اليمن وخاصة في المناطق التي لم تتمكن تلك القوى احتلالها وإخضاعها طيلة الخمسة الأعوام الماضية ونحن في العام السادس ، بل أن قوة الجيش اليمني واللجان الشعبية تتنامى وتزداد قوة بتطوير قدراتها وخبراتها العسكرية، وصناعة الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة بعيدة المدى التي يصل مداها إلى إٍسرائيل ، وقد خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن قلقه منها متهماً إيران بالبحث عن سُبل لشن هجوم بصواريخ دقيقة التوجيه على إسرائيل من اليمن . ولذلك وبعد طول أمد العدوان على اليمن دون أن يحقق أي حسم لمصلحة قوى تحالف العدوان ضد اليمنيين ،تأمن به إٍسرائيل، إتجه الكيان الصهيوني لدعم ما يسمى بالمجلس الانتقالي جنوب اليمن لفصله عن شمال اليمن ، والذي سيكون بتأييد دولي . وتهدف من خلال فصل جنوب اليمن عن شماله السيطرة الفعلية على الموقع الاستراتيجي والهام لجزيرة سقطرى وعدن وبقية المحافظات اليمنية ، كما أنها قد ضمنت السيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب الذي يمثل أهم المنافذ البحرية على مستوى العالم . وتهدف أيضاً لإيجاد بيئة حاضنة لمشروع التطبيع مع إسرائيل في المناطق التي يسيطر عليها عميلها الجديد الانتقالي .
س: ما هو دور الامارات في هذا الشأن؟
الإمارات هي الوجه الآخر للكيان الإسرائيلي وعلاقتها بإسرائيل واضحة تماماً ومعلنة، وعدوانها على اليمن واحتلال أراضيها هو في الأساس خدمة لإسرائيل التي تتحرك من خلالها باسم الإمارات.
س: ماهو رأيک بشأن العملية العسکرية للقوات الیمنية الأخيرة ضد السعودية؟
عملية توازن الردع الرابعة التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية والطيران المسير كانت رداً على استمرار السعودية وقوى تحالف العدوان بفرض الحصار على اليمنيين ومنع واحتجاز السفن المحملة بالنفط من الوصول إلى ميناء الحديدة ، في ظل ما يعانيه اليمن من جائحة وباء كورونا ، والذي سيترتب عليه كارثة على المستوى الصحي والخدمي ، سيما وان المنشآت الطبية تعتمد بشكل مباشر على المشتقات النفطية لتشغيل الأجهزة الطبية وغرف العناية المركزة والعمليات، وفي حال انقطاع الكهرباء عنها التي تعتمد على المشتقات النفطية ستحدث كارثة ، سيموت المرضى الذين ترتبط حياتهم بتلك الأجهزة ، كما أن المنشآت الخدمية أيضاً ستتوقف بسبب انعدام المشتقات النفطية . السعودية منعت السفن المحملة بالنفط من الوصول إلى اليمن رغم حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة التي ظهرت متواطئة تماماً وبشكل صريح معها ، حيث أدارت ظهرها لما يعانيه اليمن جراء الحصار ومواجهة الجائحة وشجعت قدوى العدوان على الاستمرار بجرائم القرصنة البحرية والانتهاكات للقانون الدولي والإنساني والمعاهدات والمواثيق الدولية . لذلك لم يقف الشعب اليمني مكتوف الأيدي وبات الردع ضرورة ملحة لأن السعودية وقوى العدوان وحتى الأمم المتحدة لا تفيق من سباتها ولا تستجيب ولا تفهم الا بالقوة ، ورغم أن العملية كانت كبيرة واستمرت لساعات طويله، وبعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطيران المسير دون ان تتمكن أنظمة الدفاع الجوي السعودي من اعتراضها، وأصابت مواقع استراتيجية وحساسة في عاصمة السعودية الرياض منها وزارةُ الدفاعِ والاستخباراتُ وقاعدةُ سلمانَ الجويةُ وأيضاً مواقعَ عسكريةً في جيزانَ ونجران ولها أبعاد لا يتسع المجال لذكرها ، إلا أننا نعتبرها مجرد رسالة حذرنا فيها السعودية وقوى العدوان من مغبةِ التمادي في بغيهِ وعدوانهِ وإجرامهِ وممارسةِ حصارهِ الإجرامي ضد الشعب اليمني ، وإن لم تستجيب فهناك من الردع ما هو أشد إيلاماً وتنكيلا ./انتهى/
تعليقك