وكالة مهر للأنباء، مهدي عزيزي: أعلن زعيم تيار الحكمة الوطني "سيد عمار الحكيم" عن تشكيل تحالف "عراقيون" بمناسبة الذكرى المائة لثورة 1920 العراقية.
وقال الحكيم في بيان ان "تحالف عراقيون سياسي برلماني جماهيري ينطلق من الدولة ويتحرك في فضاء الدولة ويعود حاصل جهده الى الدولة"، مؤكدا ان" التحالف يدعم الدولةَ المُقتدرةَ القويّةَ، ذاتَ السيادةِ الوطنيةِ والإرادة الجماهيريةِ بعيداً عن المحاصصات وخارجَ الصفقات المشبوهة والتفاهمات المؤقتة غير المجدية".
مما لا شك فيه أن تشكيل تيارات أو تحالفات سياسية وبرلمانية هو حق واضح، خاصة في بلد شهد نظاما وحزبًا دكتاتوريًا منذ سنوات. لكن السؤال هو إلى أي مدى يمكن أن يكون تعدد التيارات السياسية والحزبية مثمرا في المناخ الحالي في العراق؟
بعد عام 2003، يمكن اعتبار العراق عراقًا جديدًا بناءً على تجارب سياسية جديدة. نظام كان موغلا لسنوات عديدة في الحكم الاستبدادي بكل قوة ويتحرك الآن نحو تشكيل الأحزاب، وإنشاء التيارات السياسية، وعملية إضفاء الطابع المؤسسي.
وفي الوقت نفسه، أعاقت تطور هذه العملية عناصر مثل التدخل الأجنبي في الهيمنة السياسية وتحقيق المصالح الاقتصادية للبلاد، إلى جانب تفضيل المصالح الحزبية والقبلية والمضللة على العلاقات السياسية الحالية.
فشلت نفس العوامل في توفير الأمن لتقارب وتوحيد المؤسسات القانونية في هذا البلد، وفي الأوقات الحرجة شهدت أحداثًا مريرة مثل تنظيم داعش الإرهابي والتدخل الأجنبي.
على الرغم من أن تشكيل المؤسسات والأحزاب والتيارات السياسية وحتى الاجتماعية، على الرغم من أن تجربة جديدة للحكم في العراق والحق الطبيعي للأمة التي عانت من الديكتاتورية لسنوات، أصبح تهديدا بقدر ما كان فرصة للعراقيين. إلى حد اختفاء المطالب الحقيقية للشعب وسط بعض الخلافات بين الأطراف والتيارات.
كما أن تشكيل تحالفات وأحزاب جديدة يمكن أن يساعد في مضاعفة تعزيز البيت الشيعي، فمن المهم معرفة ما إذا كان هناك ضمان لمنع تفككه، في أي جزء من دوافعها يتم تعريف تعزيز التقارب الوطني والجهود المبذولة للتحرك نحو الهياكل الشرعية في العراق؟
ومع ذلك، كانت الخصائص السياسية في أماكن أقل قادرة على الاستفادة من فرصة إعادة تنظيم الوضع، وأدت الأولويات والتأخيرات دائمًا إلى فقدان رأس المال السياسي والديني والاجتماعي في العراق.
هل يمكن لتشكيل تحالفات وتيارات جديدة، على الرغم من التجارب السابقة وتخلفها، أن يساهم في تقارب وتقوية البيت الشيعي والتقارب الوطني العراقي بشكل عام، أم أنه سيؤدي كذلك إلى تفكك وإضعاف الحركة الشيعية العراقية؟
هل يمكن أن يكون تشكيل ائتلاف عراقي بناء على أهداف دستور الحزب مبادرة جديدة للخروج من الوضع الحالي في العراق، أو ربما فرض تكلفة جديدة على الساحة السياسية العراقية؟
هذا في سياق حقيقة أن عمار الحكيم، بانفصاله عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، أنشأ تيارًا جديدًا يسمى الحكمة، والآن أصبح تحالف "عراقيون" عنوانًا جديدًا أوضحه اليوم في مؤتمر صحفي.
يجب توخي الحذر لضمان ألا يؤدي التكاثر المتسارع للتيارات والتحالفات بألقاب وأشكال جديدة إلى تفكك السلطة والمرافق، وأن تعزيز المؤسسات القائمة وتنفيذ مهامها يبدو أقل تكلفة.
ومع ذلك، وبالنظر إلى العمق التاريخي والجذور الثقافية ، وكذلك الدولة التي كانت دائمًا مركزًا للتطورات المهمة في العالم الإسلامي والشيعي، وبالنظر إلى نضال الشعب العراقي ومقاومته ضد طغيان واستعمار الأمس، يحتاج العراق إلى التعزيز والتقارب، وهذا هو الوضع الذي يطمح إليه الأجانب.
يعلم القاصي والداني بأن ما حدث اليوم بعد سقوط صدام حسين في العراق يرجع إلى عوامل مهمة مثل المرجعية والشهادة والمقاومة وفهم واضح لظروف الزمن والفهم الصحيح لمعسكر الحق والباطل الذي يحتاج إلى مزيد من القوة./انتهى/
تعليقك