وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: في ظل الاوضاع الاخيرة التي تعيشها محافظة البصرة من تصعيد للتوترات واغتيال النشطاء السياسيين العراقيين على ايادي عصابات مجهولة، وفي ظل الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البصرة على الاوضاع الاقتصادية المترديّة في البلاد، وسعي بعض الأطراف وبعض السفارات الأجنبية وعلی رأسها الأمريكية لاستغلال الوضع الراهن لإثارة الاوضاع في البصرة لتحقيق أهدافهم السياسية الخاصة وفرض سيطرتهم وسيادتهم على الاراضي العراقية وبالخصوص على "البصرة" لأهميتها الملحوظة التي تتمتع بها بالنسبة للولايات المتحدة.
وفي هذا الشأن أجرينا مقابلة حصرية مع المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "الصادقون" "محمود الربيعي". وفي ما يلي نص الحوار:
س: ماهي اهمية محافظة البصرة بالنسبة للأمريكيين؟
البصرة من اهم المحافظات العراقية، فيها المنفذ البحري الوحيد للعراق، وهي المدينة الاقتصادية الاهم والاكبر، وهي من مواقع الصراع والتنافس الاقليمي والدولي، وقد حاولت الولايات المتحدة الامريكية جعلها منطقة نفوذ لها، بحكم قربها من دول الخليج الفارسي السائرة في ركاب المشروع الامريكي الرامي للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط الذي يمثل قلب العالم.
س: لماذا تسعى الولايات المتحدة لإثارة الأوضاع في البصرة وماهي أهدافها؟
رصدنا تحركات ونشاطات للقنصلية الامريكية وهي تحاولت استغلال الاحتجاجات الشبابية في محافظة البصرة لتحقيق اهدافها، ونحن نعتقد بشكل جازم ان المخابرات الامريكية وعصاباتها المرتبطة بها هي من تقف وراء عمليات الاغتيالات والقتل التي حدثت في البصرة التي كان هدفها اثارة الفوضى وزعزعة الامن والاستقرار وتحويل المدينة الى بؤرة فساد واشعال الشارع العراقي وبث الفتة بين صفوفة، ومن ثم التأثير على الوضع العراقي بشكل عام.
مع الاسف الشديد وبالاضافة لما سبق، ان الصراعات الحزبية على منصب المحافظ واستغلال خيرات البصرة قد كان سبباً في صنع صورة مشوهة عن واقع البصرة الصامدة الصابرة، التي تقدّم كل خيراتها الكبيرة للعراقيين، ولا ننكر ان لابنائها الفضل الكبير في تحرير العراق من الاحتلال الاجنبي ومن عصابات داعش التكفيرية.
س: كيف تقيّم زيارة الكاظمي إلی أمريكا؟ وهل يمكن القول بأن الزيارة تعكس إرادة الشعب العراقي؟
بالنسبة لزيارة الكاظمي لواشنطن، فلا يمكن اخضاعها لمقاييس النجاح والفشل، لانها كشفت عن عجز وضعف من تصدى لقيادة العراق في التعبير عن ارادته الشعبية وصوت ممثليه في البرلمان، عندما لم يتكلم الكاظمي عن ضرورة الانسحاب العاجل للقوات الامريكية من العراق، ولا قيمة لاي فعل اخر بالمقارنة مع هذا المطلب العراقي الكبير.
الشعب العراقي يؤمن بأن من يعلّق آماله على الامريكان فإنه يلهث وراء السحاب.واما بالنسبة الى جملة التعاقدات التي وقّعها الكاظمي هناك في واشنطن، فان العراقيين يعرفون تماما ان من يعلّق اماله على الامريكان فانه لاهث وراء السراب، اضافة الى رفضنا الاساسي لمثل هذه الزيارة واللقاء مع مجرم قاتل غدار ارتكب اعظم جريمة في التاريخ الحديث حيث مرّغ سيادة العراق بالوحل، وهو من اعطى الامر والاذن باغتيال الشهيدين العظيمين الحاج "سليماني" والحاج "المهندس"، اضافة الى سلسلة جرائمه الآثمة من قصف وقتل وتدمير في العراق، اضافة الى سلوكه الشائن بالاقرار بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، وهذا وحده يكفي موجباً للمقاطعة والمطالبة القانونية بالقاء القبض على المجرم ترامب بدل زيارته واللقاء به وتوقيع الاتفاقيات معه ومنحه فرصة لاستعادة بريقه الذي فقده بعد فشله الكبير في ادارة الملفات الداخلية والخارجية في الولايات المتحدة الامريكية طوال فترة تواجده في البيت الابيض.
س: ماهو رأيك في المدّة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخروج القوات الأمريكية من العراق؟
بخصوص مدة الثلاث سنوات، انها رغبة المعتوه ترامب والتي سكت عنها الكاظمي، وكأنه سعيد بها وهو يدرك تماماً اننا قطعنا عهداً للشهداء بالخروج العاجل لهذه القوات المحتلة من العراق، وبالتالي فاننا نرفض هذه الفترة الطويلة ونجدّد مطالبنا بالذهاب الى جدولة سريعة للخروج والانسحاب من العراق.
/انتهى/
تعليقك