وافادت وكالة مهر للأنباء أنه جاء في البيان: ينظر السّوريّون القوميّون الاجتماعيّون، في الوطن وعبر الحدود، إلى الإنتخابات الرئاسيّة السّوريّة المنشودة في شهر أيّار المقبل، كمحطّة من محّطات المواجهة والصّمود، الّتي تخوضها الدّولة السّوريّة منذ نصف قرن، في وجه الأطماع الغربيّة والمؤامرات الّتي يُحيكُها المشروع الصّهيونيّ مع أدواته في الدّاخل والخارج، لضرب وحدة بلادنا وتفكيكها، واستكمال سيطرته على أمّتنا.
منذ تولّي الرّئيس بشّار الأسد سُدّة رئاسة الجمهوريّة العربيّة السّوريّة في العام 2000، أثبت سيادة الرّئيس امتلاكه مخزونًا من مكنوزات الشّجاعة والحكمة والصّبر والثّبات، مستمدًّا من ميراث الحضارة السّوريّة، السّياسيّ والقوميّ، ومن النّهج الوطنيّ الصّراعيّ الّذي حشد فيه باني سوريا الحديثة الرّئيس حافظ الأسد، مقدّرات القوى الوطنيّة في الأمّة لمواجهة الأعداء.
سجّل الرّئيس بشّار الأسد الموقفين السّوريّ والعربيّ المشرّفين في قمّة شرم الشّيخ قبل الحرب على العراق في آذار 2003، بإعلانه رفض الحرب والدّفاع عن بغداد، محذّرًا العالم من خطورة المساس بوحدة العراق، ووضع قدرات الجمهوريّة والشّعب والجيش في تصرّف شعبنا في العراق، فاستقبلت الشّام النّازحين ومدّتهم بالدّفء الوطنيّ والاحتضان القوميّ. ورفدت دمشق المقاومة العراقيّة بالسّلاح والعتاد، فمرّغت أنف الاحتلال الأميركانيّ والبريطانيّ، الّذي جاء بالتّهديد والوعيد باستهداف الشّام بعد الرّافدين، على لسان كولن باول، إن لم تبدّل في موقفها من الصّراع مع العدوّ.
وعلى الرّغم من الضّيم والطّعن الّذي قابل به بعض اللّبنانييّن، خلافًا لإرادة شعبنا في لبنان الدّور السّوريّ، وتخندقوا في جبهة الهجوم على دمشق كأدواتٍ من عدّة عمل المشروع الغربيّ - العربيّ المعادي آنذاك، لم يقارب الرّئيس بشار الأسد المسألة اللّبنانيّة سوى بالحرص على وحدة لبنان والشّعب فيه وبالدّعم لمواجهة العدوّ الإسرائيليّ. فمدّ المقاومة اللّبنانيّة وشعبنا في لبنان بكلّ ما يلزم من السّلاح والغذاء والدّواء والحاضنة الاستراتيجيّة، لكسر عنجهيّة الآلة الحربيّة والسّياسيّة الصّهيونيّة في عدوان تمّوز 2006، وهزيمة الشّرق الأوسط الجديد، فاستكان النّازحون من لبنان في حضن الشّام الّتي بلسمت جراحهم.
أمّا في فلسطين، فأبت دمشق إلّا أن تدوّي بصمة «صنع في سورية» رصاصًا وقذائف على كيان العدوّ، وأن يمتدّ شعاع سورية لدعم غزّة المُحاصرة خلال كلّ الاعتداءات المتكرّرة عليها، واحتضان نبض الصّراع عند شعبنا في فلسطين، بوجه نهج أوسلو وثقافة الاستسلام والهزيمة.
كما قابل الرّئيس بشار الأسد الأردن وشعبنا فيه بالاحتضان القوميّ على الرّغم من الضّيم الّذي مارسه بعض الأردنييّن بحقّ دمشق، خلافًا أيضًا لخيارات غالبيّة شعبنا في الأردن.
وخلال 11 عامًا من الرّئاسة، عجز الضّغط والتّهويل الأميركانيّ الغربيّ والتّآمر العربيّ، عن تغيير قيد أنملة في الموقف القوميّ للرئيس بشّار الأسد ودعمه حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق والتّمسّك بالجولان السّوريّ المحتلّ. فسقط رهان الأعداء وخاب ظنّ المتودّدين المتلوّنين من أمثال رجب أردوغان، على أيّ تبدّل أو تحوّل في موقع سورية السّياسيّ، كصخرة صلبة أمام المشاريع الهدّامة.
وعلى هذا الأساس، انخرط الأعداء والأشقّاء في عدوان عسكريّ وثقافيّ إرهابيّ، وهّابيّ وإخوانيّ مدمّر، في عام 2011 لتحطيم سورية وتفكيكها، بحربٍ امتدّت لأكثر من عقدٍ كامل ولا تزال مستمرّة بأشكالٍ مختلفة. كلّ ذلك، انتقامًا من صلابة دمشق وقيادتها وشعبها، وطمعًا بالسّيطرة على مقدّرات سورية وموقعها ومواردها، وتغييبًا لدورها وواقعها الوطنيّين كنقيض لمشروع "الدّولة اليهوديّة"، وعامل استقرار في الإقليم وحاضنة وداعمة لكلّ الأحرار في العالم العربيّ ولكلّ رافضي الهيمنة الأميركانيّة على السّاحة الدّوليّة.
وأمام هذه الحرب العالميّة، وقف السّوريّون الأحرار بكلّ شجاعة وقدّموا التّضحيات الجسام بقيادة الرّئيس بشّار الأسد، فصنعوا المعجزات بهزيمة الإرهاب العالميّ ومقاومة الاحتلال الأجنبيّ في سبيل الحفاظ على وحدة الدّولة والجيش والمجتمع. وشكّل سيادة الرّئيس القدوة والمثال في الثّقة بالنّفس والشّعب والإيمان بحتميّة انتصار الحقّ على الباطل. فحضر قائدًا ومخطّطًا ومُشرِفًا في الميادين والسّاحات وفي إدارة أدقّ تفاصيل المعارك، وعلى الخطوط الأماميّة بين جنود الجيش السّوريّ رافعًا معنويّاتهم، وبين أبناء شعبنا مضمّدًا آلامهم، غير آبهٍ بتهديدات الاغتيال من كبار رؤساء دول الاستعمار والهيمنة.
كما يخوض سيادة الرّئيس منذ مدّة، حربًا على الفساد والمفسدين، والّذين يستغلّون مواقعهم وموارد الدّولة، فيتلاعبون بالاقتصاد الوطنيّ والعملة الوطنيّة مهدّدين أبسط مقوّمات صمود الدّولة والشّعب، معتقدين أنّ لا رقيب أو حسيب على فسادهم، في ظلّ الهجمة الخارجيّة.
ولولا هذا الصّمود والانتصار السّوريَّين، من رأس الدّولة ومؤسّساتها إلى الجيش والشّعب، وسقوط الأعداء والأخصام بشرّ مكائدهم، لما عاد النّادمون من أشقّاء الأمس مطبّعي اليوم، زحفًا إلى دمشق.
الآن، ونحن على أعتاب الانتخابات الرّئاسيّة، لا تزال التّحديّات الجسام تهدّد سورية، وإن اختلفت الأساليب من الحرب العسكريّة المباشرة، إلى حرب التّجويع والتّركيع الاقتصاديَّين، مع إصرارها على رفض كلّ أشكال المساومات ومؤامرات الاستسلام، المسمّاة اليوم بـ"المشروع الإبراهيميّ". سورية لا تزال في عين العاصفة، بوجود جيوشٍ محتلّة وعصاباتٍ تقسيميّة وإرهابيّة تسيطر على موارد البلاد وتهدّد وحدتها، وحصارٍ خانقٍ يستهدف كسر إرادة السّوريّين، وقوى دوليّة وإقليميّة تسعى لتصفية الحساب مع دمشق بعد فشلها في ترويضها وإخضاعها.
ما يملكه الرّئيس بشار الأسد من المعرفة والخبرة والصّلابة والثّقة، هي المؤهّلات الّتي يحتاجها الرّئيس المقبل للجمهوريّة، كقائد للمشروع السّياسيّ السّوريّ، ودور دمشق بوابةً للدّفاع عن العالم العربيّ بوجه التّهويد والتّتريك والأطماع الغربيّة.
إنّ مهمّة العبور إلى برّ الأمان، إلى سورية المستقبل، النّاهضة بجدارة من معركة البطولة إلى معركة الازدهار، واستعادة النّهضة الاقتصاديّة والزّراعيّة والصّناعيّة والعلميّة والتّكنولوجيّة في دولة القانون والمواطنة والعدالة، الخالية من الفساد وأصحاب المصالح النّفعيّة وتجّار الأزمات والمحتكرين، تحتاج إلى قائدٍ أتمّ معموديّة النّار.
لأجل كلّ هذه المرتكزات، يعلن الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ تأييده لترشّح الرّئيس بشّار الأسد لرئاسة الجمهوريّة العربيّة السّوريّة في الانتخابات المقبلة، وتأكيده على جميع القومييّن الاجتماعييّن وأبناء شعبنا في الوطن والمغتربات، بتقديم كلّ أشكال الدّعم للحملة الرئاسيّة، والاقتراع بأصواتهم وثقتهم لصالح الرّئيس الأسد، لما في ذلك من مصلحة لسورية ومستقبلها.
/انتهی/
تعليقك