وكالة مهر للأنباء، القسم العربي: يصادف اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما قبل عامين، وفي مثل هذا اليوم تحديدا 3 كانون الثاني / يناير2020، يصل قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، الى العراق في زيارة معلنة ورسمية، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، ويستقبله في مطار بغداد الدولي نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي القائد أبو مهدي المهندس، وعند خروجهما من المطار، يتعرضان لهجوم غادر جبان، تنفذه القوت الامريكية الارهابية في العراق، في إستهتار صارخ بالقانون الدولي، وانتهاك فاضح لسيادة العراق، وبعدها بلحظات خرج الرئيس الامريكي القاتل دونالد ترامب على العالم ليعلن انه هو الذي أمر بتنفيذ الجريمة.
وفي هذا الصدد اجرى مراسل وكالة مهر حوارا صحفيا مع المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق العراقية الاستاذ "محمود الربيعي" ونص الحوار فيما يلي:
صرح الربيعي أن شعب العراق عرف الحاج قاسم أكثر بعد سقوط نظام صدام حسين عندما حمل العراقيون السلاح لقتال المحتل الأمريكي, حينها بدأت الجمهورية الاسلامية في إيران عموما والحاج قاسم سليماني خصوصا بتقديم العون والمشورة العسكرية والمادية والمعنوية لإخراج الاحتلال من أرض العراق, مؤكدا أن العراقيين يعتبرون سماحة القائد الجنرال قاسم سليماني رمزا وفخرا لكل المقاومين في العالم.
أقولها واتحمل مسؤولية هذا الكلام, نحن نقرأ عن صفات أمير المؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام ووجدنا هذه الصفات مجسدة في شخصية الحاج قاسم من الخُلُق إلى الإيثار والشجاعة
وأكد أن الشهيد القائد قاسم سليماني بما يمتلكه من إيمان واخلاص لدينه وعقيدته وبما يمتلكه من وعي ومعرفة بالإسلام المحمدي الأصيل تمكن من تجاوز عقبات القوميات والمذاهب والطوائف والعصبيات العمياء والجنسيات والأعراق وتمكن من جمع كل أحرار العالم في جبهة واحدة ضد الإرهاب والاستكبار العالمي, بل إن فعله وتأثيره وصل إلى أمريكا الجنوبية, مردفا أن العديد من قادة حركات التحرير تحدثوا عن مزاياه وسجاياه رحمه الله في الذكرى الثانية لاستشهاده.
وتابع المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق العراقية بالقول: إن الحاج الشهيد استطاع بوعيه وشجاعته ومعرفته وإيمانه بالقيم والمبادئ التي طرحها الإمام الخميني أن يترجم المفاهيم إلى عمل وخطط وبرامج تمكن من خلالها من تكوين جبهة مقاومة امتدت من أفغانستان إلى العراق واليمن وسوريا والبحرين ولبنان وإيران, مضيفا أن هذه الجبهة ستزهر وتكبر حتى القضاء على الاستكبار العالمي وإقامة دولة العدل والحق.
واستدرك الربيعي قائلا: "أقولها واتحمل مسؤولية هذا الكلام, نحن نقرأ عن صفات أمير المؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام ووجدنا هذه الصفات مجسدة في شخصية الحاج قاسم من الخُلُق إلى الإيثار والشجاعة, بكل هذا ولكل هذا كان الحاج الشهيد ترجماناً حقيقيا لما قرأنا عنه وما سمعناه في الروايات من صفات المؤمنين الحقيقيين", متابعا بالقول: "إن كل اجتماع معه كان يتجسد في صوته وحركاته ونظراته, ابوته وحنوه وقدرته على استيعاب الجميع واستيعاب كل شيء, فكان مع السياسي أباً للسياسيين ومع المقاتلين أباً للمقاتلين, وقدم لنا صورة حديثة للأئمة المعصومين عليهم سلام الله".
وانطلق القيادي العراقي للحديث عن دور الحاج قاسم سليماني في مسار النضال من أجل تحرير مدينة القدس من نقطة قالها الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في اليوم الثاني لاستشهاد الحاج قاسم, حين وقف وقال: "إن ثأرنا للحاج أبو مهدي المهندس سيكون بإخراج المحتل الأمريكي من العراق وإن ثأرنا للشهيد الحاج قاسم سيكون بإزالة (إسرائيل) هذه الغدة السرطانية من المنطقة وتحرير القدس التي كان يشكل تحريرها هما وهاجسا شغل حيزا كبيرا من تفكير للحاج الشهيد قاسم سليماني".
واعتبر الربيعي أن ما قاله الشيخ الخزعلي هو دليل بين وساطع عن حقيقة أن الهدف الاكبر الذي سعى له الجنرال القائد قاسم سليماني والذي أدى فيه دورا تجاوز كل الظروف الجغرافية والسياسية والطائفية المعقدة في المنطقة هو تحرير فلسطين عموما والقدس خصوصا من الاحتلال الصهيوني, مردفا أن الحاج قاسم استطاع تحويل حجارة غزة وفلسطين إلى ترسانة صاروخية ضخمة تمتلكها المقاومة الفلسطينية دكت بها عقر دار المحتل في تل أبيب وأثبتت عجز القبة الحديدية الإسرائيلية.
أكد الربيعي ان انتصارات غزة المتتالية على العدو الصهيوني هي نتاج حقيقي لما بذله الحاج قاسم من جهد, متعهدا بأن يكمل محور المقاومة المشوار والمسار الذي خطه الحاج قاسم حتى استئصال إسرائيل هذه الغدة السرطانية من الوجود
واعرب عن اعتقاده أن الدور الذي لعبه الجنرال سليماني الدور في تقوية وتجهيز محور المقاومة هو نموذج حقيقي للتفوق على التحديات وتحقيق الانتصارات في أصعب الظروف والميادين, مؤكدا ان انتصارات غزة المتتالية على العدو الصهيوني هي نتاج حقيقي لما بذله الحاج قاسم من جهد, متعهدا بأن يكمل محور المقاومة المشوار والمسار الذي خطه الحاج قاسم حتى استئصال إسرائيل هذه الغدة السرطانية من الوجود.
وشدد الربيعي على أن الثأر للقادة الشهداء الحاج قاسم والشهيد أبو مهدي المهندس لا يتوقف ولن يتوقف عند حد معين وقد بدأ في اليوم الثاني للشهادة, مضيفا: "أن من يراجع عمليات المقاومة ضد امريكا يجد أن مسار المقاومة أجبر امريكا والحكومة العراقية أن تتحدثا عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق وإن كان هذا الحديث تمويها ولكن كل ذلك حدث بفعل وفضل ضربات المقاومة".
وختم المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق العراقية محمود الربيعي حديثه بالقول ان ثأرنا للشهداء القادة ليس قتلا لترامب أو غيره من قادة الاستكبار العالمي, لأن كل رؤوسهم لا تساوي قطرة دم من دماء القادة الشهداء, بل ثأرنا هو استمرار مسار المقاومة حتى تطهير أرضنا وأمتنا من الإرهاب ومن الشيطان الأمريكي وإزالة الكيان الصهيوني من الوجود".
/انتهى/
تعليقك