١٦‏/٠٤‏/٢٠٢٢، ٧:٢٨ م

محلل سياسي لـ"مهر":

قبول السعودية للهدنة اليمنية هي مقدمة للإعلان عن هزيمتها الفعلية/ايران قوة لا يستطيع أحد ان يتجاهلها

قبول السعودية للهدنة اليمنية هي مقدمة للإعلان عن هزيمتها الفعلية/ايران قوة لا يستطيع أحد ان يتجاهلها

وضع السعودية في الاقليم اصبح واضحاً للجميع فبعد ان رضخت لهدنة لمدة شهرين في اليمن قد تكون مقدمة لاعادة النظر في كل موضوع الحرب، وقد تكون بداية لوقف هذه الحرب والاعلان الفعلي للهزيمة السعودية في اليمن.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط في وقت سابق عن مبادرة تنص على تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة 3 أيام، واستعدادنا لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم.

وشملت هذه المبادرة ايضا الإعلان عن وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية بما فيها جبهة مارب لمدة 3 أيام، والاستعداد التام للإفراج عن كامل الأسرى، إذا بادلها الطرف الآخر بالمثل.

فيما رحب الجميع بهذه المبادرة اليمنية التي تحتوي على خطة قدمتها صنعاء بحسن نية على رسالة قوية حول الإرادة الحازمة لإنهاء الحرب ورفع الحصار الجائر عن الشعب والتسوية السياسية للأزمة اليمنية، وفي حال تم التفاعل معها بجدية وإيجابية يمكن أن تكون أرضية جيدة لإنهاء الحرب الحالية.

وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الاستاذ في العلوم الاجتماعية والباحث في الشؤون الاقليمية الدكتور "طلال عتريس"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** في ظل كمْ الأزمات التقنية واللوجستية والإجتماعية التي تواجه الواقع اليومي للمواطنين، وآخرها إضراب الديبلوماسيين وإضراب القضاة والمعلمين، الى أي حد يمكن أن تشكل عائقاً جدياً قد يؤدي للإطاحة بالإنتخابات ؟

الاسئلة كثيرة حول نتائج الانتخابات وما بعد الانتخابات، حول الأكثرية وحول الاقلية، وحول من سيحصد هذه الاغلبية في لبنان وما يرتبط بهذه الاغلبية من انتخاب رئيس مجلس، وتسمية رئيس حكومة، وانتخاب رئيس جمهورية، وهذه هي اسئلة مفتوحة، وغير معلومة النتائج التي يمكن ان نتوصل اليها، لكن يبقى سؤال مهم:

- هل للبرلمان الجديد، وللحكومة الجديدة ما بعد الانتخابات خطة واضحة من الوضع الكارثي الذي يعيشه لبنان ؟

- هل ستتمكن الحكومة المقبلة على سبيل المثال من الاتفاق مع أي دولة "روسيا الصين المانيا" اي دولة لانشاء محطات كهرباء في لبنان ؟ هل سيكون الامر مسموحاً ؟

- هل ستتمكن اي حكومة من ان تفرض هذا الامر ؟ او ان تعيد النظر بالمسار الاقتصادي في لبنان ؟ او ان تتمكن من وضع خطط لمحاكمة الفاسدين، او لتضييق فرص الفساد في لبنان ؟

هذه اسئلة ليس هناك اي وضوح في الاجابة عليها، لا احد يقدم من الآن فرضيات او سيناريوهات او احتمالات لكيفية التعامل مع هذه الاسئلة، بغض النظر ان كانت حكومة اغلبية او حكومة توافق، او اي نوع آخر من التوافق او غير التوافق، فبإعتقادي هذه هي الاسئلة المطروحة اذا لم يكن هناك من اجابات يعني هذا اننا في واقع صعب لا يمكن الخروج منه...

هنا يفترض بموازاة هذه الاسئلة، ان تكون الاطراف غير الفاسدة التي يهمها مصلحة لبنان وتدافع عن لبنان وتحمي وتبني ان تكون في موقع هجومي اكثر، وان تدفع بإتجاه تنفيذ مشاريع عمرانية تنموية على كل المستويات، لان المراوحة في نفس السياسات السابقة هو امر لم يعد يحتمله الناس، وبالتالي يجب ان تكون الانتخابات النيابية فرصة للدفع في هذا الاتجاه، والى عدم العودة لسياسات المراوحات وسياسات الحسابات الكثيرة في هذا المجال.

** في أيْ سياق يمكن أن نقرأ توقيت عودة السعودية وركبها من بعض الخليج الى لبنان، وما هو مدى الإرتباط بين هذه العودة والهدنة في الملف اليمني ؟

السعودية ربما تحاول ان تقدم الوجه الآخر الذي يريد ان يتعاون مع الجميع، خصوصاً مع رئيس الجمهورية والمرجعيات الأخرى في لبنان، بعدما بدأ هذا التراجع في اليمن.

اعتبر عودة السفير السعودي هي تراجع وليست خطوة تعبر عن قوة، انا اربط مع تصريح للسيد الخامنئي (حفظه الله) منذ فترة قصيرة حين وجه فيها نصيحة للسعوديين قائلاً لهم انا اتحدث معكم بنوايا خيرة وطيبة ان لا تستمروا في الحرب على اليمن لانه من المستحيل ان تنتصروا في هذه الحرب..

لأول مرة يتحدث السيد القائد بهذه اللهجة ينصحهم بنية طيبة انه من المستحيل ان تنتصروا في هذه الحرب، ربما يكون خطاباً جديداً يمهد لوقف الحرب في اليمن، ويمهد لعودة المفاوضات السعودية_ الايرانية، وبالتالي تكون العودة احد ابعادها هي ان السعودية تريد ان تتموضع في اطار طبيعي وليس في اطار فرض الشروط على لبنان او رفع التحدي، او التهديد، او العداء لحزب الله او ما شابه ذلك، لا يعني ان العداء قد توقف ولكن ليس بالضرورة ان يصبح جزءا من الخطاب السعودي او من الادبيات السعودية، هذه ايضا فرضية بالاضافة الى فرضية الانتخابات ممكن ان يكون هناك عملا على خطين في نفس الوقت، بإنتظار ما ستؤدي اليه الاوضاع في المنطقة.

** هل هناك ثقل سعودي مالي وسياسي مرتبط بالإنتخابات، أم أنّ المسألة لا تتعدىّ النزول عن الشجرة العالية التي طرحتها عناوين المبادرة الكويتية منذ خمسة أشهر... والحفاظ على ماء الوجه في المشهد اللبناني وتوازناته ليس أكثر ؟

لا شك ان عودة السفير السعودي مرتبطة بالانتخابات، ومجيء السفير الكويتي معه هو امر شكلي للايحاء بأن هناك تصالح خليجي مع لبنان، لكن نحن لا ننسى ان السفير الكويتي حمل مبادرة او دفتر شروط من12 بند، لم يقل السفير السعودي ان هذه البنود تحققت او حتى تحقق جزءا منها، لم يذكر على الاطلاق هذه الشروط وهذه المطالب، هو يعود الى لبنان لمتابعة الانتخابات النيابية عن قرب، خاصة ان المعادلة الانتخابية اليوم وكما سبق وأشرنا ان من يعتبر مشروع التغيير "خريجو الثورة" هم في حال من التشتت والتشرذم.

اضف الى ذلك ايضا ان حلفاء السعودية بدائل الحريري ايضا في حال من التشتت والتنافس، في المقابل حزب الله وحلفائه في وضع من التماسك افضل من عام 2018، لهذا السبب حضور السفير السعودي يتعلق بالانتخابات مباشرة لبحث كيف يمكن تقديم الدعم المعنوي والمادي لكل هذه المجموعات، وهل يمكن ان يجعل الوضع افضل او دراسة الامكانيات المختلفة في هذا المجال.

النقطة الثانية ان السفير السعودي يعود الى لبنان وهو يدرك تماما ان الامور تسير في لبنان حتى وهو غير موجود، اي ان الامور تسير بشكل طبيعي مثل الانتخابات، المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، تشكيل تحالفات، كل هذه الامور وهو خرج من دون ان يطلب منه احدا ذلك، وهو عاد من دون ان يطلب احدا منه ذلك.

ما يرتبط ايضا بالسلوك السعودي هو وضعه في الاقليم، لا يمكن ان نفصل وضعه في الاقليم عن وضعه في لبنان، في الاقليم واضح انه رضخ لهدنة لمدة شهرين في اليمن، وهذه قد تكون مقدمة لاعادة النظر في كل موضوع الحرب، وهي قد تكون بداية لوقف هذه الحرب، والاعلان الفعلي للهزيمة السعودية في اليمن، هل يمكن ان يكون هناك ربط بين هذه الهدنة وهذه العودة الى لبنان؟.

** هل الإنتخابات هي خطوة على طريق الإنهيار الكبير الحاصل، أم أنها فرصة لإلتقاط الأنفاس ربطاً بواقع الإقليم وتوازناته القادمة ؟

لهذا السبب من الافضل للاطراف اللبنانية كافة خصوصاً تلك التي ترفع شعارات العداء للمقاومة والاحتلال الايراني ان تطوي مثل هذه الشعارات وتخبئها في مكان ما وتعمل من اجل التفاهم والحوار والمصلحة الوطنية، وفتح ابواب العلاقات مع ايران ومع سوريا، لان ما هو آت هو هذه الرياح، لان الغرب الذي يتفاوض مع ايران، والسعودية التي تتفاوض مع ايران والامارات التي تذهب إلى إيران.

هذا يعني ان ايران قوة لا احد ان يتجاهلها او ان يتجاوزها، وبالتالي من مصلحة هؤلاء ان يفتحوا ابواب الحوار في الداخل اللبناني الآن وليس بعد فيينا، لان بعد فيينا طبعاً سيكون وضعهم أسوأ، وحتى بعد الانتخابات، ومن باب الحرص والمصلحة الوطنية ان يكون التفكير بهذه الطريقة طريقة الحوار، وطريقة المصلحة الوطنية والابتعاد عن كل خطاب الاستفزاز لإن الرياح التي تجري اليوم في المنطقة بغير مصلحتهم، ويجب ادراك هذا الامر، لان بعد ذلك تصبح الامور لا يمكن اصلاحها.

** مع إمكانية سقوط الإئتلاف الحكومي في كيان العدو، ومسلسل الضربات في عمق أراضي الـ48 من قبل المقاومة الفلسطينية وشعبها المضحي... وفي ظل المناورة المرتقبة شمال فلسطين مطلع أيّار القادم، وهو شهر الإنتخابات القادم في لبنان، ومع قمم العمالة في النقب والعقبة وشرم الشيخ... ما هو السيناريو الذي قد تحمله الأشهر القادمة في السباق بين فيينا وهذه التطورات ؟

الوضع في الاقليم ليس لمصلحة ما تبقى من 14 اذار، وليس حتى لمصلحة المملكة السعودية، الوضع في الاقليم هو لمصلحة الطرف الآخر لمصلحة ايران ولحلفاء ايران... صحيح ان الغرب والولايات المتحدة تماطل في توقيع الاتفاق النووي، لكن الغرب لا يفاوض الا مع القوي، وايران بهذا المعنى طرف قوي في هذه المفاوضات، وهي التي ترفض القبول ببعض الشروط مثل عدم رفع الحرس الثوري عن لائحة الارهاب.

الوضع في فلسطين ايضا هو لمصلحة المقاومة، والوضع الدولي ايضا تعيش فيه الولايات المتحدة واوروبا الارباك الكبير في كيفية التعامل مع روسيا في هذه المعركة العسكرية التي تخوضها في اوكرانيا، حتى العقوبات على روسيا سيف ذو حدين، حتى الغرب والولايات المتحدة يدفعون ثمن هذه العقوبات مثلما تدفع روسيا، ربما روسيا تدفع ثمنا اقل.

اذن الوضع العام ليس لمصلحة هذا المحور، واذا ذهبنا الى فلسطين سيكون الوضع افضل بكثير بعد العمليات البطولية العظيمة التي نفذها شباب خلال اقل من شهر هناك 15قتيلا صهيونيا، اي حتى في حرب طاحنة " اسرائيل" لا تفقد مثل هذا العدد، اذن حكومة بينيت في خطر، ويبدو ان هناك ازمة حكومية في " اسرائيل" بدأ الحديث عن انتخابات مبكرة، هذا الكيان يعيش ازمات متلاحقة ففي اقل من سنة او سنتين عدة انتخابات حصلت، وهذا يعني ليس هناك استقرار سياسي.

ان معركة سيف القدس ايضا كشفت حجم القلق عند المستوطنين الذين يفكرون بالهروب والرحيل، اذن الوضع الاقليمي افضل يختلف حتى عن الوضع في لبنان، لكن تأثيراته في مصلحة محور المقاومة وحلفائه./انتهى/

رمز الخبر 1923116

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha