وكانت الجهات التي كشفت عن هذه الخطه الخبيثة والدنيئة ليست الاستخبارات الايرانية ولا السورية بل مصادر فرنسية ونشرتها عدة مواقع خبرية محايدة في العالم.
وقالت هذه المصادر ان اجتماعا عقد في فيلا رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري بمدينة نيس الفرنسية في الشهر الحالي حضره اضافه الى مستشار سعد الحريري "وسام الحسن" , كل من عبدالعزيز الدريعان مساعد رئيس المجلس الاعلى للامن القومي السعودي بندر بن سلطان ورئيس المخابرات الاردنية اللواء محمد الذهبي والسفير السعودي في بيروت عبدالعزيز الخوجة.
كما اشرف على الاجتماع مدير المخابرات العسكرية الصهيونية "امان" شاؤول تورجمان وهو ايضا مستشار رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايهود اولمرت.
وبحث المجتمعون مضاعفات اغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لتدمير معنويات الجمهور الشيعي في لبنان وفتح الطريق امام تشتيت الطائفة الشيعية الى قيادات متنازعة.
وكانت مصادر مطلعة كشفت النقاب عن اجتماع تم بين رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت والملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والملك الاردني عبدالله الثاني وسعد الحريري في قصر الملك الاردني في عمان للتخطيط في اغتيال امين عام حزب الله وتشجيع اسرائيل على شن هجوم من جديد ضد لبنان.
وكان السفير السعودي الذي يدير كل المؤامرات التي تحاك ضد الشيعة في لبنان بغية تهميش هذه الطائفة الابية الصامدة في وجه الكيان الصهيوني.
وبعد الكشف عن لعبة "الخوجة" اعلن السفير السعودي ذات التوجهات السلفية الطائفية الوهابية انه تلقى تهديدات بقتله من جهات معينة دون اعطاء اي دليل بشان الجهات التي هددته.
وغادر هذا السفير العاصمة اللبنانية بيروت على عجل خشية على نفسه ساعيا الى اثارة ضجة اعلامية للتغطية على اجتماعه مع عناصر الاستخبارات الصهيونية وفشله في تحديد مكان تواجد قادة حزب الله بهدف اعطاء المعلومات اللازمة عنهم الى الموساد.
ولو ان السفير السعودي عبدالعزيز الخوجه حقيقة قد تلقى تهديدات من جهات معينة كان بالاحرى طرح الموضوع عبر القنوات الدبلوماسية والاستعانة بالامن اللبناني دون افتعال ضجة اعلامية.
وقد تلقىالشعب اللبناني لعبة السفير السعودي الجديدة بسخرية وازدراء لانه يدرك تماما ان السفير الخوجة وبعض قادة الاحزاب السياسية في لبنان الذين باعوا وطنهم بحفنة من الدولارات النفطية خسروا اوراقهم وباتوا يلعبون بورقة محروقة وهي ورقة اثارة الحرب الطائفية في لبنان.
وطالما ثبت من خلال المعلومات الموثقة بان السفير السعودي يلعب لعبة خطرة الهدف منها اثارة النعرات الطائفية فهذا الامر يعد تدخلا سافرا في شؤون لبنان الداخلية وعلى الحكومة اللبنانية ان تعتبره عنصرا غير مرغوب فيه وتطرده من لبنان وتقطع علاقاتها مع السعودية.
لكن مع الاسف فان رئيس الحكومة اللبنانية الحالية بسبب انتمائه العقائدي الى السعودية وحقده على شيعة لبنان بات يتستر على ممارسات السفير السعودي والشلة التي تتلقى الدعم المالي منه وهذا الامر يدل على مدى خطورة الوضع في لبنان.
ولا شك ان استمرار الوضع على هذا المنهج والتسامح الذي تبديه الحكومة ازاء تواطؤ السفير السعودي مع الد اعداء الشعب اللبناني الا وهو الكيان الصهيوني الذي قتل الآلاف من اطفال لبنان , سيدخل هذا البلد في دوامة الصراعات الطائفية ويعيد لبنان الى ما كان عليه في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
اذن من هنا يظهر مدى صحة تكهن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والذي قال ان اهل الحجاز اقرب الى الفتنة وابعدهم عنها اي ان السعودية تثير الفتن في العباد والبلاد وتلقي اللوم على الآخرين.
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
تعليقك