وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: ان الاستنتاجات الاولية والادلة الاساسية الموجودة تشير جيدا الى ان هذا العمل الارهابي (عملية الاغتيال الجبانة قد استهدفت الشهيد "صياد خدائي" احد اعضاء القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية) ياتي استمرارا لعمليات الاغتيال المنظمة ضد المواطنين والعلماء الايرانيين والتي تم التخطيط لها وتنفيذها كاحدى الادوات الرئيسية لتحقيق الاغراض اللامشروعة في السياسة الخارجية لبعض الانظمة.
ان ارتكاب مثل هذه الاعمال يناقض ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القوانين الدولية وحقوق الانسان الاساسية، ولا شك انها تعد تهديدا جادا للسلام والاستقرار الاقليمي والدولي بحيث ان تداعياتها ستكون على عاتق حماة الارهابيين. استشهاد الشهيد حسن صياد خدايي اثبت للعالم مرة اخرى شرعية المسار الواضح للشعب الايراني والثورة الاسلامية. وخلال هذه السنوات وبفضل الدم المقدس للشهداء تزداد قوة الثورة الإسلامية يوم بعد يوم.
وطالب الشعب الايراني جميع أجهزة الامن بالتعامل بحزم والانتقام من مرتكبي هذا العمل الارهابي واللاإنساني، واتهم قائد حرس الثورة في إيران اللواء حسين سلامي "إسرائيل" باغتيال الشهيد صياد خدايي. وفي السياق نفسه، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قبل أيام إنّ "يد الاستكبار العالمي تقف خلف اغتيال الشهيد حسن صياد خدايي"، مضيفاً أنّ الانتقام لمقتله "أمر مؤكد".
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الخبير بشؤون إيران والعالم العربي الدكتور "مسعود أسداللهي"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** هل انتهت التحقيقات التي يجريها حرس الثورة والأجهزة الأمنية لتحديد هوية مُرتكبي جريمة إغتيال الشهيد حسن صياد خدائي ؟
سمة الجهل هي سمة أصلية يتمتع بها الكيان الصهيوني الزائل، فهذه هي طبيعته حتى قبل تشكله. فالمجموعات الصهيونية بدؤوا بإغتيال كل من يضنونه يشكل خطراً على كيانهم وتواجدهم، واستمر هذا النهج حتى بعد تشكل هذا الكيان الزائل بإذن الله، وإلى يومنا هذا.
فالكيان الصهيوني وبعد إغتياله للشهيد خدائي بطرق مختلفة وغير مباشرة إعترفوا بإغتيالهم له، وكانوا يضنون أن بإغتيالهم للشهيد خدائي فإنهم يرسلون رسالة إلى الجمهورية الإسلامية. والسؤال هنا ليس من هو وراء هذا الإغتيال بل من هي الجهة المنفذة لهذا الإغتيال؟، وهناك إحتمالين:
الإحتمال الأول؛ كما أثبتت تجربتنا بالنسبة إلى الإغتيالات الماضية التي قام بها الكيان الصهيوني عبر استهدافه لعلمائنا النوويين، أن الكيان الصهيوني يقوم بتوظيف أعداء ومناهضي الثورة الإسلامية عبر التواصل مهم عندما يقوم بزيارة البلدان المجاوره، فيقوم الكيان الصهيوني الزائل بتدريبهم وتجهيزهم ثم إرسالهم للجمهورية ليقومون بتنفيذ الإغتيالات الإرهابية والأعمال الإجرامية، ويغرونهم بالمال كحافز لهم ليقومون بتنفيذ هذه الإغتيالات.
وبالنسبة للكيان الصهيوني الزائل فهو لا يراعي أي أمر أخلاقي ولا يمتلك أي ضوابط أو حدود إنسانية، فليس لديه أي مشكلة في إقدامه على مثل هذه الأعمال الإرهابية وهذا واضح للجميع، بل إنهم يستخدمون الدين كمبرر لأعمالهم.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لو تم أسر أو قتل من قام بتنفيذ هذا العمل الإجرامي، فلا يعتبر خسارة بالنسبة إلى الكيان الصهيوني الزائل، فهم لا يعتبرون من يتم أسره أو قتله من كيانهم إنما هم عباره عن أدوات يتم تحريكهم كيفما شاؤوا.
الإحتمال الثاني؛ من الممكن أنه تم تعاون وتنسيق بين الكيان الصهيوني الزائل ومنظمة مجاهدي خلق، لتنفيذ هذا الإغتيال عبر هذه المنظمة. فتاريخ هذه المنظمة الإجرامية في الجمهورية الإسلامية خاصة في الثمانينات من القرن الماضي الملئ بالإغتيالات بهذا الشكل الذي تم.
ونحن نذكر إغتيالاتهم التي كانوا يقومون بها وينفذوها إما عن طريق استهداف المواطنين والمسؤولين في الجمهورية الإسلامية وهم في سياراتهم أو في داخل الأسواق الشعبية أو داخل الأحياء الشعبية.
فهذه المنظمة قامت بإغتيال أكثر من 17 ألف من المواطنين والمسؤولين الإيرانيين. فمن الممكن أن من قام بهذا الإغتيال "إغتيال الشهيد خدائي" هم مجموعة من مجاهدي خلق.
** كيف سيكون الرد الإيراني على إغتيال الشهيد "خدائي"؟
الجمهورية الإسلامية أثبتت خلال السنوات الماضية بأنها لا تترك حقها، بل تقوم بالرد بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب. وبحسب الظروف فإن ايران ستقوم بالرد على هذا العمل الإرهابي حسب الظرف المكاني والزماني المناسب.
وبحسب تاريخنا الطويل في مواجهة الكيان الصهيوني، فقد حدثت الكثير من الإغتيالات لعلمائنا النوويين وللشخصيات العسكرية الإيرانية، وبناء على تجربة السنوات الماضية فإن إيران ستقوم بالرد بالمثل ويعتبر عمل قانوني لردع الإجرام الصهيوني، وقال الله تعالى في كتابه العزيز من بعد باسم الله الرحمن الرحيم: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾، صدق الله العظيم.
ولكن هناك طريقة أخرى للرد على مثل هذه العمليات الإرهابية:
الجمهورية الإسلامية دائما عندما تواجه العمليات الإرهابية للكيان الصهيوني، تقوم بالرد عليها عن طريق تعزيز قدرات فصائل المقاومة بكافة أشكالها وأنواعها خاصة في مجال الصواريخ الدقيقة والبالستية والمسيرات.
وأضف إلى ذلك أن الكيان الصهيوني الزائل يعترف بأن قدرات فصائل المقاومة في داخل فلسطين وفي خارجها قد تضاعفت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية. فعلى سبيل المثال بعد حرب تموز إعترف الكيان الصهيوني أن حزب الله حصل على 100 ألف صاروخ والكثير منها من الصواريخ الدقيقة.
أضف إلى ذلك أن الكيان أيضا يعترف بأن حزب الله أقوى بكثير من العديد من جيوش العالم. وهذا أفضل رد بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية؛ لأنه يعتبر "الرد الدائم"، ونحن نرى أنه بعد حرب تموز لم تجرؤ على شن أي عمل عسكري ضد لبنان. فالوضع قبل حرب تموز ليس كما بعده.
وبالنسبة إلى الداخل الفلسطين فالوضع أفضل مما كان عليه في السابق، فالهدف الإستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو محو الكيان الصهيوني، ونحن نرى ما قامت به فصائل المقاومة في معركة سيف القدس، وما هي المعادلات التي فرضتها المقاومة على الكيان الصهيوني. وبذلك فإن فصائل المقاومة وحزب الله استطاعوا فرض معادلة الردع.
** كيف تقرأ محاولة استهداف البعض لقدرة ايران والتخفيف من شأنها ؟
بالنسبة إلى موضوع الحرب النفسية والإعلامية فهم يصوّبون سهامهم تجاه الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة والفصائل الفلسطينية. وإذا قامت المقاومة بالرد على الكيان الصهيوني فإنهم دائما ما يتوجهون إلى الإعلام لعمل ضجيج إعلامي بأن هذه الفصائل لا تراعي المصالح القومية وأنها تسعى لشن الحرب ضد الكيان الصهيوني.
وإذا لم ترد الفصائل على إعتداءات الكيان الصهيوني؛ فيقولون لماذا الفصائل لا ترد. فالكيان الصهيوني يحاول اختراق محور المقاومة عبر جواسيسة من ضعاف النفوس، ولكن في المقابل يوجد إختراق إيراني داخل الكيان الصهيوني؛ فالكيان الصهيوني أعلن في أكثر من مناسبة أن ايران تقوم بتجنيد بعض الوزراء لصالح المخابرات الإيرانية.
ومن الواضح للجميع أن الكيان الصهيوني مازال لم يصل إلى مستوى الجمهورية الإسلامية بأن يقوم بتجنيد اي من وزراء الجمهورية لصالحه. أضف إلى ذلك أن الكيان الصهيوني يقوم بتجنيد من هم ضعاف النفوس وأذلها من الطبقات المتدنية في المجتمع، ولا يُعتبر هذا التجنيد إنجازا للكيان الصهيوني بل يُعتبر تحجيماً له.
أضف إلى أن الجمهورية الإسلامية لا تريد أن تفرض وضع حالة أمنية على المجتمع الإيراني وتراقب كل فرد وكل بلدة وقرية، أضف إلى ذلك أن الجمهورية الإسلامية لا تريد أن تفرض السيطرة الأمنية على الجمهورية بمعناها السلبي على المجتمع. لذلك عندما تنجح إيران بتجنيد كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني من هم على مستوى وزير فهذا يعتبر فوزاً للجمهورية الإسلامية في الحرب الأمنية بينها وبين الكيان الصهيوني الزائل.
ولكن للأسف في الإعلام المعادي هم دائماً يريدون أن يركزوا على نقاط الضعف للجمهورية ويتناسون نقاط القوة، ولكن الحقائق تقول شيئا آخر.
** هل ترى أن هذه الجريمة جزء من الحرب المفتوحة مع الكيان الصهيوني ؟ وهل ترى أنها قد تؤجل المعركة الكبرى الحاسمة أم تقربها ؟
لا شك بأنه توجد حرب مفتوحة بين الجمهورية الإسلامية والكيان الصهيوني الزائل؛ منذ اليوم الأول من انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. فمن ضمن الأهداف الرئيسية للثورة الإسلامية حتى أنها موجودة في الدستور الإيراني. موضوع محو الكيان الصهيوني، والإستكبار العالمي، والدفاع عن المظلومين والحركات التحررية أو كما تعرف الآن بفصائل المقاومة، لذلك فإنه منذ ما يقارب الأربعة عقود شكلت ما يسمى بالحرب المفتوحة مع الكيان الصهيوني الزائل.
ولكن في السنوات الأخيرة وبعد الانتصارات الكبيرة لمحور المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن و... نحن دخلنا في مرحلة جديدة من هذه الحرب المفتوحة والشاملة بكل أوجها التقليدية والمعاصرة.
وبالنسبة إلى قرب المعركة الكبرى في تختلف من أي زاوية ننظر إليها، فبالمنظور العام إن تقوية محور المقاومة يعجل من الحرب الحاسمة ضد الكيان الصهيوني الزائل
** كيف يجب أن ينظر العالم أجمع إلى الكيان الصهيوني ؟ وكيف يمكن مواجهة هذا التهديد ؟
منذ بداية الثورة الإسلامية الإمام الخميني "قدس" وصف الكيان الصهيوني بأنه عبارة عن غدة سرطانية يجب إزالتها، وهذا يعد الهدف الإستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية رسمة الإمام الخميني "قدس"، والإمام الخامنئي "دام ظله الشريف" يستمر في تحقيق هذا الهدف. لأن هذا الكيان هو خطر على الجميع وليس خطرا على الجمهورية الإسلامية فقط، فالخطر الأكبر يقع على عاتق الدول الجارة لفلسطين، ويمتد هذا الخطر على كل من الدول العربية والإسلامية.
فبالأساس سر الدعم لإيجاد هذا الكيان من قبل بريطانيا ثم دعمه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، هو إيجاد بؤرة أمنية عسكرية لإستمرار الحروب في المنطقة ولفرض سيطرتهم على المنطقة بأكملها. وهذا هو هدف قوى الإستكبار العالمية الذين نهبوا ثروات المنطقة ولا زالوا ينهبونها كأنها مُلكهم.
ولا توجد أية طريقة لمواجة هذا الكيان إلا عن طريق تقوية وتعزيز محور المقاومة وفصائل المقاومة وتوسيع دائرة المقاومة حتى تشمل كل الشعوب العربية والإسلامية والحرة. فعندما يقوم كل المسلمين وكل العرب حاصة بدعم القضية الفلسطينية لتحرير القدس، فمن المؤكد أنه لن يبقى هذا الكيان على الخارطة، وسيزول هذا الكيان في القريب العاجل إنشاء الله.
/انتهى/
تعليقك