وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن صحيفة "العربي الجديد" نقلت عن مصادر رفيعة في بغداد، إن اللقاء قد يعقد في الأيام المقبلة في حال حسم بعض التفاصيل حول القضايا التي سيتم بحثها، وهي على الأغلب مشتركة بين البلدين، فيما سيتم تجنب الخوض في قضايا مفصلية، أبرزها الملف اليمني على الأقل في المرحلة الحالية.
يأتي ذلك بعد نحو أسبوع من زيارة أجراها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى كل من جدة وطهران والتقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، حيث ضم الوفد عددًا من أعضاء مكتب الكاظمي ومسؤولين في جهاز المخابرات، الذي ما زال عمليا تحت إشراف الكاظمي.
ولكن مسؤولا آخر في مستشارية الأمن القومي العراقي استبعد تحقق اللقاء خلال عطلة عيد الأضحى، دون "تفاهم على صيغة البيان الختامي الذي سيصدر عنه".
ورجح المسؤول أن يجري الكاظمي أو وزير الخارجية فؤاد حسين زيارة إلى السعودية ضمن التحضيرات المتواصلة لتهيئة اللقاء ببغداد، مشددا على أن زيارة الكاظمي إلى جدة وطهران كانت تنصب بشكل رئيس على الوساطة العراقية بين إيران والسعودية.
ومن جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز إن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن الأجواء بين الإيرانيين والسعوديين مهيأة تماما للجلوس إلى طاولة الحوار في بغداد قريبا.
وأضاف الفايز: "هناك معلومات أيضا عن أن التمثيل السياسي سيكون مختلفا عن الحوارات السابقة، وليس مستبعدا أن يشارك فيه وزراء خارجية"، مبينا أن الملفات التي ستخضع للنقاش والحوار بين الطرفين هي استكمال لما جرى الحديث عنه في جولات سابقة.
ولفت إلى أن الجهود الدبلوماسية العراقية حققت نجاحا على مستوى الوساطات بين الدول، وتحديدا بين السعودية وإيران.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان 2021، في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن خمس جولات، آخرها كانت في شهر إبريل/ نيسان الماضي.
وبدوره، أشار المحلل السياسي إحسان الشمري، إلى أن "الزيارة الأخيرة التي أجراها الكاظمي إلى السعودية كانت إيذانا بالخطوة القادمة التي تتمثل في اللقاء السعودي الإيراني على مستوى رفيع، وقد يشهد حضور وزيري الخارجية للدولتين"، معتبرا أن "هذا اللقاء يشير إلى التقدم الواضح في السياسة العراقية، والتوازن الفاعل الذي مضى عليه العراق، الذي بات يترجم على أرض الواقع".
والشهر الماضي، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ارتياح بلاده للمحادثات السعودية الإيرانية التي تجري في بغداد بين وقت وآخر على مستوى منخفض من التمثيل، مؤكدا استعداد بلاده لمواصلة تسهيل تلك المحادثات.
ونقل بيان لوزارة الخارجية العراقية عن الوزير العراقي "ارتياحه" للمحادثات الجارية بين طهران والرياض، مؤكداً "عزم الحكومة العراقية على مواصلة التسهيلات لإجراء محادثات مباشرة بين وزيري خارجية البلدين في بغداد وعودة العلاقات بينهما إلى حالتها الطبيعية".
وبحسب البيان، فقد وصف وزير الخارجية الإيراني الجولة الأخيرة من المفاوضات مع السعودية التي جرت في بغداد بـ"الإيجابية"، ورحب عبد اللهيان بتنفيذ نتائج المفاوضات بين الجانبين، مشيداً بالدور الذي تلعبه وزارة الخارجية العراقية في هذا الإطار.
/انتهى/
تعليقك