وکالة مهر للأنباء، بينما يظهر الامريكييون انهم لا يرغبون إلى الاتفاق والمفاوضات مع ايران في الوقت الحالي، لكنهم في الواقع، بعد ان فشلوا من تحقيق اهدافهم من خلال دعم اعمال الشغب في ايران، يبدوا انهم يريدون ان ينتهجوا نهجا اخرا؛ حيث انه كشف المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، في تصريحاته الاخيرة، عن محاولات واشنطن لمتابعة اوضاع السجناء الامريكيين في ايران و الافراج عنهم رغم انه كرر مزاعم اميركا المزيفة حول المفاوضات النووية و سعى لإلقاء الكرة في ملعب طهران.
وطبعا موضوع تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة ليس امرا جديدا ويتم متابعته كقضية منفصلة عن مفاوضات رفع العقوبات، حيث أن الفريق المفاوض لمتابعة هذا الأمر يختلف عن الفريق المفاوض لـ رفع العقوبات؛ ولكن الأمريكييون دائمًا يحاولون لربط قضية الإفراج عن مجرميهم وانتهاء ملف المفاوضات المتعلقة برفع العقوبات، وفي وقت سابق أكد روبرت مالي أن الاتفاق النووي مع إيران غير مرجح دون الإفراج عن السجناء الأمريكيين.
ولطالما كانت وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الايرانية بشأن مسألة تبادل السجناء، نظرة إنسانية وقد اتخذت خطوة مسبقة في هذه القضية، حيث أطلقت سراح محمد باقر نمازي، المسجون منذ عام 2015 والذي حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "التعاون مع الدول المعادية لإيران".
وفي ذلك الوقت، صرحت وكالة نور نيوز الايرانية حول اطلاق سراح نمازي: "في الأسابيع الأخيرة، جرت مفاوضات مكثفة بوساطة إحدى دول المنطقة بشأن الإفراج المتزامن عن سجناء إيرانيين وأمريكيين"، مضيفا وفي هذا الاطار، ستفرج قريبا عن مليارات الدولارات من موارد النقد الأجنبي المحجوبة لبلدنا.
وبينما افرجت ايران عن باقري نمازي لدوافع انسانية، لكن وزير الخارجية الامريكية، انتوني بلينكن، بدل ان يشكر طهران بسبب الافراج عن هذا المجرم الامريكي، طلب افراج جميع السجناء المجرمين الامريكيين.
والآن، نظرا للاتفاق الاخير بين مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل ووزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان على متابعة مفاوضات رفع العقوبات في اطار محادثات فيينا، وكذلك اللقاءات والاتصالات الأخيرة بين وزير خارجية بلادنا ونظيره العماني الذي عقد على هامش قمة بغداد 2 في العاصمة الاردنية عمان، من المفروض، ان نقترب من موعد تنفيذ عملية جديدة لتبادل السجناء الإيرانيين والأمريكيين.
ولذلك، بالنظر إلى إعلان إيران عن استعدادها وارادتها لإستكمال هذا الاتفاق، فقد حان الآن دور أمريكا لاتخاذ قرارها السياسي بدلاً من ان تنتهج السلوك المنافق وغيرالواضح، إذا كانت تهتم فعلاً بمواطنيها.
وبالتالي، على الأمريكيين أن يتوقفوا عن ربط اتفاق تبادل السجناء وكذلك الاتفاق النووي بالضغوط القصوى ضد الشعب الايراني، وأن يدركوا بان طاولة المفاوضات هى افضل الطريق.
/انتهى/
تعليقك