وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، إنّ عودة العلاقات بين السعودية وإيران خطوة هامة نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة. كذلك، رحّب المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور بن محمد قرقاش بالتقارب بين السعودية وإيران، مؤكداً أنّ "الإمارات مؤمنة بأهمية الحوار بين دول المنطقة".
وأكّد قرقاش أنّ "الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة، لترسيخ مفاهيم حسن الجوار، والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقراراً للجميع". الترحيب الإماراتي جاء بعد بيان سعودي - إيراني مشترك صدر أمس وأُعلن فيه عودة العلاقات الدبلوماسية والحوار بين البلدين، مع تأكيد الطرفين مبدأ احترام السيادة.
ووفق البيان المشترك، فإنّ "استئناف الحوار بين طهران والرياض يأتي استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني"، خلال لقاءات ومفاوضات إيرانية سعودية جرت ما بين 6 و10 آذار/مارس الحالي في بكين. وأعرب البلدان عن تقديرهما لاستضافة الصين ودعمها للمحادثات الأخيرة، وامتنانهما للعراق ولسلطنة عمان لاستضافة المحادثات بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022.
** عودة العلاقات يخلق مناخاً جديداً
وسبق الترحيب الإماراتي ترحيب سوري، إذ أعلنت الخارجية السورية اليوم الترحيب بالتقارب السعودي الإيراني، وتمنت استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين الدول العربية. ورحّب مجلس التعاون الخليجي أمس باستئناف العلاقات الإيرانية - السعودية، فيما رأى الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحّاف أنّ الاتفاق يحمل ثماراً إيجابية.
وقبل هذا التصريح، رحبت وزارة الخارجية العراقية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين. وأشارت الخارجية إلى أنّ "المساعي التي بذلتها الحكومة العراقيَّة في هذا الإطار يحقق تطلُّعات جميع الأطراف ويؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".
كذلك، رحبت سلطنة عُمان باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية في "تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة" وتوطيد التعاون الإيجابي البناء "الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم". وفي اليمن، قال رئيس وفد صنعاء التفاوضي محمد عبد السلام إنّ "المنطقة بحاجة الى عودة العلاقات الطبيعية بين دولها".
وقال عضو وفد صنعاء المفاوض عبد الملك العجري إنّ الاتفاق "يمثل فاتحة خير نحو تبريد الصراعات الإقليمية".
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه، فيما أعربت الأردن عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
قطر رحّبت بالإعلان أيضاً، وأجرى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان. كذلك، ذكرت وكالة الأنباء البحرينية، نقلاً عن وزارة الخارجية، قولها في بيان إنّ البحرين ترحب بالتقارب الذي توصلت إليه السعودية وإيران برعاية صينية لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
الجزائر أعلنت أيضاً ترحيبها بعودة العلاقات بين السعودية وإيران، وعبّرت عن الارتياح للأجواء الايجابية التي ميّزت المباحثات.
** خبر سيئ لأعداء طهران
من جهتها، رأت الرئاسة الإيرانية أنّ التقارب الإيراني السعودي خبر سيئ لأعداء طهران. وقال مساعد الشؤون السياسية لمكتب الرئيس الإيراني محمد جمشيدي إنّ الصين طلبت الوساطة بين الرياض وطهران، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وافق على الطلب.
وأوضح جمشيدي أنّ "الاتفاق خبر سيئ للغاية لأعداء إيران، وهي قوة مطلقة في المنطقة، وأهل للحوار وللتفاوض". وبعد الإعلان، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إنّ الزيارة الأخيرة لرئيسي للصين وفّرت الأساس لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة بين وفدي إيران والمملكة العربية السعودية.
وأضاف أنّ المحادثات بين البلدين كانت صريحة وشفافة وشاملة وبنّاءة، مشيراً إلى أنّ إزالة سوء الفهم، والتطلع إلى المستقبل في العلاقات بين طهران والرياض، سيؤديان إلى تنمية الاستقرار والأمن الإقليميين، وزيادة التعاون بين دول الخليج والعالم الإسلامي بشأن إدارة التحديات القائم".
وتعليقاً على الاتفاق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنّ سياسة حسن الجوار التي تنتهجها حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي تسير في الاتجاه الصحيح.
** التقارب ضرر إقليمي كبير لـ"إسرائيل"
في مقابل الترحيب العربي الكبير، عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية عن القلق الإسرائيلي من التقارب الإيراني السعودي، ورأت أنّ "الاتفاق ضربة للصراع الإسرائيلي ضد النووي الإيراني"، وهي ضربة "لا يمكن الحد منها".
السعودية تشعر بوجود ضعف أميركي وضعف إسرائيلي. لذلك، توجهت الى آفاق أخرى
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تبادل الاتهامات بين المسؤولين الإسرائيليين على خلفية الاتفاق. ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية عن مصدر سياسي كبير قوله إنّ "يائير لابيد، زعيم المعارضة، مسؤول عن التقارب بين السعودية وايران"، مشيراً إلى أنّ "السعودية تشعر بوجود ضعف أميركي وضعف إسرائيلي. لذلك، توجهت الى آفاق أخرى".
وهاجم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت نتنياهو بشأن الاتفاق السعودي الإيراني. وقال إنّ "تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير بالنسبة إلى إسرائيل، وانتصار سياسي لإيران، وفشل مدوٍّ وإهمال وضعف من حكومة نتنياهو".
وأضاف بينيت أنّ "دول العالم والمنطقة تراقب إسرائيل في صراع مع حكومة غارقة في تدمير ذاتي ممنهج. وفي هذا الوقت، تختار تلك الدول طرفاً فاعلاً للعمل معه". وقال يائير لبيد، شريك بينيت في رئاسة الحكومة السابقة، إنّ "الاتفاق هو فشل كامل وخطير بالنسبة إلى السياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، وهذا انهيار لجدار الدفاع الإقليمي الذي بدأنا بناءه ضد إيران"./انتهی/
المصدر: المیادین
تعليقك