٠٦‏/٠٩‏/٢٠٢٣، ٢:٤٦ م

موکب «نداء الاقصی»؛ نداء الحرّیة من علی بعد 833 کیلومتراً من القدس

موکب «نداء الاقصی»؛ نداء الحرّیة من علی بعد 833 کیلومتراً من القدس

موکب نداء القدس من علی بُعد 833 کیلومتراً من بیت المقدس بالتعاون بین مجموعة من العلماء والناشطین الفلسطینیین وبمرافقة ناشطین عالمیین ایرانیین وعراقیین الذین استطاعوا وبشکل جیّد من ربط الأربعین بفلسطین.

وکالة مهر الخبریة، المجموعة الدولیة: خلال السنوات الماضیة، تمّ طي مسار التقارب وتطبیع العلاقات بین بعض الدول العربیة وتل أبیب بسرعة أکثر وبصورة علنیة. تمثلت نقطة التحوّل في هذا المسار في الإعتراف الرسمي باسرائیل من قبل دولة الامارات والبحرین والمغرب.

حتّی أنّ الکثیر من الدول الاقلیمیة التي اتّخذت مواقف صلبة مناهضة للصهاینة في موضوع نقل السفارة الأمریکیة إلی بیت المقدس، اعترفت بوجود اسرائیل، فالمسألة الوحیدة لدی هذه الدول تتمثل في حدود سنة 1967 وعدم تشکیل دولة فلسطینیة.

وحالیاً، وفي الیوم الذي یعترف فیه رؤساء الدول العربیة باسرائیل وتطبیع علاقات دولهم مع هذا الورم السرطاني، من الضروري لفلسطین أن تضفي علی طبیعة شعبها المزید من العنفوان والحضور وتثبت أنّ مسار بعض الدول العربیة في مقابل الکیان الصهیوني والإعتراف الرسمي بأجزاء من التراب الفلسطیني بصفتها الکیان الزائف لاسرائیل، لیس موقف ورغبة الشعب المسلم وشعوب منطقة غرب آسیا. من الحوادث المتفرقة والمتعدّدة من تعامل المجتمع العربي الاسلامي مع السائحین الصهاینة في بطولة کأس العالم لکرة القدم في دولة قطر وإلی ردود الأفعال والمظاهرات التي قامت بعد الاعلان عن لقاء جمع وزیرة خارجیة لیبیا مع نظیرها الاسرائیلي، کلّ هذا ان دلّ علی شئ فانّما یدل علی حقیقة مفادها أنّ المجتمع في المنطقة الاسلامیة والعربیة یطوي مساراً مختلفاً تماماً عن مسار بعض المتنازلین والمساومین .

الأربعین؛ أرضیة لأجل «فلسطین»

لقد تمّت متابعة وملاحقة المسیرة الأربعینیة الضخمة خلال السنوات الماضیة بحماسة وإثارة خاصّتین، وقد أوجد حجمها ووسعتها هذه الفرصة للتطرق إلیها من خلال أرضیات اجتماعیة وثقافیة.

موکب «نداء الاقصی»؛ نداء الحرّیة من علی بعد 833 کیلومتراً من القدس


أحد المواضیع التي یجب التطرق إلیه یتمثل في « فلسطین» نفسها. فالطبیعة الدینیة والانسانیة وحقوق الانسان في موضوع فلسطین توجد هذه الفرصة کي تتمتّع قضیة فلسطین بحضور في مسیرة الأربعین من حیث العرض والقبول والتوجیه .

الخطوة والفرصة الثانیة في مسیرة الأربعین تتمثل في إعادة الأنظار إلی فلسطین من خلال بیان أهمّیتها. « أيّ واحد یفهم ویستوعب جیّداً موضوع فلسطین، یعترف بأنّ موضوع فلسطین هو الموضوع الأوّل للعالم الاسلامي. فلسطین هي مفتاح الانتصار علی أعداء الاسلام؛ وأهم موضوع للعالم الاسلامي الیوم هو موضوع فلسطین؛ لماذا؟ لأنّ فلسطین بلد اسلامي أتوا واغتصبوه وأخذوه من شعبه عنوة. الموضوع لیس الاستیلاء علی قریة أو مدینة؛ فالعدو استولی علی بلد بأکمله وحوّله إلی قاعدة لزعزعة الأمن والاستقرار في الدول الاقلیمیة؛ یجب محاربة الورم السرطاني...» ؟ الخطاب أعلاه قسم من کلمة لقائد الثورة الاسلامیة ،حفظه الله ورعاه، في مؤتمر محبّي أهل البیت وموضوع التکفیریین في سنة 2017.

موکب «نداء الاقصی»؛ نداء الحرّیة من علی بعد 833 کیلومتراً من القدس


ایجاد هذا الفهم والإدراك في أوساط المجتمعات الشیعیة یصبح بالامکان تحیید وحل الکثیر من التحدّیات والاستهداف الخاطئ في تحدید ومعرفة العدو الأصلي والنهائي.
علاوة علی ذلك، یمکن للإهتمام بفلسطین في أواسط زائري مسیرة الأربعین إلی حدّ کبیر من إصلاح بعض الشبهات ووجهات النظر غیر الصائبة فیما یخصّ الایرانیین وأهدافهم في المنطقة وإعادة النظر فیها. یجب أن تصاحب هذا الموضوع عناصر دقیقة جداً بهدف الجمع بین الشیعة وغیر المسلمین کي یصل إلی هدفه الرئیس.

«نداء الاقصی»، تنفیذ الواجبات

من المحتمل أنّ الجمیع قد سمعوا باسم موکب نداء الأقصی ولو لمرّة واحدة، أو إذا کنتم قد شارکتم في المسیر، أو المشایة، قد استغربتم من رؤیة القبّة الذهبیة الکبیرة لمسجد الأقصی في العمود رقم 833 وأُخذتم علی حین غرّة.

موکب نداء القدس من علی بُعد 833 کیلومتراً من بیت المقدس بالتعاون بین مجموعة من العلماء والناشطین الفلسطینیین وبمرافقة ناشطین عالمیین ایرانیین وعراقیین الذین استطاعوا وبشکل جیّد من ربط الأربعین بفلسطین.

موکب «نداء الاقصی»؛ نداء الحرّیة من علی بعد 833 کیلومتراً من القدس



أُقیمت مراسیم إفتتاحیة هذا الموکب في 12 صفر (29 آب/ أغسطس) من خلال إقامة مؤتمر حمل عنوان "نداء الأقصی" في کربلاء بمشارکة العشرات من العلماء الفلسطینیین والعراقیین والایرانیین إلی جانب علماء من 61 دولة من السنّة والشیعة. وفي هذا المؤتمر الآنف الذکر، تمّ التأکید علی الوحدة ومعارضة تطبیع العلاقات مع الکیان الصهیوني، وفي النهایة وبحضور العلماء السنّة من فلسطین في حرم أبي عبدالله الحسین (علیه السلام) واقامة صلاة الجماعة، أنهی المؤتمر أعماله.

نداء الأقصی، موکب یُمکن فیه رؤیة لون واشتمام رائحة الوحدة الاسلامیة والأمل بالانتصار علی العدو. خدمة علماء الدین المشهورین من فلسطین للزائرین الحسینیین وإعطاء نبذة عن الشهداء الفلسطینیین الذین کانوا یعتبرون سیّد الشهداء (ع) قدوتهم الجهادیة، إلی جانب الأداء الحي للأناشید الفلسطینیة بلغات متعدّدة وسرد روایة احتلال الصهاینة لأرض فلسطین بماکیت ثلاثي الأبعاد والأهم من کلّ ماسبق ذکره الحوارات والنقاشات مع الفلسطینیین عن قرب، فرصة ذهبیة للشباب العراقي والایراني للتواصل مع فلسطین عن کثب.


التصمیم الجمیل لموکب نداء الأقصی یُشعر کلّ زائر بالرغبة في الذهاب إلی المسجد الأقصی واداء الصلاة فیه. أحد التدابیر المثیرة للاهتمام لهذا الموکب في السنة الثانیة من حضوره وتواجده في مسیرة الأربعین، محاکاة العودة إلی فلسطین یوم الأحد وذلك من خلال المسیر من الموکب 815 وإلی العمود رقم 833 حیث موقع الموکب. المسیر الذي أُقیم بشعار "واعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة". هذا الشعار مُقتبس من کلمة لقائد الثورة، حفظه الله ورعاه، فیما یخصّ موقع ومکانة الأربعین في وحدة العالم الاسلامي، حیث تفضّل بالقول:
« أحد أمثلة القوّة الذي یشاهده العالم الاسلامي ویلمسه الیوم یتمثل في مسیرة الأربعین؛ واعدوا لهم ما استطعتم من قوّة. مسیرة الأربعین هي قوّة الاسلام. القوّة هي حقیقة، قوّة جبهة المقاومة الاسلامیة بحیث تنطلق هذه الجموع الملیونیة العظیمة باتّجاه کربلاء، إلی الحسین (ع)، صوب قمّة فخر التضحیة والشهادة، وعلی کلّ أحرار العالم التعلم منه » .

موکب «نداء الاقصی»؛ نداء الحرّیة من علی بعد 833 کیلومتراً من القدس



هذا، وقد کان لاجراءات وخطوات موکب نداء الأقصی أصداء کثیرة وواسعة في وسائل الاعلام العربیة والایرانیة. علی سبیل المثال، یمکن الإشارة إلی الأصداء وردود الأفعال لوضع صور الشهداء المعروفین في فلسطین کالشهیدین باسل الأعرج وابراهیم النابلسي علی الأعمدة في طریق مسیرة الأربعین. هذا الإجراء الحسن والذي أدّی حتّی إلی أن تقوم والدة الشهید ابراهیم النابلسي من قلب الضفة الغربیة بإرسال مقطع فیدیو لموکب نداء الأقصی تتقدّم فیه بالشکر الجزیل والخاص للعراقیین والمسلمین الآخرین من حماة فلسطین في مسیرة الأربعین.

النتیجة
یُعتبر الأربعین فرصة لا مثیل لها للوحدة وإعداد وتهیئة الأذهان والعقول صوب طبیعة الاسلام السیاسي؛ العمل الذي تمّ تنفیذه علی أکمل وجه في أربعین هذا العام من قبل موکب نداء الأقصی، لهذا یجب تقدیم شکر خاص لجمیع المنظمین وزملائهم وعلی الأخص العلماء والشخصیات الفلسطینیة التي تواجدت في الموکب الآنف الذکر.

موکب «نداء الاقصی»؛ نداء الحرّیة من علی بعد 833 کیلومتراً من القدس



علاوة علی ذلك، یجب ألا ننسی من أنّ الطبیعة الشعبیة للمسیرة الأربعینیة تسبّب في خروج موضوع فلسطین من حالة إطلاق الشعارات والحالة الیومیة والتحرّك باتّجاه التبلور الاجتماعي وتحریك وتفعیل الهویّة الذاتیة بین المسلمین. یجب تحقیق هذه الأهداف من خلال الیقظة والصبر والمزاج والکثیر من البراعة والدقة. وحدة العالم الاسلامي، وجذب انتباه المسلمین السنّة للمسیرة الأربعینیة و... من أقل الفوائد للتطرّق إلی موضوع فلسطین في مسیرة الأربعین، ویجب إلقاء نظرة أوسع وأشمل علی سعة وطاقات الأربعین.
*محسن فائضي؛ خبیر في شؤون فلسطین

رمز الخبر 1936607

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha