٠١‏/١٠‏/٢٠٢٣، ٧:٣٠ م

في حوارٍ لوكالة مِهر؛

الإعلامية عليق: الشعب اللبناني يدفع ثمن أخطاء أطراف تسير في الركب الأمريكي

الإعلامية عليق: الشعب اللبناني يدفع ثمن أخطاء أطراف تسير في الركب الأمريكي

أوضحت الإعلامية اللبنانية، بثينة عليق، أن الأزمة الحالية في لبنان، بين تيار يتبنّى خيار المقاومة، وآخر يسير في الركب الأمريكي، مؤكداً أن الشعب اللبناني دائماً ما يدفع ثمن أخطاء الأطراف التي تعوّل على دول خارجية.

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: لازال لبنان يرزح تحت نير أزمة سياسية ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة، وأثرت على وضعية المواطن اللبناني.

وفي هذا الصدد، تقول الإعلامية، بثينة عليق، ان الازمة الحالية في لبنان معقدة ومركبة وتتداخل فيها العوامل الداخلية بالعوامل الخارجية. من ناحية هناك الاختلافات الداخلية المتمثلة بتيارين الاول يتبنى خيار المقاومة والثاني يسير في الركب الاميركي وهذا الانقسام يستند الى الانقسام الاقليمي والدولي.

مشيرة خلال حديثها إلى أن عدم قبول الطرف اللبناني التابع للولايات المتحدة الاميركية بحل داخلي بمعزل عن الوضع الاقليمي والدولي يعني تلقائيا ان الحل اللبناني مؤجل بانتظار الحلول الاقليمية.

وفي ما يتعلق بمسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، لفتت الإعلامية اللبنانية، إلى أن مشروع التطبيع لديه تياره في لبنان وهو لا يخجل من هذا الامر وهو يجاهر بعدائه لفريق المقاومة وبالتالي لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عن المسار الاقليمي التطبيعي.

ونظراً لأهمية الملف اللبناني، ودور هذا البلد إقليمياً وعالمياً، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الإعلامية اللبنانية، بثينة عليق، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

تتأرجح الازمة الرئاسية في لبنان بين الامل بالانفراج وانسداد الافق، وانتظار موفد اجنبي وفشل الوساطات والمبادرات الداخلية! فما سبب ذلك؟ وهل الامر يتعلق بتعقيدات العلاقات بين الاطراف المحليين ام بصراعات الخارج وانعكاساتها الداخلية؟

لا شك ان الازمة الحالية في لبنان معقدة ومركبة وتتداخل فيها العوامل الداخلية بالعوامل الخارجية. من ناحية هناك الاختلافات الداخلية المتمثلة بتيارين الاول يتبنى خيار المقاومة والثاني يسير في الركب الاميركي وهذا الانقسام يستند الى الانقسام الاقليمي والدولي.
لذلك فان عدم قبول الطرف اللبناني التابع للولايات المتحدة الاميركية بحل داخلي بمعزل عن الوضع الاقليمي والدولي يعني تلقائيا ان الحل اللبناني مؤجل بانتظار الحلول الاقليمية.
طبعا وللاسف فان هذا الامر يتكرر في لبنان وفي مراحل تاريخية مختلفة. دائما هناك اطراف في لبنان تراهن على دول خارجية وتتخذ قراراتها بناء على حسابات خاطئة يدفعون فيما بعد ثمنها ولكن الاخطر ان لبنان باكمله والشعب اللبناني يدفع اثمان باهظة نتيجة هذه المواقف الخاطئة.

بعد فشل اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك شاع تعبير العودة الى الصفر!! هل فعلا عادت الاوضاع الى نقطة البداية؟ ولماذا عجز الفرنسي عن احداث خرق في جدار الازمة برأيكم؟ وهل تتوقعون ان ينجح القطري حيث فشل الاخرون؟

قبل لقاء الخماسية في نيويورك سادت اجواء تنبيء بامكانية ان يحصل خرق ايجابي نتيجة توقعات بتغير في الموقف السعودي ولكن ما حصل في الخماسية يمكن اعتباره تصعيد اميركي وسعودي تمثل بطلب وضع مهلة للمبادرة الفرنسية وهو ما يعني انهاء هذه المبادرة وبالتزامن فان القطريين قاموا بتزخيم حراكهم في لبنان. لذلك فان توجيه ضربة للمبادرة الفرنسية اعتبر بمثابة عودة الى المربع الاول على اعتبار ان هذه المبادرة كانت هي المحاولة الوحيدة للوصول الى حل.
كما هو واضح فان الاميركيين هم الذين وضعوا حد للمبادرة الفرنسية وافشلوها اما المبادرة القطرية فكل المعطيات تشير الى ان مصيرها لن يكون مختلف وانها من اجل تعبئة الوقت لا اكثر لانه لا يبدو ان الظروف الاقليمية نجحت بما يسمح بحدوث خرق في لبنان.

هناك سؤال محير في اوساط المراقبين: لماذا يرفض بعض القوى اليمينية الحوار بينما يصر عليه الثنائي والفريق الوطني؟ ولماذا لم يستغل بعض الاطراف العرض المغري الذي قدمه دولة الرئيس نبيه بري الذي ينتهي بجلسات انتخاب مفتوحة حتى انتخاب الرئيس العتيد؟ ألم تكن هذه فرصة سانحة للخروج من الازمة ؟

ان رفض الحوار من قبل قوى سياسية لبنانية هو امر مريب. كما هو معلوم فان لبنان تاريخيا لا يمكنه ان يعيش دون حوار. حتى في اصعب الظروف وفي عز الحرب الاهلية لم تكن قنوات الحوار تقفل وكان التواصل يستمر.
يذهب البعض الى اعتبار ان الحوار في لبنان الذي يبدو في بعض الاحيان عقيم يبقى افضل من رفض الحوار والتواصل.
كما ان التجربة التاريخية تؤكد ان الازمات التي شهدها لبنان لم تكن تنتهي الا بالجلوس حول طاولة الحوار.
اما رفض بعض القوى الحوار اليوم فيبدو انه يأتي التزاما من هؤلاء بقرارات الولايات المتحدة الاميركية التي لم توارب ممثلتها في الخماسية باربارا ليف في التعبير عن رفض بلادها للحوار. هي قالت بشكل واضح انه ليس المطلوب الحوار ردا على ما قاله المندوب الفرنسي عن دعوة الرئيس بري للحوار. في المقابل يصر الثنائي الوطني وحلفاؤه على الحوار لانهم يدركون ان هذه هي الوسيلة الاسرع لانهاء الازمة ولكن للاسف الحوار يحتاج لارادة كل الاطراف. لذلك يمكن القول ان رفض الحوار هو قرار اميركي التزمت به قوى داخلية.

هل تتخوفون من انهيار الوضع الامني على وقع التحريض الطائفي الذي يمارسه البعض، وضغط الازمات المالية والمعيشية، والعجز عن ايجاد مخرج للازمة السياسية؟ هل يمكن ان يلجأ دعاة الفتنة الى التهديد الامني بعد فشل الحصار الاقتصادي وحرب التجويع لترهيب المقاومة وجمهورها؟

طبعا غياب الحلول السياسية ورفض قوى سياسية للحوار هي عناصر تشكل الوصفة المناسبة للخلل الامني واستمرار هذا الاستعصاء يزيد بطبيعة الحال من المخاطر الامنية. صحيح ان الامن في لبنان سياسي بمعنى ان انهيار الامن هو قرار سياسي داخلي وخارجي. ولحسن الحظ حتى اليوم يبدو ان الولايات المتحدة الاميركية تعتبر ان التلاعب بالامن قد لا يصب في مصلحتها ولكن هذا لا يلغي المخاوف وامكانية ان تخرج الامور عن السيطرة والضبط.

مشروع التطبيع مع كيان الاحتلال يسير على قدم وساق في المنطقة، وها هي السعودية تقف على قارعة الانتظار للدخول في قائمة المطبعين، بعدما كشف ولي عهد المملكة عن نيته بهذا الصدد.. هل تعتقدون ان الازمة اللبنانية على صلة بهذه الاستراتيجية الصهيونية؟ وهل يمكن ان ينجح تكتيك الضغط الاقتصادي في اجبار المحور الوطني على التراجع داخليا؟

كما ذكرت في البداية الازمة اللبنانية تستند عل الازمات الاقليمية والدولية. ومشروع التطبيع لديه تياره في لبنان وهو لا يخجل من هذا الامر وهو يجاهر بعدائه لفريق المقاومة وبالتالي لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عن المسار الاقليمي التطبيعي. السائرون في هذا المسار يحاولون ضم دول اضافية اليهم ولكن لبنان عصي بمقاومته على هذه المحاولة التي فشلت في العام 1982 كما في العام 2006 وما بينهما من اعتداءات اسرائيلية كانت تهدف الى جر لبنان الى المحور الاسرائيلي دون ان ينجحوا في تحقيق مآربهم.
وهذا ما دفع العدو لاعتماد اساليب جديدة اخرها الحرب الاقتصادية ولكن مصير هذه الحرب سيكون نفس مصير سابقاتها لان المقاومة في لبنان اليوم هي اقوى مما كانت عليه في السابق والجهة المعتدية اضعف بما لا يقاس عما كانت عليه في المرحلة السابقة.

/انتهى/

رمز الخبر 1937218

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha