١٢‏/١٠‏/٢٠٢٣، ٧:٤٤ م

"ّأ.روني ألفا" لِمِهر؛

نحن أمام شرق أوسط جديد بدون "إسرائيل"

نحن أمام شرق أوسط جديد بدون "إسرائيل"

أكد الإعلامي والكاتب السياسي "أ. روني ألفا" أن الكيان المؤقت يعتمد سياسة الارض المحروقة والدمار الشامل كمحاولة يائسة لاسترجاع ثقة المستوطنين بهيبته، لكنه في الحقيقة فقد القدرة بشكل نهائي على تأمين سلامة المستوطنين الذين بدأوا يتوافدون الى مطارات العدو في حركة هجرة معاكسة تعود بهم من حيث اتوا.

وكالة مهر للأنباء _ القسم الدولي: نعيش في هذه الأثناء مجريات اليوم السادس على عملية "طوفان الأقصى" المباركة وما خلّفته من قتلى في صفوف الكيان الصهيوني تجاوزوا ال1200 قتيل وأكثر من 2900 جريح وعدد كبير غير معروف من الأسرى.

طوفانٌ أغرق المُحتل، وهشّم جمجمته، وحطّم أسطورته الهلامية المزروعة في عقول الجبناء بأنه "الجيش الذي لايقهر"، فطائراتٌ شراعية بسيطة ومعدات بدائية مع إيمانٌ راسخ بنصر الله كانت عوامل كفيلة لتحطيم هذه الأسطورة الهلامية.

ولكن الاحتلال كعادته وفي كل الحروب السابقة، يرد على عمليات المقاومة البطولية، بقصف وحشي للمدنيين والبنى التحتية، محاولة بذلك جني أي نوعٍ من النصر وحفظ ماء الوجه.

ويسعى العدو الصهيوني من وراء استهداف المدنيين، أن يقلّب الرأي العام على المقاومة، ويزرع فكرة في عقول الناس، أن المقاومة هية السبب في قتل المدنيين في غزة، ولكن هذه؛ وكما نقول بالعامّية "رواية محروقة" لأن أهل غزة وفلسطين بشكل عام رضعوا الإيمان بالله وحب الشهادة مع حليب أمهاتهم، وهذه المحاولات اليائسة لن تفضي لأي نتيجة، والصور الحية التي تأتينا من غزّة تثبت أن المواطنين الفلسطينيين هناك إلى جانب مقاومتهم الشريفة كتفاً إلى كتف.

لكل هذا وأكثر، وللخوض في تفاصيل الأحداث في فلسطين المحتلة ومآلاتها على خريطة المنطقة والعالم، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة "وردة سعد"، حواراً مع الإعلامي والكاتب السياسي الأستاذ "روني ألفا"، وجاء الحوار على الشكل التالي:

تمارس دولة الاحتلال استراتيجية وحشية غير مسبوقة في تاريخ الحروب في عدوانها على غزة.. فهل صار القتل والتدمير هدفا بحد ذاته في سياسات هذه الدولة العنصرية؟ ام ان الهدف هو ترميم صورة الردع التي انهارت بفعل طوفان الاقصى وانتصارات المقاومة في الميدان؟

يعتمد الكيان المؤقت سياسة الارض المحروقة والدمار الشامل كمحاولة يائسة لاسترجاع ثقة المستوطنين بهيبته، لكنه في الحقيقة فقد القدرة بشكل نهائي على تأمين سلامة المواطنين الذين بدأوا يتوافدون الى مطارات العدو في حركة هجرة معاكسة تعود بهم من حيث اتوا، بالطبع نحن امام كيان عنصري يمارس التطهير العنصري كسياسة ممنهجة وتبدو كما تشير الاحداث الى ان هذا العدو يعيش للمرة الاولى نكبة حقيقية لانها المرة الاولى التي تكون فيها المعركة بعمقه وبقلبه، خصوصا وان المقاومة أثبتت انها انتقلت من حالة الدفاع الى حالة الهجوم وباتت تمتلك كل العناصر التي تؤهلها لتحرير فلسطين.

هذه الوحشية الصهيونية في الرد على هزائم جيشها امام وحدات المقاومة الاسلامية، وجدت التعاطف والاحتضان بل والتأييد من المجتمع الغربي!! فهل برأيك هذه ازدواجية معايير وخيانه للقيم الديمقراطية التي يتبجح بها الغرب.. ام ان الامر يتعدى ذلك الى الانخراط الفعلي في الجريمة الاسرائيلية؟

انا لا أتعجب من تضامن الغرب مع الكيان المؤقت، لان الغرب هو الذي صنع هذا الكيان علينا ان نتذكر ان "اسرائيل" صناعة بريطانية في القرن الماضي وصناعة أمريكية في الامن الإستراتيجي في عصرنا الحالي، نحن امام طاغوت غربي يجند كل المؤسسات الحقوقية الدولية لحماية هذا الكيان العنصري والهدف من انشائه وابقائه على قيد الحياة هو ضرب كل كيان او وحدة او اتحاد او تعاون عربي _ اسلامي يحول المشرق الى قوة اقتصادية وامنية وسياسية، وبالطبع ما يحدث هو انخراط الغرب في حماية هذا الكيان والدليل على ذلك قدوم اكبر حاملة طائرات في العالم "جيرالد فورد" الى شرق حوض المتوسط لحماية هذا الكيان المتهالك، انما كل أساطيل العالم لا تساوي شجاعة مقاوم واحد استطاع ان يطير بطائرة شراعية فوق اسوار العدو ويدكه حيث كان يعتقد انه في امان.

اميركا تحشد عسكريا في المنطقة وتستقدم اقوى حاملة طائرات تملكها!! بينما تصطف حكًومات الدول الغربية دون استثناء لدعم كيان الاحتلال! فهل يعكس ذلك حجم القلق على مصير هذا الكيان المصطنع؟ ولماذا احدثت ضربة واحدة من قوات القسام كل هذا الهلع والخوف لدى الكيان ورعاته؟

التصدعات التي احدثتها المقاومة في غزة ليست بسيطة، نحن نتكلم عن تغيير جيوسياسي كبير يطال المنطقة كلها، ولذلك يقول المحللون بأن ما قبل 7 تشرين 2023 ليس كما بعده، لان المقاومة ثبتت معادلة جديدة وهي التحرير لأرض حقيقية، لأرض فلسطينية، نحن نتكلم عن غلاف مساحته 90 كم، بالتالي لم يعد بإمكان المستوطنين العودة اليه، وهذا يدل على ان المقاومة وسعت رقعة عملياتها خارج نطاق غزة، وباتت تعمل مباشرة في المناطق المحتلة، وهذا يمهد بانضمام الضفة واراضي ال48 الى هذا التغيير الجيوسياسي الكبير ما ينبئ بدوره الى بداية نهاية الكيان كدولة مصطنعة ومؤسسات أمنية هشة، وهذا بالتحديد ايضا ما صرح به جنرالات كبار ومخضرمين بأن هذا الكيان بات مهددا وجوديا، ومن هذا المنطلق نحن امام تغيير في قواعد اللعبة ان صح التعبير على المستوى الإستراتيجي وبات بالإمكان اليوم الحديث عن شرق أوسط جديد، انما ليس على شاكلة الشرق الاوسط الذي بشرت به كونداليزا رايس، انه شرق أوسط جديد بكل بساطة من دون "اسرائيل".

هل ترى ان معركة طوفان الاقصى كشفت وهن وضعف هذا الكيان العدواني الذي تسلط على المنطقة منذ ثمانية عقود؟ وهل تحققت فعلا مقولة ان هذا الكيان اوهن من بيت العنكبوت؟ ام ان الامر يتعلق بتعاظم قوى المقاومة والتحالف الجدي مع محور المقاومة في المنطقة؟

ما كان هذا الكيان ليوصف على لسان سماحة السيد حسن نصر الله ببيت العنكبوت الا بسبب تعاظم قوى المقاومة، وبالتالي كلما تعاظمت هذه القوى كلما تهالك هذا الكيان، ولذلك نعلق اهمية استراتيجية كبرى على مفهوم جديد دخل في الحياة الجيوسياسية للمنطقة وهو مفهوم محور المقاومة، الذي يبدأ من فلسطين فلبنان وسوريا والعراق واليمن والجمهورية الإسلامية الايرانية، ولربما سيمتد هذا المحور نحو بلدان اخرى وقارات اخرى انعكاسا للشرخ الكبير الذي أصاب الأحادية القطبية في العالم..
نحن اذن امام محور يدعم كل حلقة فيه، وكل حلقة فيه تدعم المحور، هذه الحركة المتماسكة ما بين المحور والأقطار التي يتشكل منها تشكل قوة ضاربة تتمتع بالتنسيق وبالتعاون وتبادل الخبرات، هذا يعني بكل بساطة اننا امام حركات مقاومة متنوعة ومتعددة توحدت في رؤيتها ووضعت استراتيجية في المواجهة لتقليص مدة الصراع وحسمه بأسرع وقت ممكن، وهذا ما يدعونا للقول بأن ثمانية عقود من عمر هذا الكيان كانت كفيلة بالقضاء عليه.

/انتهى/

رمز الخبر 1937559

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha