٢٨‏/٠٦‏/٢٠٢٤، ١٢:٥٦ ص

ممثل حماس في لبنان في حدث لِمهر:

مسألة انتهاء الحرب لصالحنا لن تكون طويلة سواء في غزة او في حال فتح الحرب على لبنان

مسألة انتهاء الحرب لصالحنا لن تكون طويلة  سواء في غزة او في حال فتح الحرب على لبنان

قال ممثل حركة حماس في لبنان، الدكتور احمد عبد الهادي: "معركة طوفان الأقصى نقلتنا نقلة نوعية في إطار مشروع تحرير أرضنا بشكل كامل" مضيفا: " لن تكون طويلة مسألة انتهاء الحرب لصالحنا سواء في غزة او في حال فتح الحرب على لبنان".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: صرحت اليونيسف بأن: (100 طفل "يقتلون" أو يصابون يومياً في قطاع غزة". إن ما يجري في قطاع غزة تخطى الحدود الجغرافية والعقائدية والاخلاقيه والإنسانية، فهذه المعركة ليست محصورة بأهل غزة وحركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية بل هي معركة إنسانية سوف تؤسس إلى نظام إنساني متوحّش نازي إرهابي إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، ولم تتممعاقبة الكيان على جرائمه.

العالم يشاهد بهواتفه الذكية المجازر والإباده والمحرقة التي تحصل في قطاع غزة.

لا لحم ولا كسرة خبز تسد جوع الاطفال بغزة هاشم. ورغم كل هذا تسجل المقاومة إنجازات تاريخية لم يعهدها الكيان من قبل.

حول هذه الانجازات وواقع الكيان المحتل، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفياً مع ممثل حركة حماس في لبنان، الدكتور احمد عبد الهادي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

سماحة السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، وصف الحرب الحالية بين الشعب الفلسطيني وكيان الاحتلال بأنها أعظم مواجهة منذ العام 48، لماذا تأخذ معركة طوفان الاقصى هذه الابعاد الاستراتيجية؟ وهل ترون ان الشعب الفلسطيني يتعامل مع الحرب الراهنة بهذا المستوى من الاهمية؟

بسم الله الرحمن الرحيم، معركة طوفان الأقصى هي معركة تاريخية استثنائية، ونعم هي أعظم مواجهة بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني منذ العام 48 منذ النكبة، لأن هذه المعركة هي معركة تفصل بين مرحلتين المرحلة الأولى مرحلة استهداف الشعب الفلسطيني وقضيته من قبل الاحتلال قتلا واعدامات واقتحامات وحصار وأسر لالآف الأسرى، وأيضا تصفية للقضية الفلسطينية وتنكر للحق الفلسطيني، والحكومة الصهيونية كانت تسير بمشروع الحسم الذي يريد أن ينهي القضية الفلسطينية، الانتقال الى مرحلة جديدة بسبب طوفان الأقصى عنوانها وقف تصفية القضية الفلسطينية، وجعل القضية الفلسطينية هي العنوان الأوحد في العالم والذي بات ينادي بإحقاق الحق الفلسطيني وبات يعتبر هذا الاحتلال طارىء ويجب إزالته عن أرض فلسطين، وهنا لا اتكلم عن الرأي العام العربي او الاسلامي فقط وانما الرأي العام العالمي، ثم مرحلة جديدة في قواعد الصراع مع هذا الإحتلال. معركة طوفان الأقصى نقلتنا نقلة نوعية في إطار مشروع تحرير أرضنا بشكل كامل. لذلك نعم هي معركة جديدة، معركة استراتيجية، معركة هزت أركان الكيان هزت ركنين أساسيين الأول الأمن والثاني الردع، الأمن الذي جلب اليهود الى فلسطين ليعيشوا على أساس حياة هنيئة، الأمن الصهيوني الذي لا يوجد أي جهة ممكن ان تواجهه، والردع ايضا.

طوفان الأقصى قوضت هذين الركنين، لذلك أعتبرت تاريخية ولأول مرة تحصل في تاريخ الشعب الفلسطيني، وبالفعل شعبنا يتعامل على هذا الأساس، والدليل على ذلك المقاومة صمدت وصبرت وثبتت وأبدعت لأنها تريد المحافظة على هذا الإنجاز، الشعب والحاضنة صمدت صمودا اسطوريا ليس له مثيل لأنها تريد المحافظة أيضا على هذا الإنجاز، القيادة السياسية بالمفاوضات صمدت وثبتت لأنها تريد المحافظة على هذا الانجاز.

المقاومة الفلسطينية تبهر العالم بأدائها البطولي المتميز، والشعب الفلسطيني يحقق معجزة في صبره وتحمله. برأيكم، لماذا نجحت المقاومة في ان تكون الخيار الاستراتيجي للفلسطينيين لتحرير الارض والمقدسات واستعادة الحقوق السليبة؟

المقاومة الفلسطينية التي جهزت نفسها جيدا على كافة المستويات لمثل هكذا معركة سواء في اليوم السابع من أكتوبر أو ما بعد ذلك خلال تسعة أشهر، وتميزت في ادائها، وأيضا الشعب صمد صمودا أسطوريا بالفعل يكاد يكون معجزة، لأن الشعب الفلسطيني يعتقد بأن المقاومة أنجزت انجازا يجب ان يحفظه حتى لو كان تكلفة ذلك الدم، والمقاومة تعتقد بأنها يجب ان تتابع ثباتها وصبرها وانجازاتها وافشال العدو في ان يحقق أي انجاز يمكن أن يستثمره في تحقيق أهدافه التي أعلنها وهي القضاء على المقاومة وأيضًا إسترجاع الأسرى وإنهاء سيطرة حماس، الشعب الفلسطيني يحتضن هذه المقاومة لأنه بتجربته على مدار 76 سنة أدرك أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي الناجع الوحيد الذي يمكن ان يحرر الارض والمقدسات وان يعيد الحق الفلسطيني الى نفسه، ولذلك هو حاول بكل السبل سواء ما قيل عن( السلام المزعوم وبالذات سلام اوسلو) الذي جرّ الويلات على شعبنا، وكرس الاحتلال والاستيطان، وهو الذي كرس أيضا تهويد المقدسات، القدس والمسجد الأقصى، عندما أدرك شعبنا الفلسطيني بأن كل هذه المفاوضات وكل عناوين السلام المزعوم جاءت بالويلات على شعبنا، في مقابل بأن المقاومة في كل محطة قاوم فيها شعبنا سواء سابقا أو في السنوات الأخيرة مثل حرب 2009 وحرب 2012 وحرب 2014 وحرب 2021 "سيف القدس" و"ثأر الأحرار" و"وحدة الساحات" وهذه المره انجاز طوفان الأقصى وما فعلته بالعدو التي قوضت اركانه، أدرك شعبنا بأن المقاومة هي الخيار الوحيد الاستراتيجي الناجع الذي ممكن ان يحقق التحرير الكامل وإقامة دولتنا على كافه ترابنا الوطني وعاصمتها القدس.

ماتفسيركم لهذا الفشل "الاسرائيلي" المركب، فشل في استدراك هجوم السابع من اكتوبر وعجز عن العثور على الاسرى وتحريرهم؟ ورغم احتلال اغلب مناطق غزة وتدمير القسم الاعظم من بنيانها لم يستطع جيش الاحتلال ان يحقق اي هدف! ماذا يمكننا ان نستنتج من ذلك ؟

حقيقة هذا يعود لعدة أسباب أسباب لها علاقه بالمقاومة وأسباب لها علاقة بالعدو، الأسباب التي لها علاقة بالمقاومة، المقاومة اكتسبت خبرات كبيرة جدا على المستوى العسكري والاستخباري خلال السنوات الماضية في مواجهتها لهذا الإحتلال، ثانيا أعدت جيدا لعملية طوفان الاقصى ولمواجهة العدوان بعد ذلك ايضا على كافة المستويات العسكرية والاستخبارية واللوجستية، المسأله الثالثة أنها مارست الخداع الاستراتيجي للعدو بحيث نفذت منظومة خداع من خلالها اوصلت رسائل لهذا العدو ولقد تلقفها، فجعلته ينام على حرير، ويظن أن حماس في غزة غير معنية بفتح معركة كبيرة مع الإحتلال وكل ما يهمها وكيف تخفف من الحصار عن الشعب الفلسطيني الذي استمر 17 سنة، بناء عليه حقيقة أضف الى ذلك السرية التي مارستها الحركة بحيث لم يعرف بهذه العملية التي حصلت في السابع من أكتوبر الا الدائرة الضيقة، وحتى الذين نفذوها 1200 مقاتل عرفوا قبل وقت قليل، هذا كله ساهم بأن يفشل الاحتلال في توقع ما حصل في السابع من أكتوبر، اما الفشل في مواجهة العمليات البطولية وفي تحقيق أي إنجاز خلال تسعه أشهر فهذا يعود الى ما اعدته المقاومة كما أشرت، وأيضا الى الشجاعة وجرأة المقاتلين الذين تم اعدادهم، وايضا الى الإدارة الذكية والاحترافية لقيادة المقاومة في غزة، والى الاستخبارات المستمرة أثناء الحرب والتي جعلت المقاومة ترى بوضوح تحركات العدو وهو لا يرى شيء وحرمته من الاهداف، اضافة الى قدرتها اي المقاومة على المرونه وعلى التكيف وفق تحركات العدو ووفق تجربتها معه خلال التسعة أشهر، كل ذلك ساهم في افشال العدو من أن يحقق اي شيء، في المقابل العدو الصهيوني تلقٌى ضربات مهمة خلال السنوات الماضية من المقاومة الفلسطينية، بالحروب التي أشرت اليها منذ عام 2009 وأيضا من المقاومة الإسلامية مقاومة حزب الله في لبنان سواء اثناء وجود الاحتلال قبل التحرير أو أثناء التحرير وأيضا عام 2006 حيث تم توجيه ضربة له عندما فشل في تحقيق اهداف الحرب، ثم هذا كله أدى الى جعل هذا الاحتلال ضعيفا وليس كما كان الجيش الذي لا يقهر. المسألة الأخرى أن هذا الاحتلال مهزوم نفسيا، جنوده مهزومون نفسيا، وهناك خلاف داخلي، هذا الخلاف موجود بين القيادة السياسية فيما بينها وبين القيادة العسكرية مع القيادة السياسية، الأزمة الداخلية المتجذرة جعلت العدو الصهيوني مربكا جعلته يعيش حالة مأزق وهذا انعكس على الميدان لأن الجيش يريد استراتيجية واضحة، لذلك فشل في تحقيق اي شيء ،كل هذه الاسباب أدت الى الفشل الصهيوني الذي دفعه ان يعيش في مأزق، ولا يعرف كيف يخرج منه وفي المقابل المقاومة تقدر الموقف ان مسار الحرب الاستراتيجي هو لصالحها.

كيف سينعكس هذ الفشل "الاسرائيلي" على مجمل الاستراتيجية الصهيونية في المنطقة؟ وهل لا يزال من الممكن ان تتواصل خطوات دمج الكيان الصهيوني بدول المنطقة عبر اتفاقيات سلام منفردة وبمعزل عن القضية الفلسطينية كما كان يقضي المشروع الاميركي الصهيوني؟

بالتأكيد اذا عدنا الى السادس من أكتوبر المشروع الأمريكي كان يسعى وهذا من خلفيات لماذا حصل طوفان الأقصى، كان يسعى الى تنفيذ مشروع في المنطقة عبر التطبيع مع الاحتلال ودمجه في المنطقة، على ان يكون هو السيد وعلى حساب الحق الفلسطيني وعلى أساس تصفية القضية الفلسطينية، اليوم معركة طوفان الأقصى والعمليات المستمرة في مواجهة العدوان وإفشاله بتحقيق اهدافه بالتأكد سينعكس على هذا المشروع، اليوم الكيان غير الكيان بالأمس، على أساس أن المشروع الأمريكي في المنطقة الذي كان يسعى لدمج الاحتلال كان الاحتلال يسوق نفسه بأنه يحمي الدول التي ستتطبع معه، او ان مستقبل الدول التي ستتطبع مع الاحتلال سيكون زاهرا، باعتبار الاحتلال واحة سلام وديمقراطية وحقوق إنسان وتفوق تقني، والاقتصاد كبير وزاهر كما يزعم، فمصالحها ستكون معه.

بعد طوفان الأقصى والفشل الذريع في هذه الحرب لم يعد الاحتلال هكذا، بل يحتاج الى من يدافع عنه لذلك هذا المشروع تم تقويضه بشكل كبير، بفعل طوفان الأقصى وفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه.

لا تزال السلطة الفلسطينية تنتظر ان تجود عليها سلطات الاحتلال والراعي الاميركي بتعويمها واعطائها دورا للمرحلة المقبلة، هل لا يزال ذلك ممكنا بالطريقة ذاتها التي مورست منذ ثلاثين عاما من الفشل؟ وهل ستبقى مصالح بعض القيادات الضيقة عقبة في توحيد الشعب الفلسطيني؟

طوفان الأقصى حصل بسببه نتائج استراتيجية كبيرة ومن ضمنها نتائج لها علاقة بالواقع الفلسطيني الداخلي يعني نحن نريد ترتيب البيت الفلسطيني بعد الحرب، ولكن على أساس نتائج طوفان الأقصى، والذي كان يصلح قبل طوفان الاقصى لم يعد يصلح بعد طوفان الاقصى، وللاسف ما زال هناك تعويل من قيادة السلطة على الاحتلال او على الامريكي انهم يمكن ان يعطوهم شيئا سواء امتيازات أو دولة، وكل ذلك وهم لأن الذي لم يعطي بعد اتفاق أوسلو ب 93 الى اليوم شيئا لا يمكن ان يعطي في المستقبل، لذلك نحن ندعوا قيادة السلطة الى الانحياز الى الشعب الفلسطيني ومقاومته الذين ما زالوا صامدين وثابتين، وان يشاركوا في مواجهة الاحتلال من أجل أن نكون شركاء في هذه النتائج، وهذا الانتصار العظيم لنبني شراكة وطنية حقيقية في مواجهة الاحتلال الصهيوني على وقع نتائج طوفان الأقصى.

تسعة اشهر من حرب الابادة انتهت بزعزعة اركان الكيان وبروز الانقسامات وعدم الثقة بين قواه السياسية والعسكرية.. فإلى متى سيستمر نتنياهو بالمكابرة وسياسة الهروب الى الامام؟ وما هي افاق المرحلة المقبلة برأيكم ؟

الكيان الصهيوني يعيش ازمة داخلية حادة وانقسام عامودي وافقي، وهذا مظهر من مظاهر الانهيار لهذا الاحتلال الانهيار القريب ان شاء الله، لذلك نرى ان نتنياهو ايضا الذي ينطلق بمنطلقات شخصية للحرب ليس لها علاقة بمصلحة الكيان معني بإطالة أمد الحرب والهروب الى الامام، بل يسعى الى توسعتها عبر التهديد بفتح معركة كبيرة شاملة مع لبنان، لذلك هو لا يريد ان يوقف الحرب في غزة لانه يعتقد انه في حال تم إبرام اتفاق ووقفت الحرب فهذا سيؤدي الى انهاء حياته السياسية بالسجن، وتحميله مسؤولية الفشل في معركة السابع من اكتوبر، لذلك اعتقد انه صحيح هناك هروب الى الامام ويريد اطالة امد الحرب، ولكن بالتأكيد سواء من غزة او اذا فتح حرب على لبنان سيدفع ثمنا باهظا هو وكيانه، لذلك لن تكون طويلة مسألة انتهاء الحرب لصالحنا سواء في غزة او في حال فتح الحرب على لبنان، مرحلة ان يكون العدو متفوقا او ان يحقق اهدافا عبر اطالة امد الحرب في غزة او فتح حرب في لبنات واسعة هذا زمن مضى لانه لم يعد كما هو، وتقوضت اركانه التي كان يبني عليها في تفوقه سابقا في مقابل مقاومة ومحور مقاومة قوي وقادر ومقتدر، بالتالي نحن في مرحلة جديدة وزمن جديد لذلك لن تطول مغامرات وخداع نتنياهو طويلا.

/انتهى/

رمز الخبر 1945889

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha