٠٤‏/١٠‏/٢٠٢٤، ٧:٤٤ م

ابنة الشهيد إبراهيم عقيل في حوار مع وكالة مهر:

المعركة البرّية لاتزال في ميدان العدو ولن يتمكّن من الدخول إلى لبنان بسهولة

المعركة البرّية لاتزال في ميدان العدو ولن يتمكّن من الدخول إلى لبنان بسهولة

أكدت كريمة الشهيد الحاج "إبراهيم محمد عقيل" الكاتبة والصحفية السيدة "زينب عقيل"، أن لدى المقاومة الكثير من الخطط التي وضعتها لمواجهة الدخول البري، لافتة إلى أن الأخبار تثلج القلوب والمعركة لاتزال في ميدان العدو وأنه لن يتمكّن من الدخول إلى لبنان بسهولة.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: العدوّ لم يفهم ثقافتنا بعد. فهذه البيئة قد تربّت على أنه في عاشوراء الجميع استشهد من أجل بقاء الاسلام، وتهجّرت بل سبيت نساء أهل البيت من منطقة إلى أخرى في أسوأ الظروف وبقي الاسلام، وفشلت خطة ابن سرجون بإعادة المنطقة إلى ما قبل الاسلام. التاريخ يعيد نفسه.

كبر الحزن وضعفت معها العبارة والكلمة، سيد بحجم الأمة استشهد تاركا وراءهُ أمّة باكملها سائرة على نهجه ومسيرته ومحافظة على هذا الخط ليوم الدين. هذا مما أودعه فينا سماحة الأمين العام سيدنا وسيد الشهداء الأسمى والاقدس السيد نصر الله.

نعم استشهد سماحته ولكن شعلة المقاومة ازدادة لمعاناً، ومعارك جنوب لبنان وعملية "الوعد الصادق 2" وتضحيات أبطال فلسطين واليمن والعراق وكل أحرار العالم خير شاهد على أن راية الجهاد لاتسقط بسقوط أحد قادتها العظام إنما تنموا وتزدهر بدمائه الطاهرة.

عناوين متنوعة ناقشتها مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، مع كريمة القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج إبراهيم محمد عقيل "الحاج عبد القادر" الكاتبة والصحفية السيدة زينب عقيل. وجاء نص الحوار على النحو التالي:

كيف قرأتم الخطاب التاريخي للسيد القائد علي خامنئي حفظه الله ولماذا يعتبر خطابًا تاريخيًا؟

خطاب القائد صُنّف تاريخيًا لأنه جاء لتأكيد الموقف بعد الضربة التاريخية على الكيان نصرة لفلسطين، والتي قال عنها القائد إنها واجب بالدرجة الأولى، وشرعية وقانونية، وخدمة للمنطقة بأجمعها ولكل الإنسانية. كما جاءت لتؤكد أن استشهاد رجل مثل السيد نصر الله من أجل فلسطين هو حدث تاريخي، ذلك أنه في التاريخ الحديث لم يحصل أن توحدت ساحات لدى الأمة كما اليوم، حيث اختلطت الدماء سيلًا لتكسر الحدود المصطنعة بين الدول العربية والإسلامية، من أجل القضية العربية والإسلامية الأولى.

بعد أربعين سنة من المقاومة والعطاء واستشهاد رأس الهرم الأمين العام _حسين عصرنا_ سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وبعد المجازر الدموية التي ارتكبها العدو بحق شعبنا ومقاومتنا وأهلنا ومجزرة الpager واغتيال القادة الى، اين الامور ستذهب أكثر من ذلك وهل سيكون هناك تدخل اميركي مباشر بعد هذا الاجرام، وهل تتوقعون حصول اجتياح بري في جنوب لبنان؟

كانت أغلب التقديرات في الغرب وفي منطقتنا تشير إلى أن الكيان هو من يجرّ الولايات المتحدة إلى حرب، لكن كلما تقدم الوقت وازدادت المجازر، يتضح أنّ هذه السردية هي محض هراء، وأنّ الولايات المتحدة هي من تقود الحرب وتدعمها حتى تتمكن من استعادة هيمنتها في المنطقة، من خلال كسر محور المقاومة، وفي حال لم تتمكن من ذلك، فإنها خاسرة. ولهذا السبب هم مستمرون حتى تحقيق هذا الهدف، خسارتهم إذا أوقفوا الحرب الآن أو حتى قبل الضربة الإيرانية المباركة على أراضينا المحتلة، هي خسارة محققة، وستغير الكثير من موازين القوى في المنطقة، ولذلك هم سيستمرون في المقامرة، هم يعرفون كيف يبدأون الحروب، لكنهم لا يعرفون كيف ينهونها.

نلاحظ ان إعلام العدو بعد اغتيال سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رفع سقف تحدياته ووحشيته واعتبر نفسه منتصرا مع العلم بأننا على يقين بأنه لم يكن ليحقق هذا الأمر لولا الدعم الاميركي الغربي الاطلسي لما استطاع ان يتابع، ما هي ملاحظاتكم حول هذا الموضوع؟

ظنّ العدوّ أنه عندما يضرب ويخترق شبكة اتصال المقاومة، ومن ثمّ يصفي قادتها الأساسيين، ويتوّج ذلك باغتيال أميننا العام السيد حسن نصرالله، ظنّ أنه عندها سيكون قد وجّه ضربة عمودية لبنية المقاومة على المستوى العسكري، وضربة قاصمة لمعنويات وعزيمة بيئة محور المقاومة. لكنّ العدوّ لم يفهم ثقافتنا بعد. فهذه البيئة قد تربّت على أنه في عاشوراء الجميع استشهد من أجل بقاء الاسلام، وتهجرت بل سًبيت نساء أهل البيت من منطقة إلى أخرى في أسوأ الظروف وبقي الاسلام وفشلت خطة ابن سرجون بإعادة المنطقة إلى ما قبل الاسلام. التاريخ يعيد نفسه، ونحن أصحاب حق، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

قرأنا بإعلام العدو، ان نتنياهو يريد ان يطبق ما ورد في توراتهم المزيف وليس التوراة الحقيقي عبر إبادة المسلمين ان كان في غزة أو في لبنان وهذا ما يعيدنا الى التاريخ عندما قال شارون بعام 82 "الان قامت دولة اسرائيل"، اين تضعون هذا التصريح؟ واين هي شعوب وانظمة العالم من هذا التصريح الا يعوا بأن هذه معركة بين محور الشر ومحور الانسانية والاخلاق؟

هذا العالم لا يعي سوى المصالح، منذ بداية الانسانية، فإن من يفسد فيها ويسفك الدماء أكثر من أولئك الذين يقفون على ضفة القضايا العادلة. ولهذا أرسل الله الأنبياء والصديقون، ليقيموا الحجة ويعلموا الناس كلما انتشر الفساد في الأرض. إلى أن وصلنا إلى هذا النظام العالمي الذي يهيمن عليه المنافقون الذين يدعون الحضارة، فيلبسون أقنعة القيم وحقوق الإنسان ويسفكون الدماء بحجة إحلال السلام الذي لا يخدم الا مصالحهم. وإن كان ثمة سلام يمكن أن يخدم مصالح أمم غيرهم، فإنهم على الفور سيعملون على استغلالهم وخداعم، وإذا فطنوا حاولوا قتلهم. أما عن مسألة إبادة المسلمين، فهذا أمر غير ممكن في موازين القوى في هذا الزمن. وإن كنت تقصدين أنهم يريدون القضاء على الاسلام الحقيقي في مقابل الاسلام الليبرالي الذي تحاول دول الخليج الترويج له وتطبيغ الأمة عليه، فإن قضية فلسطين عادت لتكون قضية المسلمين الأولى، وعاد معها نموذج الاسلام الحقيقي في وجدان من فقد البوصلة من المضللين.

منذ فترة وجيزة هدد نتنياهو الشعب الإيراني بخطاب تهديدي تهويلي، فأتاه الجواب الصاعق الصادم للصهاينة والإدارة الأميركية عبر العملية الإيرانية "الوعد الصادق ٢" ردا على جريمة اغتيال الشهيد هنية والشهيد سماحة السيد حسن نصر الله، والشهداء نيلفوروشان، على الرغم من قانونية هذا الرد الإيراني كيف تقرأون ما حصل وهل نحن على شفير حرب اقليمية ؟

الواضح أن الولايات المتحدة تحاول أن تبقي الصراع تحت سقف الجبهات المحاذية لفلسطين المحتلة، بالاضافة إلى جبهات الاسناد من اليمن والعراق ضمن ضربات محدودة. تحاول أمريكا عدم التورط في حرب مباشرة قدر المستطاع بسبب مشاكلها الاقتصادية وبسبب الجبهات الأخرى التي تفتحها بالوكالة على روسيا والصين. كما أنها لم تتردد بنشر قطعها العسكرية، ربما لأهداف الردع، وربما تحسبًا لصراع إقليمي في حال لم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق أهدافه. إلا أنّ الصبر ميزان الذهب الايراني في توجيه الضربات، وتحقيق الردع، لا يزال يبقي المنطقة تحت عتبة الاشتعال الأوسع.

كيف تقيّمي المعارك الميدانية على الجبهة اللبنانية، حيث يحاول العدو أن يقوم بعملية برية؟

الأخبار من الميدان تثلج قلوب النازحين هنا. العدو يحاول الدخول بريًا إلا أن المقاومة تتصدى له وتضرب كل محاولات تجمعاته على الحدود قبل أن يدخل. المعركة لا تزال في منطقتهم وهم لم يتمكنوا الدخول ولن يتمكنوا بسهولة من ذلك. لدى المقاومة الكثير من الخطط التي وضعتها لمواجهة الدخول البري، وخططت لصدّها في جميع السيناريوهات. بل إنها كانت تخطط لدخول الجليل أيضًا. وكل الخطط التي وضعها القادة الشهداء يتم تنفيذها أو تعديلها على الأرض، والأهم، هو أن دماء المقاتلين في الميدان تجري في عروقها الثأر لقادتهم الشهداء.

/انتهى/

رمز الخبر 1949229

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha