٠٧‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ١٠:٣٣ م

عضو المجلس المركزي في حزب الله:

الشعب الإيراني كان مخلصاً لإمامه وحاضراً ليقدم الغالي والنفيس لانتصار الثورة

الشعب الإيراني كان مخلصاً لإمامه وحاضراً ليقدم الغالي والنفيس لانتصار الثورة

صرح عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة الشيخ حسين غبريس، أن "الشعب الإيراني كان كريما بعطاء الدم و كانت الأمة مخلصة لامامها و قائدها، وكان الإمام (قده) حاضراً ان يقدم نفسه في سبيل انصار هذه الثورة دون ان يخضع للمخاطر التي كانت محيطة به".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: عاد الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، إلى أرض الوطن بعد 14 عامًا من النفي والإبعاد بين تركيا والكويت والعراق، فباريس محطته الأخيرة.

شهدت إيران الإسلام أعظم استقبال في التاريخ. كان التواجد المليوني الذي شكّل طوابير المستقبلين الممتدة من مطار طهران إلى جنّة الزهراء يعبر عن مدى حبّ الجماهير وتعلّقهم المنقطع النظير بقائدهم.

بعد أداء فريضة الصلاة على متن الطائرة، نام الإمام الخميني (قده) بسكينة على بطانيتين، في حين أنّ جميع محبّيه وأنصاره وأقربائه كانوا في قلق من هذه الرحلة، فخطرُ تحطّم الطائرة أو اختطافها في السماء كان من الأمور التي أقلقت الجميع حتى اللحظات الأخيرة لهبوطها في مطار طهران.

إلا أن أمر الله كان نافذاً، وكتب لهذه الثورة المباركة ان تُغرس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويمتد ظلها ليشمل أحرار العالم.

حول عشرية الفجر، وانتصار الثورة الإسلامية، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفياً مع، عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة الشيخ حسين غبريس، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

بين عودة الإمام آية الله الخميني (قده) المظفّرة إلى العاصمة الإيرانية في الأول من فبراير/شباط 1979 وسقوط آخر حكومات الشاه، عشرة أيام مفصلية في التاريخ الإيراني وتاريخ المنطقة كلها، وقد سميت "عشرة الفجر".كيف يمكن ان نتلمس اثار هذه الفترة الزمنية على ايران؟ وما اهم الاحداث التي شهدتها تلك المرحلة؟

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، أولا أتقدم من قادة الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني المسلم بأسمى آيات التهاني والتبريك لمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الثورة المظفره بعون الله تعالى، فيما خص السؤال الأول لا شك ان عوده الإمام في العام 79 ميلادي في الأول من شهر فبراير شباط والذي شكل مفارقة في تاريخ إيران والمنطقة وكل المنطقة وفي العالم، يمكننا باختصار القول إن ما احدثته هذه الثورة المباركة، ان الإمام قام بحركة نشطه وهو خارج إيران خارج حدود إيران جغرافيا، لكن حضوره بين الناس المعنوي والفكري والثقافي والتعبوي والجهادي استطاع ان يسقط أهم عرش من خدام الاعداء في المنطقة عرش الشاه المقبور، ونحن نفهم أيضا إيران الإسلام إيران الثورة التي فاجات العالم كل العالم بالانتصار المذهل والسريع، لم يكن يتوقع أحد لا من الأعداء ولا من الاصدقاء ان تستطيع هذه الثورة وبفترة قياسية ان تصنع المعجزات وتسقط هذه الامبراطورية المتراميه الأطراف والتي لها جذور في التاريخ، لا ننسى ان الشاهنشاهي بقيت فتره طويلة من الزمن تحكم إيران وتفرض سيطرتها على العالم المحيط، وكذلك كان لها امتدادات على مستوى العالم كل العالم بكل وضوح وبكل موضوعيه، استطيع القول ان إيران في إيام الشاه وما قبل يعني حركة الثورة ونضوج هذه الثورة ، كانت تعيش على المستوى الشعبي الام واحزان واتراح لم يكن فيها الشعب قد حصل على حقوقه وعلى الأمور التي يمكن وصفها انها من الناس وللناس وبالتالي: كان الناس في واد والنظام في واد اخر ، هذا النظام الذي خدم الغرب وخدم المستكبر وخدم الكافر وقرب منه كل الأشرار والفجار هذا الحاكم الظالم لم يكن يعطي الناس أدنى حقوقهم المطلوبة وبالتالي: كنا نرى ان الاثر المباشر الذي انعكس على الثوره المباركه هو انها فاجات الجميع ولهذا انتصرت وكانت جذورها قويه لها علاقه بالإسلام علاقة بالقرآن علاقة بالله تبارك وتعالى وخصوصا بأهل البيت (عليهم السلام) لهذا انتصرت وسقط النظام الذي ارتكب ما ارتكب من إجرام بحق شعبه والناس.

الشعب الإيراني كان مخلصاً لإمامه وحاضراً ليقدم الغالي والنفيس لانتصار الثورة

كثيرون اعتبروا رحلة الامام الخميني قدس الله سره من فرنسا الى مطار مهراباد مغامرة غير محسوبة ونصحوه بالتخلي عنها.. لكن اصر عليها بقوة، بصيرته واسباب اخرى قد لا يعلمها كثيرون، فما هي برأيكم الدوافع والاسباب التي استند اليها الامام في قراره التاريخي؟

لا شك أن الإمام(رضوان الله تعالى عليه)، كان قد هيأ نفسهُ وهيأ الأمة بالقدوم المبارك إلى إيران، بالعودة إلى الارض و إلى الشعب و إلى الناس إلى الجذور وإلى طبيعة الناس التي كانت تنتظره بشغف، صحيح ان الخطوة كانت مفاجئة لمن هم في إيران و خارج إيران، وطبعا كلنا نعلم بالعودة إلى تلك الفترة الزمنية كم حاول كثيرون نصح الامام و حاول كثيرون منع الامام، وحتى ان البعض كان يعتبر ان الخطوة خطوة متهورة وغير محسوبة، الا ان الإمام برجاحة عقله، البصيرة التي يمتلكها، الدوافع الايمانية التي جعلت منه إمام قائد لهذه الأمة، كان يدرك ان اي تأخير و ان اي تراخي او تراجع عن الثورة و أهدافها سيسقطها و قد لا تنتصر على الاطلاق، حتى الذين كانو مع الامام قد نصحوه بعدم الاقدام علي هذه المغامرة، الا ان الامام كان يدرك ان الله معه وان الله ناصر هذه الثورة وان الله تبارك و تعالى لا شك سيعطي العزة و القوة للشعب المسلم في إيران، لأن الأهداف التي من أجلها ثار الشعب هي أهداف محقة عادلة انسانية أخلاقية تبتغي الامامط، ولهذا الامام كان يدرك ان اي تأخير ممكن اي يرجع الثورة إلى الوراء سنوات و ربما عقود من الزمن و ان الفرصة باتت اليوم مواتية للتحرك و للاقدام و كلنا نعلم ان الامام قبل مجيئه بفترة، تلك المجازر التي ارتكبها الشاه و جماعته حتمت على الامام ان ينصح بالاقدام و النزول حتى لو كلف ذلك ثمنا غاليا، و كان الشعب كريما بعطاء الدم و كانت الأمة مخلصة لامامها و قائدها بدليل الحب وإعطاء كل شيئ، وكان حاضر ان يقدم نفسه في سبيل انصار هذه الثورة دون ان يخضع للمخاطر التي كانت محيطة به.

لم تكن ايران دولة ثانوية في الحسابات الاميركية. ولا في الاستراتيجية الصهيونية، فلماذا بدا الجميع بمن فيهم اميركا والكيان الصهيوني، في حالة عجز وارباك وهم يرون زحف الامام وجماهير الاسلام لاسقاط احدى اهم قلاع الامبريالية في المنطقة؟ هل فوجئت اجهزتهم الامنية ام كان انهيار النظام اسرع مما توقعوا؟

الحمدالله لقد انتصرت الثورة بمجرد وصول الامام وكان الزحف المليوني الذي لم يشهد له التاريخ في اي دولة من دولنا المستضعفة الذي حصل في إيران، فاجأ الجميع و هذا الالتفاف الشعبي حول الامام، بالتالي رغم ان الادارة الأميركية ورغم ان الصهاينة و من معهم كانو يحاولون و كانو على علم تقديريا بأن الحسابات ربما لم تكن هي نفسها، بتقديري ان إيران كانت تحت مجهر ولكن لم يعتقد اعداء الاسلام اعداء الثورة، لم يعتقدو ان بمقدور الشعب الاعزل و المستضعف رغم علمهم ان الشاه قوي مجرم و قاتل ولا يمكن ان يسمح لثورة ان تنتصر لكن الذي حصل ان هناك صدمة شكلت انتصار الثورة كانت مفاجأة مدوية و بدا عليهم الارباك، عجزوا عن القيام باي ردٌة فعل، بالرغم من ان الأميركي دعى جماعته إلى تلك البقعة في فرنسا الاجتماع المشهور ويدن لوب الذي نتح عنه مقررات هامة بعد انتصار الثورة، كان ابرز امر اتخذوه هو قرار ان لا يسمحوا لأي دولة أخرى ان تنتصر كما حصل في إيران، قيمو انه لا يمكن أن تكون اي تجربة ننظر إليها بنظرة استخفاف بل علينا اخد الحيطة حتى لا نقع كما وقعنا في إيران. نعم عجزوا ان يواجهوا هذا المد و هذه الثورة ليس فقط داخل حدود إيران، عجزوا ان يقطعوا الطريق امام اي صحوة شعوب في العالم ولذلك راينا الصحوة تنبث إلى لبنان و فلسطين و اليمن و العراق و مناطق عديدة في العالم الإسلامي وغير الاسلامي حتى بتنا نرا عدد من الدول و الشعوب و الحركات و الاحزاب و القوى في دول كأميركا اللاتينية و أميركا الوسطى وحتى في أفريقيا و في آسيا، الكثير من الدول اخذت قدوة و شعار و رمز و نموزج من الإسلام كي تطالب بحقوقها ، وادرك الناس ما من شعب يطالب بحقوقه الا و هو يصل إليها المهم هو الإخلاص. هكذا كان الشعب المخلص في إيران و قيادته الحكيمة رضوان الله تعالى على الامام الذي أعطى كل شيئ لهذه الثورة وأطال الله بعمر قائدنا السيد الخامنئي (حفظه الله تعالى) والغلبة دائما للثورة المظفّرة في إيران.

والحمد لله رب العالمين.

/انتهى/

رمز الخبر 1954006

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha