أفادت وكالة مهر للأنباء، نقلاً عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تُظهر نتائج بحث أجرته جامعة تل أبيب أن صمود الصهاينة قد تراجع بشكل حاد بعد حرب غزة.
وأفاد تقرير الصحيفة اليوم أن "شاؤول كيمخي"، الباحث في مجال الصمود في جامعة تل أبيب، أعرب عن قلقه إزاء تفاقم الانقسامات الداخلية، وقال: "لقد دخلت الصراعات الداخلية في إسرائيل مرحلة خطيرة".
وحذر كيمخي، الذي يقود حاليًا أبحاثًا حول تأثير حرب غزة والأسرى الصهاينة على صمود الإسرائيليين، من أن صمود الإسرائيليين قد تدهور بعد 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى).
وقد قال هذا الباحث: "منذ 7 أكتوبر، أجرينا دراسات مختلفة حول مستوى الصمود، وقمنا بقياس مدى تحمل الإسرائيليين واستقرارهم في مواجهة تداعيات حرب غزة وقضية الأسرى".
ووفقًا لكيمخي، فبينما تزداد الصمود في العالم تقليديًا خلال الأزمات والحروب بفضل الوطنية وتكاتف الجميع ومساعدة بعضهم البعض، تُظهر أبحاث جامعة تل أبيب عكس هذا الاتجاه في إسرائيل بعد 7 أكتوبر.
وأوضح أن الصمود الإسرائيلي انخفض بشكل حاد منذ حرب غزة ، على عكس الاتجاهات العالمية.
وقارن الباحث مستوى الصمود في الأراضي المحتلة بأوكرانيا، قائلاً: "تشير التقارير إلى أن الأوكرانيين يتمتعون بصمود أعلى من الإسرائيليين بعد عامين من بدء الحرب في هذا البلد؛ في حين نزح الملايين منهم".
قال كيمخي: "هناك عوامل مهمة تؤثر على مستوى الصمود الوطني؛ ومن أهمها الثقة في قيادة الدولة وإدارتها الكلية، حيث تُظهر نتائج أبحاث جامعية أنه منذ بداية حرب غزة، فقد الإسرائيليون ثقتهم بـ "بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء الكيان الصهيوني)" نتيجةً لتفاقم الأزمة الأمنية والتكاليف الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية الباهظة التي تكبدوها".
وأضاف: "تُعدّ قضية الأسرى الإسرائيليين ثاني أهم مؤشر على الصمود الإسرائيلي؛ ففي استطلاع أجرته الدراسة، وُجد أن جهود حكومة نتنياهو لإطلاق سراح الأسرى غير كافية على الإطلاق".
ويؤكد الباحث أيضًا أن الفجوة الاجتماعية في معظم مناطق الأراضي المحتلة بشأن قضية حرب غزة والأسرى تتعمق بشكل غير مسبوق.
وبحسب قوله، تُنذر نتائج هذا البحث بأن استمرار حرب غزة، والاستهتار بحياة الأسرى، وغياب الجهود لتحريرهم، سيُلحق ضررًا لا يُعوّض بصمود الإسرائيليين على المدى البعيد.
واختتم حديثه بالقول إن تجاهلهم سيُخلّف جرحًا في المجتمع لن يندمل أبدًا، مُحذّرًا: "سيُلحق هذا ضررًا بالغًا بصمودنا، ولا أدري كيف سنتعافى منه".
/انتهى/

تعليقك