٢٢‏/٠٩‏/٢٠٢٥، ١١:٣٨ ص

العرض العلني غير المسبوق الذي قدمه حزب الله اللبناني للسعودية، ما هي أسبابه

العرض العلني غير المسبوق الذي قدمه حزب الله اللبناني للسعودية، ما هي أسبابه

لعلّ عامل الوقت كان العامل الحاسم الذي دفع الأمين العام لحزب الله اللبناني لدعوة السعودية إلى الحوار، خاصةً بعد تطورات العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر وبدء تشكيل تحالفات بين الدول الإسلامية لمواجهة الخطر المشترك المعروف بـ"إسرائيل الكبرى".

وكالة مهر للأنباء: كتبت صحيفة "رأي اليوم" في تقرير تحليلي لخالد الجيوسي: "لعلّ عامل الوقت كان العامل الحاسم الذي دفع الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، لدعوة السعودية إلى "المصالحة"، لأن هذه الدولة تسعى إلى خلق تحالفات جديدة ضد إسرائيل، وما تحالف الرياض "النووي" الأخير مع إسلام آباد، بعد هجوم إسرائيل على مدينة الدوحة القطرية لاغتيال قادة حماس، إلا دليل على هذا الادعاء".

وقال الشيخ نعيم قاسم في خطابه يوم الجمعة: "مرحلة ما بعد هجوم العدو الصهيوني على قطر مختلفة عمّا سبقها. بعد هذا الهجوم، أصبحت المقاومة والحكومات والشعوب، وكل عائق جغرافي وسياسي يقف في طريق مشروع "إسرائيل الكبرى"، محط أنظار الكيان الصهيوني، وأصبح الهدف فلسطين ولبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق والسعودية واليمن وإيران. ويسير الكيان الإسرائيلي في خطواته خطوة بخطوة.

وفضّل الشيخ نعيم قاسم توجيه دعوة إلى السعودية لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع المقاومة، مباشرةً وعلنًا، في خطابه، بدلًا من الكواليس. ودعا إلى حوار مع السعودية يحل المشاكل ويستجيب للهواجس ويضمن المصالح.

وأشار الأمين العام لحزب الله بوضوح إلى أن هذه الدعوة طرحٌ علنيٌّ غير مسبوق. وأكد أن الهدف من هذا العمل هو النضال من أجل مستقبل الأمة الإسلامية، والحفاظ على استقلالها وكرامتها في مواجهة مشاريع التقسيم والهيمنة في المنطقة. لم تغفل دعوة الأمين العام لحزب الله للحوار مع السعودية أن الحوار يجب أن ينطلق من فهم أن "إسرائيل" هي العدو وليست المقاومة.

ولم يطلب الشيخ نعيم قاسم من السعودية ترك خلافاتها جانبًا، بل دعاها إلى "تجميد" هذه الخلافات لمواجهة "إسرائيل" واحتوائها في هذه المرحلة الاستثنائية.

وفي خضم الضغوط الإسرائيلية لنزع سلاح المقاومة، برزت تطمينات الشيخ نعيم قاسم، إذ أكد أن سلاح المقاومة موجه للعدو الإسرائيلي، وهو موجه لهذا الكيان، وليس للبنان أو السعودية أو أي مؤسسة أخرى في العالم.

وتقود السعودية حملة للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وهي مدرجة على جدول أعمالها، لكنها في الوقت نفسه تطالب بنزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، ونقل السلطة إلى مؤسسة مدنية. هذا في حين ذكّر الشيخ نعيم قاسم في خطابه بأن الضغط على المقاومة يصب في مصلحة إسرائيل تمامًا، وأن غياب المقاومة يعني أن الدول التالية ستأتي (ليُغزى ويُنتهك من قبل الكيان الإسرائيلي).

وذكّر الشيخ نعيم قاسم بأن المقاومة في فلسطين جزء من هذه المقاومة (في المنطقة) وتُعتبر سدًّا منيعًا في وجه التوسع الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة، عاصمة قطر، قال الأمين العام لحزب الله إن المرحلة التي أعقبت هجوم الكيان على قطر مختلفة عما سبقها. ولعلّ تقييم الشيخ نعيم قاسم يتداخل إلى حد ما مع تقييم السعودية، لأن السعودية تبحث عن بدائل لحماية نفسها من خلال تحالفات إسلامية جديدة.

ولا تنفصل دعوة الشيخ نعيم قاسم للحوار مع السعودية عن التطورات الإيجابية في العلاقات السعودية الإيرانية، بما في ذلك لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وما تلاه من زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى الرياض. يُذكر أن لاريجاني صرّح بأنه تمت مناقشة التعاون الدفاعي بين إيران والسعودية خلال زيارته للرياض، وتقرر أن تُتابع هذه الأعمال على شكل مجموعات، وإن شاء الله ستتخذ شكلاً أكثر تنظيماً في المستقبل.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك تغيير في منظور واستراتيجية الدول العربية ومسؤوليها بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، قال لاريجاني: نعم، بالطبع، كان لدى الأصدقاء السعوديين رؤية واضحة نسبياً لهذه التطورات، وقد أصبحت الآن أكثر وضوحاً، أي أن مختلف دول المنطقة تشعر بأن المسار الذي اعتقدته إيران سابقاً، والمتمثل في أن عنصراً مغامراً في المنطقة لن يسمح بظهور الاستقرار، قد اتخذ الآن شكلاً أكثر موضوعية.

على أي حال، يُعد هذا تطوراً استثنائياً في تشكيل تحالفات بين الدول العربية والإسلامية، التي تشعر جميعها بتهديد "إسرائيل الكبرى". هذه التحالفات والائتلافات لا تُرضي تل أبيب، المستفيدة من الصراعات السياسية والطائفية بين الدول العربية والإسلامية. ولكن عندما يتعلق الأمر بتقييم نجاح هذه التحالفات والائتلافات في الميدان وقدرتها على الردع، فينبغي القول إنها قد بدأت للتو، ويقول المثل الصيني الشهير: "رحلة تستغرق ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة".
/انتهى/

رمز الخبر 1962951

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha