١٢‏/١٠‏/٢٠٢٥، ١٠:٠٠ ص

نائب تركي في حديث مع وكالة مهر:

إسرائيل في مأزق/احتمال انتهاك اتفاق غزة كبير جدًا

إسرائيل في مأزق/احتمال انتهاك اتفاق غزة كبير جدًا

في إشارة إلى التحديات والغموض الذي يكتنف خطة ترامب، أكد السياسي التركي أن الكيان الصهيوني قد فشل سياسيًا وعسكريًا خلال العامين الماضيين، وهو ما دفعه إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار.

وكالة مهر للأنباء: في 29 سبتمبر/أيلول 2025، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن خطة سلام من 20 بندا لغزة في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض. وأعرب ترامب عن تفاؤله في الاجتماع، قائلاً: "هذه الخطة تضمن إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى". وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول، قبلت حماس أجزاءً من الخطة، وطالبت بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى تغييرات في إدارة غزة ونزع سلاحها. وبعد مفاوضات وجهود متواصلة، أعلنت حماس عن الاتفاق النهائي يوم الخميس الماضي، وبدءًا من يوم الجمعة، نشهد انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وعودة الشعب الفلسطيني إلى دياره. على الرغم من أن هذه التطورات تُعتبر خطوةً مهمةً على طريق السلام، إلا أن العديد من الخبراء لا يزالون يتحدثون عن احتمال انتهاك إسرائيل للاتفاق.

في هذا الصدد، أجرى مراسل "مهر" حوارًا مع مصطفى كايا، النائب عن حزب السعدات الإسلامي وعضو البرلمان التركي، وفيما يلي تفاصيله:

تتضمن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في شرم الشيخ بمصر، يوم الخميس، بشأن خطة ترامب، ثلاث نقاط رئيسية: انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتبادل الأسرى. هذا يعني أننا ما زلنا في المراحل الأولى من هذه الخطة، ولم نصل بعد إلى مرحلة نزع سلاح حماس. هل يمكن أن تُشكل هذه القضية تحديًا كبيرًا في المراحل اللاحقة؟ في ظل عدم امتثال إسرائيل لاتفاقيات وقف إطلاق النار، هل هناك احتمال لانتهاك هذه الاتفاقات؟

أولًا وقبل كل شيء، يجب أن ندرك أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، وعزلت نفسها تقريبًا عن العالم، واضطرت أخيرًا إلى التفاوض بسبب التأثير العالمي لأسطول المساعدات الإنسانية الذي حملته. يُذكر أن حماس أعلنت أنها لن تُسلّم سلاحها إلا للدولة الفلسطينية. ومن المُرجّح أن تنتهك إسرائيل، التي لا تعرف حدودًا، هذا الاتفاق. ومع ذلك، تختلف شروط وقف إطلاق النار في هذا الاتفاق عن الاتفاقات الأخرى، إذ ستُراقَب من قِبَل مجموعة خاصة. ورغم كل هذا، لا يزال هناك خطر، لكننا سنفهم ذلك بشكل أوضح مع مرور الوقت.

في حين كان الكيان الصهيوني يُطلق عمليةً لاحتلال غزة، شهدنا قبوله لخطة ترامب. ويُفسّر العديد من المُحللين الهجمات الإسرائيلية على غزة على أنها لم تُحقّق أي إنجاز لإسرائيل، ويعتقدون أن إسرائيل مُنيت بهزيمة استراتيجية. كما رأينا كيف كان الكيان الذي كان يُحاول تدمير حماس، ينتظر قبول الحركة لخطة ترامب. كيف تُحلّل هذه العملية برمتها؟

إسرائيل في مأزق حقيقي. فبينما كانت تتوقع توسيع أراضيها باتفاقيات إبراهيم، أصبحت معزولة، بل وهاجمت دولًا مجاورة. وقد صنفتها المحاكم الدولية كيانا إرهابيًا مرتكبًا لجرائم إبادة جماعية. وأعلنت بعض الدول أنها ستعتقل نتنياهو إذا زارها. حتى ترامب أدلى بتصريحات حول تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل بين الجمهوريين. لهذه الأسباب، ربما أرادت إسرائيل كسب الوقت بهذا الاتفاق. لكن العمل الحقيقي يبدأ الآن. يجب أن نراقب كل خطوة تتخذها إسرائيل.

من الواضح للجميع أن ترامب كان يسعى لجائزة نوبل، وكان يسعى لإنهاء حرب غزة، ومن ناحية أخرى، لتهدئة التوترات السياسية بين أذربيجان وأرمينيا. لكن هذه الأمنية أصبحت من الماضي. فهل يستطيع الرئيس الأمريكي من الآن فصاعدًا السعي بجدية إلى خطة سلام غزة والتزام الطرفين بها؟

يتصرف ترامب كرئيس تنفيذي عادي. يريد إدارة بلاده كشركة. ربما يكون قد أخذ في الاعتبار الضرر المالي الناجم عن تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل في الخليج الفارسي وحول العالم، ولذلك دفع باتجاه هذه الصفقة. كما أنه حسب أن هذا سيستنزف طاقته ويضره في المنافسة مع الصين وروسيا. في النهاية، سيختار إسرائيل ويقف معها، لكنه في الوقت الحالي يُدلي بتصريحات تهدف إلى دفع هذه الخطة. مهما كانت النتيجة، فإن التحالف الأمريكي الإسرائيلي ليس إقليميًا فحسب، بل عالميًا أيضًا، وله مكانة حاسمة في السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية.

بعد عملية طوفان الأقصى، شهدنا أن القضية الفلسطينية قد أصبحت محط اهتمام ضمير الإنسانية في جميع أنحاء العالم، ليس كقضية عربية وإسلامية، بل كأهم أزمة إنسانية. وكان أسطول "صمود" مثالًا واضحًا على ذلك. وكان بعض السياسيين والبرلمانيين من حزب السعدات حاضرين أيضًا في هذا الأسطول. ما رأيك في هذا؟

للإبادة الجماعية ثلاثة أبعاد: عنصرية، ودينية، وسياسية. إذا كان الهدف هو إبادة مجتمع من هذه الجوانب، فهي إبادة جماعية. وقد نفذت إسرائيل كل هذه الممارسات في غزة. علاوةً على ذلك، حاولت إسرائيل استخدام المجاعة كأداةٍ للإبادة الجماعية من خلال العقوبات والحصار. وقد أيقظت مبادراتٌ مثل "صمود" و"أسطول الحرية" ضمير الإنسانية تجاه هذا الوضع. وكون أعضاء برلماننا جزءًا من هذه المنظمة هو أوضح تعبيرٍ عن معارضتنا لهذا الحصار.

/انتهى/

رمز الخبر 1963669

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha