والكعكة الصفراء التي نبعت عن مثابرة العلماء في ايران توحي بانها هدية الى الامة الاسلامية وهذه الكعكة هي التي ستحررها من التبعية الغربية وهي التي سوف تحرر القدس.
وقد كسرت الكعكة التي ادخلت ايران الى النادي النووي العالمي الخوف والهاجس في نفوس المسلمين واعطت املا للشعوب المستضعفة بان التقنيه النووية من الآن فصاعدا لم تعد حكرا في يد الدول التي تضطهد الشعوب المسلمة وهذا الامر بحد ذاته يعتبر امتدادا للثورة الاسلامية التي جاءت اصلا لتحرر العرب والمسلمين خاصة الشعب الفلسطيني من براثن الاحتلال.
وبلغت ايران اليوم بالرغم من كل التحديات مرحلة من التقدم العلمي كي تستطيع الدخول في النادي النووي الذي ظل حكرا على يد ثماني دول فقط طيلة عقود من الزمن.
ان ايران وبفضل جهود علمائها استطاعت ان تتخطى الخطوط الحمراء و تصل الى التقنية النووية المعقدة الامر الذي لا يروق للغرب في ان يرى دولة اسلامية تصل الى هذه الدرجة من التقدم العلمي.
ومن المؤسف بعد الاعلان عن تقدم ايران في مجال تخصيب اليورانيوم بدأت اصوات تتعالى من انحاء الدول العربيه سيما دول الخليج الفارسي التي تخشى من ان تصبح ايران دولة نووية مما قد يسبب خللا في توازن القوى لان قوة الدكتاتور العراقي والمدافع عن البوابة الشرقية انهارت واصبح هذا الدكتاتور في قبضة الحكومة العراقية الجديدة.
وبدأ الكتاب والمحللون العرب يظهرون على شاشات التلفزة العربية ليكيلوا الاتهامات ضد ايران ويعربوا عن خشيتهم من المفاعلات النووية الايرانية مثل مفاعل بوشهر النووي المطل على الخليج الفارسي.
ولم يتطرق هؤلاء الكتاب الى مخاطر المفاعلات النووية الاسرائيلية التي تشكل خطرا حقيقيا على المنطقه برمتها حيث لم يشيروا ابدا الى الترسانة النووية الاسرائيلية المخيفة والصواريخ العابرة القارات التي تطال كل الدول الاسلامية.
وكان تبرير الكتاب العرب هو ان المفاعل النووي في بوشهر اذا ما تعرض لضربة اميركية محتملة قد تلوث المنطقة وتسبب ازمة بيئية للدول المطلة على الخليج الفارسي.
والحقيقة هي ان النظام الملكي الايراني السابق هو الذي وضع حجر الاساس لهذا المفاعل ولقي آنذاك مباركة وترحيبا من جانب الدول العربية والغربية لكن حينما دابت الجمهورية الاسلامية الايرانية على استكمال هذا المفاعل واجهت معارضة من قبل الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي.
ولا شك ان حوالي ثلاثة ملايين من اهالي محافظة بوشهر يقطنون اطراف مفاعل بوشهر وهذا العدد يضاهي عدد سكان كل دول الخليج الفارسي واذا ما حدث امر ظارئ ما لهذا المفاعل فسكان بوشهر هم الذين سيتعرضون بالدرجة الاولى الى الاذي دون غيرهم فاذن ما هي اسباب رغاء الدول العربية في الضفة الاخرى؟.
السبب واضح وان هذه الدول تردد كل ما تمليه عليها الادارة الاميركية وتسعى الى تضخيم خطر الاشعاعات النووية الايرانية رغم ان الشطرين من الخليج الفارسي يبتعدان عن بعضهما البعض مئات الاميال البحرية.
اذن فان دول المنطقة وبدلا من ان ترحب بالانجاز العلمي لجارتها المسلمة تحاول عبر اثارة الخوف والرعب في نفوس سكانها ان تمنع ايران من امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية.
والسؤال المطروح هو ما ذنب ايران اذا ما ارادت ان تتوصل الى احدث العلوم والتقنيات؟ وما دخل الدول العربية بما يجري في ايران؟.
ان ايران عانت وما زالت تعاني من تخلف بعض جيرانها العرب وتبعيتهم الى الادارة الاميركية لان هذه الدول هي التي بعثت الى الجيش الاميركي بطاقة دعوة مفتوحة لكي يبني قواعد عسكرية ويحشد اسطوله البحري على مقربة من المياه الاقليمية الايرانية مما قد يهدد امنها القومي.
والآن حينما تخشى هذه الدول من تقدم ايران العلمي فان من حق ايران ان تطالب هذه الدول بالغاء كل اتفاقياتها العسكرية والامنية مع اميركا والغرب وتعقد اتفاقيات امنية وعسكرية مشتركة مع ايران كي تزول الهواجس لدى كل سكان شطري الخليج الفارسي.
واخيرا فان التقنيات النووية الايرانية قد تفيد كل الدول العربية والاسلامية لان النفط الذي تعتمد عليه هذه الدول سوف ينفد عاجلا ام آجلا ولا بد من ايجاد بديل للطاقة الاحفورية وافضل طاقة هي الطاقة النووية التي اصبحت الآن في يد ايران الاسلامية.
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
برزت الكعكة الصفراء الايرانية على شكل مجسم للمسجد الاقصى في باحة المؤتمر الدولي حول القدس ودعم حقوق الشعب الفلسطيني الذي عقد في طهران مؤخرا بحضور سبعمائة مفكر من انحاء العالم.
رمز الخبر 315321
تعليقك