فمنذ تأسيس هذه القناة في آذار عام 2003 وضع مؤسسوها استراتيجية اعلامية خبيثة ترمي اولا الى تبرير سياسات اميركا والكيان الصهيوني في المنطقة وكسر المحرمات والمحظورات المتعلقة باتصال وسائل الاعلام العربية مع قادة الكيان الصهيوني حيث قامت هذه القناة وفي خطوة نادرة باجراء مقابلات مع رئيس الوزراء ووزير الحرب ووزيرة الخارجية في الكيان الاسرائيلي.
والهدف الثاني هو اثارة الاجواء والتحريض ضد نشاطات ايران النووية السلمية حيث تتم صياغة الاخبار في هذه القناة تماشيا مع متطلبات الاعلام الصهيوني الذي يرسم صورة غير حقيقية وقاتمة عن ايران.
والهدف الثالث والاهم من تأسيس هذه القناة هو اثارة الفتن والنعرات الطائفية بين الشيعة والسنة وتخويف العرب من خطر تشكيل الهلال الشيعي المزعوم سواء في العراق وايران ولبنان وباقي الدول العربية اذ ان هذه القناة ذات الشكل العربي والمضمون الصهيوني تقوم بتأليب السنة ضد الشيعة.
وقد قامت وزارة الخارجية الاميركية بمساعدة عملاء الـ "سي آي ايه" مؤخرا بتدشين موقع باللغة الفارسية تابع لقناة العربية لمخاطبة الناطقين باللغة الفارسية وبث دعايات مغرضة ضد الجمهورية الاسلامية.
ومن الاعمال المشبوهة التي قامت بها الشبكة هي بث شريط افلام للجماعة الارهابية المسماة بـ "جند الله" التي قتلت عشرات الاشخاص من اهالي محافظة سيستان وبلوشستان في شرق ايران وقامت بخطف الناس الابرياء حيث كان لقناة العربية دورا بارزا في تشجيع هذه المجموعة الارهابية على مواصلة اعمالها الاجرامية.
ومن هذه الممارسات اي تشجيع الاعمال الارهابيه اجراء مقابلات مع زعيم عصابة جند الله في شرق ايران والايحاء للمشاهد بان ايران تقوم باضطهاد السنة، وتصوير هذه الاعمال الارهابية التي تقوم بها العصابة الارهابية، بأن لها مبرراتها لانها تأتي لتحرير السنة في ايران.
ومما لا شك فيه ان البرامج التي تبث عبر هذه القناة ليست مستوحاة من افكار القائمين على هذه القناة بل هنالك مجموعة من الخبراء الاعلاميين المرتبطين بالدوائر الاميركية والصهيونية شكلوا غرفة عمليات هي التي تدير هذه القناة من خلف الكواليس وتقدم المادة الاعلامية التي تتلائم والسياسات الاميركية والصهيونية.
كما ان نفس المادة الاعلامية التي تبث من قناة العربية تذاع ايضا من اذاعة صوت امريكا باللغات العربية والانجليزية والفارسية وهذا يدل على ان التنسيق جار على قدم وساق بين الاذاعة والقناة.
ومن الطبيعي ان تأسيس قناة العربية جاء على خلفية احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حيث اثارت هذه الاحداث الكراهية والنفور في نفوس الشعب الامريكي ضد احدى الدول العربية في المنطقة والتي ينتمي اليها جل الارهابيين الذين قاموا باعتداءات 11 سبتمبر.
وبما ان تلك الدولة دفعت مليارات الدولارات لطي ملف احداث الحادي عشر من سبتمبر لكن الخبراء الامريكان اشترطوا ان يتم تأسيس قناة ناطقة باللغة العربية لتمرير وتبرير السياسات الامريكية والعمل على كسر العزلة عن الكيان الصهيوني.
فلذا تم تأسيس هذه القناة في دبي بكلفة مليار دولار وتجنيد اعلاميين عرب واجانب للقيام بإعداد البرامج تحت اشراف خبراء امريكيين.
ومن الاحداث التي كشفت الطبيعة التخريبية لهذه القناة والتي ترتبط ايضا ارتباطا وثيقا بالسلفيين والوهابيين بث فتاوى هذه المجموعات الضالة والمنحرفة عن الدين بتكفير شيعة آل بيت رسول الله "ص".
وقد اصدر علماء الوهابية امثال الشيخ سلمان العودة والشيخ عبدالله بن جبرين والشيخ عبدالرحمن البراك والشيخ ناصر العمر والشيخ سفر الحوالي فتاوى بتكفير مقاتلي حزب الله اللبناني خلال مواجهة العدوان الصهيوني في تموز عام 2006 متناسين ان هؤلاء الابطال سجلوا ملحمة خالدة عجزت كل الجيوش العربية المهزومة طيلة 6 عقود على تحقيق مثل هذه الملحمة الخالدة.
كما اصدر هؤلاء الشيوخ الضالون فتاوى اعتبرت زيارة المراقد المقدسة للائمة المعصومين بانها بدعة وقامت بتكفير من يقوم بزيارة هذه المراقد الطاهرة.
اذن هذه القناة من خلال ادائها المشبوه اثبتت بانها بوق في خدمة الصهاينة واعداء الامة الاسلامية حيث انها لا تلتزم بادنى مقومات العمل الاعلامي الذي يتطلب الالتزام بشرف المهنة الاعلامية والابتعاد عن اي مادة اعلامية تثير الفتن الطائفية بين الشعوب وتزعزع الاستقرار في الدول الاسلامية.
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
دأبت قناة العربية التابعة لاحدى الدول العربية الغنية بالنفط منذ تأسيسها على العزف على وتر الطائفية واثارة النعرات الطائفية وبث الخلافات بين الشيعة والسنة خدمة لاهداف الادارة الاميركية والكيان الصهيوني.
رمز الخبر 703626
تعليقك