ورد مدير مكتب الجزيرة عبد القادر فايز بالعاصمة طهران في حديث لوكالة مهر للأنباء حول أسباب عدم مخاطبة هذه القناة للمشاهد الايراني باللغة الفارسية قائلا : إن إدارة القناة لا تنظر لايران كدولة بعيدة عن محيطها العربي، مضيفاً إن اللغة الرسمية في طهران هي اللغة الفارسية بكل تأكيد إلا أن بثنا وتقديمنا باللغات المختلفة يعود إلى المساحات وعدد السكان حيث لا تشدنا الأطر الضيقة إلى الإثنيات وقضايا طائفية .
وتابع فائز بقوله أنه من المحتمل أن تخاطب قناة الجزيرة الايرانيين بلغتهم عبر قناة باللغة الفارسية أو صفحة على موقعها، إلا إن الفكرة لم تكن مشجعة لأسباب مختلفة، أولها أن القنوات العالمية التي تخاطب المواطن الايراني بلغته لديها سجل سيء وتجربة غير محمودة إذ لم تترك أثراً جيداً في نفوس الايرانيين.
وأكد فايز إن قناة الجزيرة ابتعدت عن هذه الأفكار الضيقة في تقديم نفسها للمخاطب الايراني، مضيفاً إن إدارة القناة يمكن أن تطرح فكرة الصفحة باللغة الفارسية على موقعها الالكتروني،حيث تتابع فكرة عرض الصفحة بعدد من اللغات الاقليمية.
واعتبر مدير مكتب الجزيرة في طهران إن العلاقة بين العرب وايران معادلة ثنائية حيث تتطلب فهما مشتركا بين الجيران ، فهما موضوعيا وعقلانيا وعمليا، معرباً عن أسفه لصورة الشعبين في إعلام الآخر.
وأوضح فايز إن الاختلاف في ايران كبير جداً ومميز لا يمكن حصره في اتجاه واحد ضيق بلون واحد تقدمه جهة واحدة ، مؤكداً إن العكس إيضاً صحيح فصورة العرب في ايران ايضاً غير دقيقة، مشيراً إلى تجربته الشخصية في هذا المجال قائلاً: درست في ايران وعشت فيها مدة طويلة واستطيع أن أدرك جيداً إن الصورة خاطئة، فالعرب أكثر من 20 دولة تجمعها لغة واحدة لكنها تختلف في تفاصليها، معتبراً إن لكل دولة تاريخها الفردي،حيث تتحد في خطوط عريضة تتشارك من خلالها بالثقافة حتى مع ايران وذلك في ظل الحضارة الاسلامية والدين .
ونوه فايز بأن العرب والايرانيين يرى بعضهم البعض الآخر من زوايا ضيقة فتكون هذه الرؤية الضيقة نموذجا مرتسما في وعي الشعب مما يؤدي إلى غلط في التصور والتقدير .
ورأى مدير مكتب الجزيرة في طهران إن الحل هو أن ندخل في ساحات بعضنا البعض ونستكشف الآخر، معتبراً هذه المهمة أنها تقع على عاتق القنوات الاعلامية من كلا الطرفين تتمكن من تمثل الأخر بشكل صحيح على الرغم من الانتقادات.
وأضاف فايز إنه من الخطأ الجسيم أن تقدم إيران على أنها عدوة للشعب العربي والبلدان الإسلامية والأسوأ أن تقيم على أنها أشد عداءالنا من إسرائيل أو أن تقدم السعودية على أنها العدو الأول لإيران وهذا أيضا غير صحيح ،حيث يؤدي ذلك أن تجلس القضية الفلسطينية في المقاعد الخلفية، معتقداً أنه ثمة من يشوه صورة ايران عند العرب وصورة العرب عند ايران.
ورأى مدير مكتب الجزيرة تعريجا لما تقدم أنه لابد من أن يبتعد هؤلاء عن الشاشة وتتاح الفرصة لمن لديه الإمكانية في الحوار واستيعاب الآخر وبذلك يتحقق التقدم إلى الامام ويمارس دور إيجابي، مشددا على أن كل قوى المنطقة لايمكن كل ثقلها أن تتخلى عن جيرانها ولابد للجميع من الجلوس إلى طاولة الحوار واحترام الجار . فالعرب وايران قدر جغرافي وجيران تاريخيون لبعضهما ولايمكن لأحد أن يحلم بعدم الآخر.
وأضاف فايز إن الطاولة هي للحل بين الجميع، مشيراً إلى إن العلاقات الاقليمية الأخرى كعلاقة تركيا - ايران جيدة، تتميز بخطوط عريضة حيث يجتمع البدان على علاقات اقتصادية قوية بعيدة عن المسائل الخلافية، متسائلاً لماذا لا يمكن للعرب وايران أن يقيموا جسور هذه العلاقات؟
ورأى فايز إن السماح للبعض بالسيطرة على المنابر الاعلامية وغير الاعلامية للتحدث باسم الجميع هو ما أدى إلى ازدياد هذا الشرخ بين الطرفين، مشيراً إلى أن الانتقادات موجودة إلا أنها يمكن أن تتضائل إذا ما جلسنا على الطاولة وإن الاعتراف بالآخر أمر ضروري ويجب أن يكون من منطلق الصداقة والأخوة .
واعتبر فايز أنه ما يمر به العرب وإيران هو الأسوأ على الإطلاق مؤكدا أن المستفيد الوحيد من هذه التوترات هو كيان غير مشروع في المنطقة اسمه "اسرائيل" فهو المستفيد الوحيد من الخلاف بشكل كبير، مشيراً إلى الدور الذي يلعبه إعلام العدو في الترويج للنزعات القومية الفارسية في محاولة بائسة لتعيين هوية للايران تناسب فيها مصالحها الاقليمية.
وختم مدير مكتب الجزيرة حديثه بإن اسرائيل عدوة لايران والعرب ، وينبغي لنا كأقل ما نقوم به أن لا نسمح لخلافتنا تتوسع بحيث تفتح الأبواب مشرعة أمام لإسرائيل أن تستغل هذه المساحة من التوترات وتقدم نفسها كصديقة. /انتهى/
أجرت الحوار: ديانا محمود
تعليقك