وناقش الاجتماع الوزاري على مدى ثلاثة ايام من انعقاده عدة قضايا من بينها الديمقراطية في العالم العربي ومشروع الشرق الاوسط الكبير وقضيتي العراق وفلسطين والقمة العربية المقبلة.
وترددت انباء عن نشوب خلافات حادة بين وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماع الذي عقد خلف الابواب المغلقة فيما يتعلق باوضاع العراق.
وقد نشبت الخلافات عندما قدم اليمن مشروعا لارسال قوات عربية الى العراق من اجل ارساء الامن.
واعتبرت العديد من الدول العربية من ضمنها مصر وتونس والسعودية صدور قرار من مجلس الامن الدولي شرطا لازما لارسال قوات عربية الى العراق.
كما ادعت بعض الدول ان العراق بلد عربي وامنه يعتبر جزء من امن العالم العربي لذلك يجب على الجامعة العربية الضلوع بدور لارساء الامن في العراق.
وفي الحقيقة فان الجامعة العربية عاجزة عن اتخاذ التمهيدات لعقد القمة العربية من اجل اضفاء الشرعية المطلوبة بشأن تبني قرار بشان مستقبل العراق.
وبما ان العراق بلد يتكون من عدة قوميات مختلفة تعتبر امتدادا طبيعيا وعقائديا للدول المجاورة فان حل القضية العراقية غير ممكن بدون حضور دول الجوار.
ومن الطبيعي فان العراق بحاجة حاليا الى الوحدة الداخلية اكثر من اي وقت مضى وان تدخل الدول العربية تحت اي شعار كان لا يساعد في حل المشكلات الداخلية في العراق فحسب بل سيزيد من مشاكل الشعب العراقي.
وللاسف فان وزراء الخارجية العرب وعلى مدى ثلاثة ايام من اجتماعهم وبدلا من مناقشة القضية الرئيسية للعالم الاسلامي أ لا وهي القضية الفلسطينية , فانهم انشغلوا بمناقشة تفاصيل القضية العراقية من اجل صرف الانظار عن القضية الفلسطينية.
وكان من المقرر في هذا الاجتماع الطلب من امريكا تهيئة جدول زمني لانسحاب قواتها من العراق ولكن العديد من الدول العربية غير راغبة بان تسلم امريكا السلطة الى اكثرية الشعب العراقي لانه هذه الدول تحبذ ان تبقى امريكا منشغلة بقضية العراق.
ومن جهة اخرى كان يتعين على الدول العربية ان تقنع الام المتحدة بارسال قوات عربية واسلامية الى الاراضي المحتلة من اجل المحافظة على حياة ابناء الشعب الفلسطيني لان الشعب الفلسطيني بحاجة في الوقت الحاضر للحماية الدولية من ممارسات الكيان الصهيوني اكثر من اي شعب آخر.
ومن هذا المنطلق فانه ينبغي على قادة الدول العربية في قمتهم المقبلة المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري في تونس مناقشة قضية ارسال قوات عربية واسلامية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتجنب الانشغال بقضايا هامشية مثل اصلاح هيكل الجامعة العربية والقضية العراقية ومشروع الشرق الاوسط الكبير./انتهى/
حسن هاني زاده خبير في الشوون الدوليه لوكاله مهر للانباء
تعليقك