وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن الجزرة نت أن رئيس مجموعة الـ77 التي تضم الدول النامية, السوداني لومومبا دي إبينغ, رفض الاتفاق ووصفه بأنه يشكل تهديدا لمواثيق وأعراف الأمم المتحدة ويضع الفقراء في حال أسوأ، وأكد أن السودان لن يوقع مطلقا على معاهدة تدمر أفريقيا، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الدول الفقيرة التي ترفض ما تم التوصل إليه في كوبنهاغن .
وخص المسؤول السوداني الرئيس الأميركي باراك أوباما بنصيب وافر من الانتقادات، لأن الأخير -عبر تأييده للاتفاق- ألغى أي فارق بينه وبين سلفه جورج بوش الذي عرف عنه معارضته لأي اتفاق يضع التدابير المناسبة لحل مشكلة التغيرات المناخية .
وجاءت أقسى العبارات المناهضة للاتفاق على لسان مندوبة فنزويلا كلوديا ساليرنو كالديرا التي خاطبت رئيس الوزراء الدانماركي لوكي راسموسن -رئيس المؤتمر- بقولها إن الاتفاق يشكل مصادقة على انقلاب ضد الأمم المتحدة .
وأضافت أنه يتعين على من يريدون الكلام وإثارة نقطة نظام "قطع أيديهم وتركها تنزف "، في دلالة على الآثار الكارثية التي سيخلفها الاتفاق على مستقبل البشرية .
وانضم إليها إيان فراي مندوب جزيرة توفالو الواقعة في المحيط الهادي والمهددة بالغرق بسبب ذوبان المناطق القطبية المتجمدة بفعل ارتفاع درجة حرارة الأرض، عندما وصف الاتفاق بأنه لا يختلف كثيرا عن خيانة "المسيح وتسليمه مقابل حفنة من المال "، مؤكدا أن مستقبل بلاده "ليس معروضا للبيع ".
كما انتقد دعاة البيئة اتفاق الحد الأدنى لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، وحلق عدد من الناشطين رؤوسهم تعبيرا عن خيبة الأمل من النتائج التي خرجت بها قمة كوبنهاغن .
ووصفت منظمة السلام الأخضر في بيان صدر بعد اتفاق اللحظة الأخيرة، مؤتمر كوبنهاغن بأنه كان فاشلا بامتياز وعجز عن التوصل إلى اتفاق يقترب حتى مما هو ضروري للسيطرة على تغير المناخ"، بما في ذلك وضع "جدول زمني واضح وتفويض لمعاهدة ملزمة "، معربين عن خيبة أملهم من الدور السلبي للاتحاد الأوروبي .
من جهتهما، اعلن كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون قبولهما للاتفاق غير الملزم الذي تم التوصل إليه في كوبنهاغن، لكنهما طالبا بمزيد من المفاوضات .
وقالت ميركل إن بلادها تؤيد ما وصفته بالحل الوسط رغم المواقف المتضاربة لكونه يمثل خطوة واحدة يجب أن تتبعها مزيد من الخطوات الأخرى، ووصفت الاتفاق بأنه ليس طموحا بما يكفي بالنسبة للاتحاد الأوروبي لزيادة التزامه بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 30% بحلول العام 2020 .
أما براون فقد اعتبر الاتفاق بداية صحيحة تتطلب متابعتها لضمان التوصل إلى معاهدة ملزمة قانونيا خلال السنوات المقبلة وتحديدا ما بعد العام 2020 .
وينص الاتفاق على تقديم التمويل للدول الفقيرة لمساعدتها على مكافحة تغير المناخ، دون أن يلزم الدول المتقدمة بتخفيض شامل لمعدلات انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري يفترض أن يدخل حيز التطبيق بعد موافقة كل المشاركين في الاجتماع وعددهم 193 دولة .
بيد أن دولا عديدة شاركت في المؤتمر طالبت بتوضيحات حول النص الأصلي للاتفاق الذي اختفى من البيان الختامي للمؤتمر، وتحديدا فيما يتعلق بالعبارة التي تقول "إن الدول المشاركة ستعمل جاهدة للتوصل إلى اتفاقية ملزمة بشأن المناخ في الاجتماع الذي سيعقد في المكسيك نهاية العام المقبل ".
واتهمت منظمات حماية البيئة الدول -وتحديدا التي عملت على تمرير الاتفاق، في إشارة إلى الصين والولايات المتحدة وكندا وروسيا وجنوب أفريقيا- بأنها تعمدت شطب بعض العبارات الهامة لإرضاء واشنطن على سبيل المقايضة والمساومة لحثها على الانضمام إلى معاهدة رسمية ملزمة قانونيا تحل محل بروتوكول كيوتو ./انتهى/
هاجم عدد من الدول النامية والفقيرة ودعاة حماية البيئة الاتفاق الحاصل في قمة الأمم المتحدة للمناخ في كوبنهاغن, باعتباره مجرد تراض بين الدول الكبرى على حساب العالم لا يرقى إلى مستوى الطموحات المأمولة لمواجهة تداعيات التغير المناخي الكارثية.
رمز الخبر 1002911
تعليقك