٠٤‏/١٠‏/٢٠٠٤، ٧:٢٦ م

تحليل سياسي

الجرائم الاسرائيلية وصمت الاوساط الدولية

بلغت الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على المناطق السكنية بقطاع غزة ذروتها هذا الاسبوع وبلغت حصيلتها اكثر من 63 شهيدا حتى الآن في هذه العمليات التي اطلق عليها الجيش الاسرائيلي "ايام الندم".

وكان رئيس وزراء الكيان الصهيوني ارييل شارون قد اعلن ان هذه العمليات ستستمر حتى القضاء التام على اعضاء حركتي حماس والجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى.
واستهدفت اعتداءات جيش الاحتلال الاسرائيلي مخيمات "جباليا" و"بيت حانون" و"بيت لاهيا" لان هذه المخيمات الثلاثة  حسب تصور شارون تضم اكثر افراد فصائل المقاومة الفلسطينية.
ان تكثيف هجمات شارون على المناطق السكنية بشمال قطاع غزة تاتي في ظل اهتمام الراي العام العالمي بقضايا العراق وحملة انتخابات الرئاسة الامريكية.
ومع ان الجامعة العربية التي عقدت اجتماعها الاخير على مستوى مندوبي الدول الاعضاء ناشدت مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع طارئ لبحث الاوضاع في الاراضي الفلسطينة المحتلة لكن امريكا هددت بانها ستستخدم حق النقض "الفيتو" ضد اي قرار يتبناه مجلس الامن لادانة الكيان الصهيوني.
ويدل هذا الامر على ان شارون يستغل من جهة الاجواء السائدة حاليا في امريكا وحاجة مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي الى اصوات الصهاينة لتنفيذ مآربه الخبيثة , ومن جهة اخرى فان الرئيس الامريكي جورج بوش ومن اجل ان يكسب اصوات اليهود فانه امتنع عن اتخاذ اي موقف حيال جرائم ارييل شارون.
كما ان الاجواء الملتهبة في العراق واتساع نطاق هجمات الجيش الامريكي على المدن العراقية قد ادى الى ان يستغل شارون تركيز الراي العام العالمي اهتمامه على العراق.
ان الاوضاع المؤسفة في الاراضي المحتلة وفقدان الارادة الدولية لوقف اعتداءات الجيش الاسرائيلي على المدنيين الفسطينيين تعزز الرأي القائل انه لا سبيل امام الشعب الفلسطيني في ظل التزام المجتمع الدولي الصمت سوى مواصلة مقاومة الاحتلال.
وبالرغم من ان حركة حماس اعلنت مؤخرا انها مستعدة لوقف عملياتها المسلحة مقابل ان يكف جيش الاحتلال الصهيوني عن اعتداءاته , الا ان شارون يرغب الى تحقيق انتصار عسكري ولو مرحلي قبل الانسحاب المحتمل من قطاع غزة.
فشارون يعتقد ان سحب قواته من قطاع غزة بدون القضاء على المقاومة الفلسطينية يعد بمثابة نوع من الهزيمة العسكرية على غرار الهزيمة التي لحقت بالجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان في عام 2000.
ولهذ السبب فان رئيس الوزراء الصهيوني يحاول من خلال صمت المحافل الدولية الاقدام على تصفية جميع قادة الانتفاضة ليظهر نفسه امام اليهود المتطرفين بانه انتصر في مواجهته للشعب الفلسطيني.
وعلى هذا الاساس فاذا لم يتخذ مجلس الامن الدولي في ظل هذه الظروف قرارا حاسما يدين الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي فبالتاكيد فان نطاق اعمال العنف ستتسع لتعم كل الاراضي المحتلة , وعندها سوف تهتز المكانة الحقيقية للمنظمة الدولية لدى الراي العام اكثر من ذي قبل./انتهى/
                             حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء

 
رمز الخبر 117978

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha