وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي المانيا وبريطانيا ورومانيا في حين صوتت الدول ال11 الاخرى الى جانب مشروع القرار حسبما ذكرته وكالة مهر للانباء عن وكالة الصحافة الفرنسية.
وكي يتم تبنيه يجب ان يحصل اي مشروع قرار في مجلس الامن على اغلبية تسعة اصوات وامتناع الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) عن استخدام حق النقض (الفيتو).
وكانت الجزائر قدمت الاثنين باسم المجموعة العربية مشروع القرار الى مجلس الامن الذي تعاقب على الكلام بشأنه عدد كبير من الدبلوماسيين. وقد تحول النقاش الى ادانة للوسائل القمعية التي تستعملها اسرائيل في غزة.
وقتل ما مجموعه 82 فلسطينيا في قطاع غزة منذ بدء العملية الواسعة النطاق في شمال القطاع مساء 28 ايلول/سبتمبر بهدف وضع حد لاطلاق الصواريخ الفلسطينية على الاراضي الاسرائيلية.
ونص مشروع القرار على "وقف فوري لجميع العمليات العسكرية في شمال غزة وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من هذه المنطقة".
كما "يطالب اسرائيل القوة المحتلة بتأمين امن وتنقل طواقم الامم المتحدة , ويدعو الى احترام منشآت الامم المتحدة على الارض وعدم خرقها بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة (اونروا)".
ويدعو مشروع القرار ايضا اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى "الوفاء فورا بالتزاماتهما حيال بنود +خارطة الطريق+" من اجل السلام في الشرق الاوسط.
وبعد الفيتو الاميركي ندد سفير الجزائر لدى الامم المتحدة عبدالله بعلي برفض القرار وقال ان مجلس الامن "اخطأ مرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني". واضاف "انه يوم حزين لفلسطين وانه يوم حزين لقضية العدالة".
وكان النص يدين في مقدمته "جميع اعمال العنف والارهاب والاستعمال المفرط وبدون تمييز للقوة وكذلك عمليات التدمير".
وبعد ان اعتبر ان هذه العبارة لوحدها غير كافية لجعل القرار متوازنا انتقد سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة جون دانفورث بشدة مشروع القرار معتبرا انه "غير جدي وتنقصه الموضوعية والصدقية".
اما نظيره الفرنسي جان مارك دي لا سابليير فقد برر تصويت بلاده الى جانب القرار بقوله "بدا لنا من الضروري ان يتحرك مجلس الامن بسرعة تجاه التدهور السريع للوضع في شمال قطاع غزة وتوجيه نداء الى التعقل".
واكد ان "فرنسا تقر بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الاعمال الارهابية الشنيعة التي تضرب شعبها" مضيفا "ومع ذلك يجب ان تستعمل هذا الحق في اطار الاحترام الدقيق للقانون الدولي".
ومن ناحيتها ادانت السلطة الفلسطينية استخدام الولايات المتحدة الفيتو معربة عن خشيتها من ان تستخدم اسرائيل هذا الفيتو من اجل توسيع عدوانها ليشمل كافة قطاع غزة.
وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات "اننا ندين استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار العربي". واوضح ان "هذا الفيتو هو بمثابة انحياز اميركي لاسرائيل وما نخشاه هو ان يفهم هذا الفيتو كضوء اخضر لتوسيع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة".
واضاف "لا يوجد ما يبرر هذا العدوان وهذه الجرائم التي ترتكب في حق ابناء شعبنا في غزة وما نخشاه ان تستخدم اسرائيل هذا الفيتو لتصعيد عدوانها وتوسيعه ليشمل كافة ارجاء القطاع".
واكد "اننا سنتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة والى حكومة سويسرا بصفتها الحاضنة لاتفاقية جنيف الرابعة لعقد اجتماع عاجل لهما لبحث التصعيد الاسرائيلي والعدوان في قطاع غزة".
ومن جانبه انتقد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استخدام الولايات المتحدة الفيتو معتبرا ان "هذا القرار سيشجع اسرائيل على الاستمرار في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني". وقال لوكالة فرانس برس ان قرار الولايات المتحدة "سيؤدي الى نتائج ستضر بمصلحة الجميع ولن يخدم هذا الفيتو الجهود المبذولة للانسحاب من غزة وتنفيذ خارطة الطريق"./انتهى/
تعليقك