نادي باريس يوافق على خفض ديون العراق بنسبة تصل الى 80 بالمئة

وجاء الاعلان ليؤكد على الاتفاق الذي اعلن قبل ذلك في برلين خلال اجتماع وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين حسبما نقلته وكالة مهر للانباء عن وكالة الصحافة الفرنسية.
ويدين العراق للدول ال19 الاعضاء في النادي بحوالى 40 مليار دولار وهو ما يشكل حوالى ثلث اجمالي ديون العراق الخارجية.
وقال جان-بيير جويه رئيس نادي باريس انه اصبح من الضروري الآن للدائنين الآخرين ان يقوموا بالشيء ذاته تجاه العراق في اشارة الى دول الخليج والصين وعدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وجاء في بيان للنادي ان الاتفاق يهدف الى ضمان ان يتم خفض الدين بشكل مستمر على المدى الطويل. واضاف انه اذا تم الايفاء بكافة الشروط فان دين العراق للدول الاعضاء في النادي سينخفض الى حوالى 7,8 مليار دولار بنهاية فترة الثلاثة اعوام.
واعاق التردد الروسي في شطب ديون العراق اعلان النادي الا ان وزير المالية الروسي الكسي كودرين اعلن في موسكو انه سيكون "من المفيد" تمكين العراق من تحقيق الانتعاش حتى يستطيع البدء في اعادة دفع خدمة ديونه. وصرح للصحافيين انه "لم يقم العراق حتى الآن بسداد خدمة ديونه".
واضاف انه مقابل تخفيف الديون فان موسكو تتوقع منحها دورا في اعادة اعمار العراق. واكد ان "روسيا تتوقع المشاركة في العقود لاعادة بناء الاقتصاد العراقي وتطوير موارده الطبيعية".
ومن بين الدول الاعضاء في النادي التي وافقت على تخفيض الديون استراليا والنمسا وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وهولندا وروسيا وكوريا الجنوبية واسبانيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة.
ويعتبر الاتفاق نصرا دبلوماسيا كبيرا للولايات المتحدة في سعيها لاعادة بناء العراق في اعقاب الحرب التي شنتها على ذلك البلد.
وكانت فرنسا والمانيا وروسيا رفضت في وقت سابق خفض ديون العراق الى ما دون نسبة 50 بالمئة فيما سعت الولايات المتحدة وبريطانيا الى خفض الديون بنسبة 95 بالمئة.
وبموجب التسوية التي تم التوصل اليها سيتم شطب حوالى 30 بالمئة من الديون على الفور. وفي المرحلة الثانية يتم شطب حوالى 30 بالمئة اضافية من الدين بشرط التزام العراق بالشروط التي حددها برنامج صندوق النقد الدولي. اما في المرحلة الثالثة فيتم شطب 20 بالمئة من الديون اعتمادا على نجاح البرنامج بشكل عام.
ورحب الرئيس الاميركي جورج بوش بقرار دول نادي باريس خفض الديون العراقية. ودعا من سانتياغو الدائنين الآخرين للعراق كي يحذو حذوهم. وقال بوش في بيان بثته اجهزته "اهنئ الحكومة العراقية الانتقالية واهنئ نادي باريس للدول الدائنة على الاتفاق الذي تم التوصل اليه اليوم والذي يتيح تخفيف العبء الثقيل للديون الدولية المترتبة على العراق".
واضاف "اشجع الدول التي لا تنتمي الى نادي باريس كي تخفض ايضا ديونها المترتبة على العراق".
وصرح جون سنو وزير الخزانة الاميركية انه "بهذا الاتفاق فاننا نتطلع الى ان تقوم الدول الاخرى الدائنة غير الاعضاء في نادي باريس باتخاذ خطوات مماثلة".
واضاف "ان هذا يعطي الامل والوعد للشعب العراقي بان بامكانه اعادة بناء اقتصاده".
ووصف مصدر مقرب من المحادثات الاتفاق بانه حل وسط معقول بين الموقف الفرنسي والموقف الاميركي مضيفا ان اعضاء نادي باريس التزموا بالتوصل الى اتفاق قبل نهاية العام. واوضح "استطيع القول ان الاتفاق هو خطوة لادراك امكانية العمل سويا وان لدينا هدفا مشتركا وهو نجاح العراق. لا يوجد اختلاف حول ذلك وهذا عنصر هام"./انتهى/